الجماهير / حسن العجيلي
منحت جامعة حلب كلية الآداب درجة الماجستير للطالب عبيدة طراب رفاعي بتقدير امتياز ودرجة 86 عن أطروحته في قسم اللغة العربية – الدراسات الأدبية بعنوان ” التحولات الجمالية في شعر إلياس أبي شبكة ” .
واعتمد الباحث في دراسته المقاربة الجمالية التي تتعامل مع الشعر بوصفه تمثيلاً للحاجات الجمالية القائمة أو المستجدة وتعبيراً عنها وعن طبيعة الوعي الذي يمثلها وتمثله في الوقت نفسه ، وذلك من خلال دراسة الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر إلياس أبي شبكة والتي تتضمن ثمانية دواوين وهي ( القيثارة – المريض الصامت – أفاعي الفردوس – الألحان – إلى الأبد – غلوء – نداء القلب – من صعيد الآلهة ) ، وتكمن أهمية الرسالة في إدراك التحولات التي أصابت الوعي الجمالي في شعر أبي شبكة وذلك انطلاقاً من القيم الجمالية التي تشكل مضمونه القيمي ومن تجلياتها في الشعر والتغيرات التي طرأت على المستويات الفنية في القصائد .
وخلص الباحث في أطروحته إلى عدد من النتائج أهمها :
– إن التجربة الجمالية عند أبي شبكة تقوم على ثلاث قيم جمالية رئيسية وهي قيمة القبيح وقيمة المعذّب وقيمة الجميل المهيمنة على شعره من حيث الحضور المعلن على المستوى النصي أو غير المعلن على مستوى تداخل القيم وتفاعلها .
– إن موقف أبي شبكة من العالم موقف غنائي يقوم على التعبير عن الظواهر والأشياء من خلال اثرها الانفعالي في ذاته الفردية ولكن موقفه ليس موقفاً غنائياً صرفاً حيث ظهرت في شعره ملامح درامية واضحة .
– إن مفهوم إلياس أبي شبكة للجمال يتبلور ويكتمل من خلال ما يوحي به الخطاب الجمالي لقيمتي القبيح والمعذّب اللتين تتحاوران وتتناغمان وتدوران في فلك الجميل / ما يعني أن موقفه الجمالي من القبح والعذاب يتأسس على مفهوم الجمال .
– استخدم أبي شبكة اللغة بتفرد وخصوصية وتميز في التعبير عن موقفه من العالم استناداً إلى وعيه الجمالي الذي يتميز بالإحساس الطاغي بالصدام القائم على الفردية مع الواقع الذي يعيشه .
– استطاع أبو شبكة أن يحقق لنفسه إيقاعاً خاصاً مختلفاً عن الإيقاع التقليدي مع أنه لم يتخل عن صلته بالخليل وعروضه ولم يكس الوزن القديم وهذا يعني أنه لم ينبذ الأوزان العروضية ولم ينكرها بل تجاوزها ليمنح لنفسه حرية واسعة في الإبداع المؤسس على ما تختزنه اللغة من طاقات وإمكانات .
– لم يُحدث أبو شبكة تحولاً خطيراً في الوعي الجمالي السائد في مجتمعه لأن نزوعه الجمال بحاجاته الجمالية لا تختلف كثيراً عن الهاجس الروحي والحاجات الجمالية التي يتطلبها مجتمعه .
– لا يعبّر وعي أبي شبكة عن الوعي الجمالي الرومانتيكي ولا يتمثله في كثير من الأحيان ، فهو لم يكن مازوخياً ولا انهزامياً ولعل السبب يعود إلى تزامن حياته مع بدايات مرحلة الرومانتيكية العربية حيث أن الوعي الجمالي الرومانتيكي لم يكن قد تبلور بعد .
يذكر أن لجنة الحكم على الرسالة تألفت من الأستاذ الدكتور سعد الدين كليب رئيساً ومشرفاً وعضوية كل من الدكتور ياسر عبد الرحيم والدكتورة ثناء المحمد .
رقم العدد ١٥٧٥٠