الجماهير/ الحسن سلطانة.
تم عرض الفيلم الوثائقي حكاية من حلب على مسرح نقابة الفنانين لأبطال من الواقع تحدثوا عن حكايتهم وتجاربهم خلال الحرب التي أعطتهم قوة للبقاء في حلب وللاستمرار بحياة طبيعية رغم صعوبة الظروف وقساوتها.
” الجماهير” التقت بعض المشاركين في الفيلم إذ أوضح أمجد علاوي أحد أبطال الفيلم، وهو عسكري لأكثر من ٦سنوات، إصاباته ثلاث مرات بحرستا والإصابة الأخيرة بقذيفة عندما كان يحاول إنقاذ صديقه أدت إلى فقدانه بصره، ولكنه تابع حياته متحديا إعاقته فتعلم العزف على آلة العود واتبع دورة محادثة لغة إنكليزية، وقدم هذا العام امتحان شهادة التعليم الأساسي ونجح بعلامات جديدة وسيتابع حياته طبيعي ويتقدم للبكالوريا.
بينما روت رجاء الناشف حكايتها وهي أم لخمسة أطفال استهداف زوجها بقذيفة ونزوحها من بيتها وكيف انقلب حالهم من جيد إلى سيء وتخلي أقاربها عن أولادها من أعمام وأخوال ولكن الناس وقفت بجانبها، وبحثها عن عمل لتربية أطفالها ليتابعوا دراستهم ولديها بنت تدرس طب سنة ٣واخرى نجحت ثانوية عامة بعلامات عالية رغم سكنهم بغرفة واحدة وصالون.
أما البطلة الثالثة أم النور التي استشهد ابنها منذ ثلاث سنوات فقد عملت سائق سيارة أجرة في أول الأمر للعائلات، وبعدها كسائق عادي وهي أول سيدة سائقة تكسي أجرة في حلب.
وتحدث أحمد الحاج موسى عن حكايته، إذ أشار إلى أنه شارك بمشروعه سمارت هاند لتصنيع الأطراف الصناعية الذكية المتحركة التي تقوم بأعمال وظيفية وليست مجرد ناحية تجميلية فقط، فقد باتت حاجة ملحة بسبب فقدان كثير من الناس لأطرافهم العلوية والسفلية، وقد قال: نحن اختصصنا بالأطراف العلوية لأنها قليلة، وأضفنا عليها أن تكون ذات لون طبيعي ومتحركة للقيام بأعمال عديدة. كانت هذه فكرة تخرجي، وبعدها حصلت في المركز المريمي للتأهيل والتدريب على المركز الأول ضمن دعم المشاريع الصغيرة، واستطعت توسيع المشروع بدعمهم وقمت بعدها بإنشاء شركة صغيرة مع أصدقائي، وقدمنا بأسعار رمزية جدا أمراً أساسياً للأطفال كالأطراف والدعم النفسي .
من جانبها قالت السيدة هاجر الإبراهيم من منطقة السفيرة إنها أينما نزحت كانت تأخذ ماكينة الخياطة الخاصة بها، وأنها غير معتادة على العمل قبل الحرب، ولكنها وجدت فيها فرصة لكسب عيشها وتحسين ظروفها، وبعدها قامت بفتح مشغل خياطة علّمت فيه الشابات اللواتي يردن العمل لتحسين أوضاعهن المعيشية.
وأشارت هلا ماروكي من فريق المبادرة المشرفة على الفيلم أن المبادرة برعاية الكنيسة الإنجيلية العربية، المريميون، جمعية من أجل حلب، وقد اجتمعت بمبادرة واحدة لعمل واحد. أما أبطال الفيلم فهم سبعة أشخاص، هم أبطال حقيقيون في سبع حكايات لهم من واقع عاشوا به، هذه الحكايات تعطينا دفعاً وطاقة إيجابية، فمن خلال نجاحهم بالتغلب على المرض، الفقر، الموت والاستشهاد، خلقوا لأنفسهم مسيرة نصر ناجحة ومبدعة أحببنا أن نضيء عليها في هذا الفيلم .
واكدت من جانبها فاطمة بناوي مخرجة الفيلم أن هذه القصص الحقيقية رديف لانتصار جيشنا وبأدوات بسيطة حاولنا توثيق حربنا ونصرنا فالمنتصر هو من يوثق الحرب ونحن منتصرون ويحق لنا توثيق حربنا ويوجد في كل بيت سوري حكاية نصر .
وبيّن القس إبراهيم نصير راعي الكنيسة الإنجيلية العربية بحلب ” للجماهير” أن حلب صانعة المستقبل، ورسالة الفيلم هي أن الحياة ستنتصر على الموت، ستبقى تزدهر لأن إلهنا إله الحياة، والإنسان يتجاوز بإنسانيته كل السياسات، المناهج، المعطيات والمؤامرات. منوها أنها محاولة توثيقية بإمكانات محدودة لتشجيع أبناء حلب وسورية لتوثيق ما جرى لحلب، وسيبقى مرجعية في يوم من الأيام للأجيال القادمة لكي يعرفوا أن هذا التاريخ الذي كتبه آباؤهم اليوم هو من صنع لهم المستقبل.
حضر عرض الفيلم الوثائقي مدير الأوقاف رامي عبيد، وأحمد ياسين عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة، وحشد من المهتمين.
رقم العدد 15758