الجماهير/ أسماء خيرو
دار الكتب الوطنية التي لطالما أثرتنا عبر الأزمان بالعلم والمعرفة ، وروت طلاب العلم والباحثين من أنهار مبدعي الكتاب، تعود للحياة لتضيء منارتها العلمية والثقافية بعد أعمال الترميم.
وأوضح مديرها محمد حجازي انه تم رصد ميزانية لأعمال الترميم وشراء الكتب من جميع المعارض والمكتبات الخاصة، وقد تم شراء ما يقارب ٣٠٠ كتاب وستعمل وزارة الثقافة على رفد الدار بكتب من الهيئة العامة للكتاب.
وأضاف حجازي في حديثه ” للجماهير ” أنه سيتم كمرحلة اولى جمع الكتب الإلكترونية الموجودة على / CD/ مثل المجموعات الشعرية، والكتب المصنفة إلكترونياً ، ثم يتم رفد الدار بعدد من الكمبيوترات وإنترنت سريع؛ ليستعين طالبو العلم والبحث العلمي والمعرفي بهذه التكنولوجيا، وخاصة الطلاب غير القادرين على شراء كمبيوتر ، وسيتم في مرحلة لاحقة شراء أجهزة متطورة لأرشفة الإنتاج العلمي والأدبي وتحويلها ل/ pdf/ وهذه رؤية مستقبلية بعيدة المدى.
أما المخزون العلمي والأدبي البالغ ١٠٠ ألف كتاب قال حجازي انه سيتم تصنيفه حسب نظام /ديوي/ العالمي، وهذا التصنيف يعتمد على حجم الكتاب /ص/ تعني صغير، / و/ تعني وسط، و/ك/تعني كبير، و/ ق / تعني قليل، و/ ن/ تعني نادر و هذا التصنيف تعمل به معظم المكتبات العالمية، فقبل الحرب كان يتم التصنيف حسب اسم الكتاب واسم المؤلف.
و بين حجازي ان قاعات المكتبة لن يطرأ عليها أي تغيير و ستبقى كما كانت عليه قبل الحرب، قاعة “عمر أبو ريشة” للدراسات والبحوث العلمية، وقاعة المطالعة العامة “خير الدين الأسدي”، وقاعة الندوات والمحاضرات “سناء محيدلي”، والمسرح، وسيضاف فقط تغيير بسيط على قاعة “عمر أبو ريشة” بتخصيص أجنحة إضافية داخل القاعة بأسماء أدباء وكتاب وشعراء ووزراء سابقين كانوا قد وهبوا أعمالهم لدار الكتب الوطنية تكريما لهم .
ولفت الى انه بالنسبة لنظام الأرشفة يوجد أرشيف يدوي إذ تسجل الكتب بسجلات ورقية، ثم يتم إدخالها إلى الكمبيوتر وأتمتتها على الحاسوب، ونظام المشتركين والإعارة سيظل كما كان سابقا قبل الحرب (إعارة داخلية وخارجية).
وأشار حجازي الى أنه لم تتوقف نشاطات الدار رغم الدمار والحطام، وبلغت ما يقارب مئة فعالية ثقافية ، فبعد أن تم ترحيل الأنقاض بتطوع من الهيئات الوطنية والأصدقاء، تم استئناف نشاطات وفعاليات الدار من أمسيات أدبية وشعرية، وعروض مسرحية، إذ شهدت الدار حضوراً جماهيرياً غير مسبوق، وحالياً تم نقل النشاط الثقافي إلى المراكز الثقافية الأخرى بسبب أعمال الترميم.
جدير ذكره ان دار الكتب الوطنية بحلب يعود تاريخ إنشائها للعام ١٩٢٣ وهي تعد مجمعاً علمياً، ومعلماً أثرياً، حاضر على منبرها عدد من الشخصيات المهمة كطه حسين، وعباس محمود العقاد، والأخطل الصغير، وبنت الشاطئ وغيرهم من الأدباء والمثقفين.
تبلغ مساحتها ٦٠٠ متر مربع ، بناؤها مؤلف من طابقين (علوي وسفلي) تضم ثروة ثقافية من أندر الكتب، وبلغات عالمية (إنجليزية، ألمانية، تركية، عثمانية، إيطالية) إضافة لثروة وثائقية لصحف ومجلات سورية نادرة ومكتبات أهديت للدار، كمكتبة خير الدين الأسدي. تعاقب على إدارتها عدد من الشخصيات المهمة كالشاعر عمر أبي ريشة وسامي الكيالي وغيرهما.
رقم العدد ١٥٧٥٠