الجمعية السورية لعلاج سرطان الأطفال و رعايتهم … 23 طفلاً شفي من الإصابة و 43 طفلاً انهوا العلاج بنجاح ، 179 طفلاً يستفيد شهريا

الجماهير / رفعت الشبلي

لطالما وقف الشعب السوري الإنساني صاحب الحضارة إلى جانب المواطن ، في محنته الإنسانية التي غزته الحروب وخلفت له الويلات ، فقد وجدت الجمعيات منذ بداية القرن التاسع عشر و ازدادت فاعليتها أثناء الحروب ، ومن بين الجمعيات التي أدت دور إنساني واجتماعي ” الجمعية السورية لعلاج سرطان الاطفال ورعايتها ccs ” ، وللتعرف عليها ، نشأتها ، أهدافها ، الخدمات المقدمة والصعوبات التي تواجه عملها زارت “الجماهير” الجمعية والتقت رئيس مجلس الإدارة محمد أسعد علبي حيث بين أن الجمعية تأسست عام 2012 بقرار إشهار رقم / 1080/ بهدف تقديم الدعم الطبي و الصحي و الاجتماعي و النفسي و التعليمي للمصابين بأمراض السرطان و ذويهم ، ويقوم عمل الجمعية على استقبال الحالات المصابة من عمر يوم واحد ” إذا ثبتت الإصابة ” وإلى عمر 18 سنة ويتم ذلك عن طريق فتح اضبارة مرفقة بتقرير طبي يثبت الإصابة ، مع التأكيد على أن هدف الجمعية استيراد الأدوية من المصادر المتعارف عليها والمعتمدة من وزارة الصحة ، وبعد قيام الوزارة بإجراء التحاليل اللازمة للأدوية تتم الموافقة عليها بشريطة أن تكون فيها مدة الصلاحية أكثر من سنتين تجنباً للهدر، وأن الخطة الإستراتيجية للجمعية هي الوصول إلى 5 محافظات دفعة واحدة وهي اللاذقية ، حمص ، السويداء ،الحسكة و دير الزور .


وعن الخدمات التي تقدمها الجمعية قال علبي : اتخذت الجمعية على عاتقها تقديم أدوية السرطان الغير متوفرة في المشافي الحكومية ، ولكل الأطفال بدون استثناء ، ويتم ذلك بموجب خطة علاجية يقوم برسمها الطبيب المعالج ، ونقوم بالتنسيق مع مديرية الصحة بحلب – مشفى ابن رشد قسم الأورام – كما أن لدينا مندوبين موجودين في مشفى حلب الجامعي لتقديم الأدوية و الخدمات للمرضى بالإضافة إلى الدعم النفسي ” وهو عبارة عن نصائح طبية للأهل والمصاب ” ، أما التعامل مع المشافي الخاصة فهو عن طريق مشفى التآلف و المارتيني ، موضحاً أن التحاليل التي تقدمها الجمعية باهضة الثمن ومنها تحليل ” فلوسيتومتري ” ما يعادل 90 ألف ليرة للتحليل الواحد ، و هو خاص وغير متوفر في المشافي الحكومية وهذا التحليل أول خطوات كشف الإصابة بالإضافة إلى تقديمه أثناء مراحل العلاج في التقييم الأولي و المستمر .


أيضا من الخدمات المقدمة التصوير الشعاعي وبالتعاون مع مركز الشهباء نقدم جميع أنواع التصوير – الرنين ، الطبقي – و الحالات الفريدة من نوعها مثل تصوير /بتي سكان / يكون في مشفى المدينة بدمشق ، والتعامل مع أي مركز يكون بحسب تلبية الحاجة و الخبرات المتوفرة فيه ، أضف إلى ذلك تقوم الجمعية بعلاج الأطفال المصابين في دمشق إذا لزم الأمر عبر مشفى البيروني و مشفى الأطفال من خلال العلاجات الكيماوية و الشعاعية و تتكفل الجمعية بمصاريف السفر والإقامة ومصاريف العلاج وهذه الخدمة مقدمة للفقراء والعسكريين .
– أما خدمات الدعم النفسي يقدم مركز الفرقان خدماته عن طريق الجلسات الجماعية للأطفال و الأهالي وتوعيتهم إلى الطريقة المناسبة للتعامل مع الأطفال المصابين و إيضاح ذلك للأهل أن هنالك الكثير من الحالات التي شفيت تماماً وان الدعم النفسي يشكل 60 بالمائة من العلاج والتغذية الجيدة وتقديم العلاج بمواعيده المنتظمة .
وأكد علبي أن هنالك 23 طفلاً شفي من الإصابة بسبب أتباعهم التعليمات المقدمة من المختصين و 43 طفلاً انهوا العلاج بنجاح ، 179 طفلاً يستفيد شهريا كمعدل وسطي ، و289 طفلاً يستفيدون من الخدمات الطبية بشكل عام .
واعتبر أن أفضل طرق الدعم النفسي هي وقوف 85 طفلاً على مسرح الأوبرا بدمشق في 2018/9/30 حيث قدم الأطفال أغاني حلبية بالإضافة إلى الكورال الذي قدموه في معرض الزهور بدمشق ، كما قدمت وزارة السياحة رحلة للأطفال إلى البحر والإقامة باللاذقية لمدة 5 أيام.
كما تقوم الجمعية بالتعاون مع الكنائس ” مطرانية الروم الأرثوذكس ، مطرانية اللاتينية ، المطرانية المارونية ” بعدة نشاطات لرسم البسمة على شفاه الأطفال المصابين .


– في المجال التعليمي و الاجتماعي تقدم الجمعية بالتعاون مع مديرية التربية حلب دعم من خلال الدروس الخاصة للأطفال والجلسات الجماعية التعليمية كون الطفل المصاب أحياناً يكون في رحلة علاج ربما تستمر أكثر من 45 يوما ، وهذا يسبب انقطاع للطفل عن المدرسة لذلك يتم اختيار الوقت والمكان المناسبين لإعطاء الدروس من خلال المختصين في الجمعية وفي المجال الاجتماعي قامت الجمعية بإرسال فريق طبي متخصص إلى محافظة الحسكة قدم فيها الأدوية والعلاج إلى المصابين ، وهي أول مبادرة تقوم فيها الجمعية على مستوى سورية ، في الشهر الأول قدم الفريق الطبي العلاج ل 136 مريضا ،في الشهر الثاني 112 مريضا ولمدة 4 أيام و ذلك بالتعاون مع مديرية الصحة بالحسكة .
– وعن الصعوبات التي تواجه عمل الجمعية بين مدير الجمعية أنه ليس هنالك مورد ثابت للجمعية فهي قائمة على التبرعات المقدمة من أهل الخير و كون تكلفة العلاج كبيرة جدا ” أي وصفة دوائية قد تصل إلى 80 ألف ليرة للطفل الواحد ” فهي تعاني من شح في التمويل بسبب غياب تبرعات الصناعيين والتجار الذين كانوا الداعم الأكبر .
و من الصعوبات التي تعانيها أيضاً هو الروتين بسبب الحظر على الأدوية و مستلزمات العلاج الطبي ، ما يؤخر وصول الأدوية بمواعيدها وبالتالي تأخر شفاء المصاب ، كما بين أن هنالك أكثر من 1800 مريض بحاجة للسفر إلى دمشق بسبب عدم توفر الجرعات في المحافظات ، واعتبر علبي أن مديرية الصحة هي الجهة الأكثر خبرة وهي الوحيدة القادرة على تقديم هكذا خدمات .
رقم العدد ١٥٧٥٩

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار