واقع بحيرة الجبول والخطط المستقبلية لها فمتى ترى النور .. تنوع حيوي بيئي وموئل للحياة البرية واستراحة للطيور المهاجرة .. العمل على إقامة مشاريع تنموية

الجماهير – حسن العجيلي
تقع سبخة الجبول على ارتفاع 312 م عن سطح البحر و على بعد 45 كم جنوب شرق مدينة حلب قرب مدينة السفيرة ، وتعتبر من أهم المحميات الطبيعية في العالم نظراً لوجود أنواع نادرة من الطيور والنباتات والحيوانات المائية فيها.
وتعد بحيرة الجبول من أشهر البحيرات المالحة في سوريا وتسمى المنطقة سبخة الجبول وذلك نظراً للمنطقة الغنية بملح كلوريد الصوديوم حيث كانت تنتج كميات كبيرة من الملح النقي .
وبعد الاهتمام الكبير من قبل الدولة بالمنطقة من الناحية الزراعية والصناعية والاجتماعية أصبحت المنطقة مكان استقرار اجتماعي زاد من توسع القرى والمدن ولوحظ ازدياد في تعداد السكان فظهرت مشاريع استصلاح الأراضي في منطقة غرب مسكنة وكذلك عدد من المصانع التابعة للقطاعين الخاص والعام والتطور الاجتماعي رفع من مستوى الحياة لدى الناس بعد دخول المياه إلى المنطقة حيث زاد استهلاك الفرد من المياه كما تعد سبخة الجبول واحدة من أهم الأراضي المحمية في الشرق الأوسط وقد صادقت اتفاقية ” رامسار ” الدولية للأراضي الرطبة والمحميات عام 1998 على اعتبار سبخة الجبول أرض رطبة ذات أهمية عالمية .
وبغية إعادة تأهيلها واستثمارها بالطرق المثلى عقدت في محافظة حلب ورشة عمل بعنوان ( الجبول أحد أهم المناطق المهمة للطيور في سورية ن نحو التنمية المستدامة وإعادة التأهيل الطبيعي وأوجه التنشيط الاقتصادي والاجتماعي لمنطقة الجبول) ” الجماهير” حضرت ورشة العمل وستعرض أهم ما عرضته الجهات المشتركة من خلال عدة حلقات نظراً لتنوع المشاركات وغناها .
تنوع طبيعي وحيوي
يقول مدير البيئة بحلب محمد سعيد النفوس في ورقة العمل المقدمة لورشة العمل إن بحيرة الجبول إحدى أهم المحميات الطبيعية في سوريا وتشكل بحيرة الجبول ومنذ القدم موئلاً للعديد من أشكال الحياة البرية كما تشكل موقعاً ذو أهمية عالمية كاستراحة للطيور المهاجرة ومصدراً لتغذيتها (ومن أهمها طائر الفلامنغو الذي يقدر المختصين أن 1% من التعداد العالمي يوجد في الجبول) إضافة إلى طائر اللقلق و طائر دجاجة السلطان الأرجوانية و البط الخضاري و الإوز الأسود و الإوز المصري و الإوز الكندي و دجاجة الماء و الغطاس، ويعيش فيها العديد من أنواع الأسماك والحيوانات البرية المهددة بالانقراض ومنها سمك الترس و سمك الكرسين و سمك البني و سمك الجري و سمك البوري، وقد ساعد على ذلك نمو غطاء نباتي متميز بالقرب منها كنباتات الحلفة والبردي والقصب بالإضافة إلى أنواع من النباتات الملحية التي تنمو في سبخة الجبول والتي يفوق عددها /50/ نوعاً، مما جعل بحيرة الجبول مرتعاً للطيور القاطنة والمستوطنة والمهاجرة كونها تقع في منطقة عبور الطيور المهاجرة ، حيث وتنمو أكثر من خمسين نوعاً من النباتات الملحية في سبخة الجبول وعلى شواطئها وفي الجزر داخلها، وهذا أكبر عدد من الأنواع في أي سبخة سورية معظم هذه الأنواع عشبية، وقليل منها شجري وقد بينت دراسات أولية وجود عدد من الأنواع غير المسجلة ضمن الفلورا النباتية مثل القلام الثمري (باللاتينية Arthrocnemum fruiticosum) والخرزة المحيطة (باللاتينية Halopeplis perfoliata) والقبار الشوكي كما تتواجد نباتات القصب على أطراف البحيرة ، مضيفاً بأن سبخة الجبول تميزت بتاريخها الطويل والجذاب طبيعياً، حيث قدمت هذه السبخة مقومات استقرار جزء مهم من المجتمع المحلي بفعل ما قدمته عبر الزمن من موارد طبيعية، من أسماك وطيور وثدييات متنوعة إضافة إلى استخراج الملح.

الصرف الصحي والصناعي أخطر المهددات
ويضيف المهندس نفوس بأن أهم المهددات التي تعرضت لها السبخة قبل الأزمة : التلوث الناتج من مياه الصرف الصحي الصادر من القرى والمناطق السكنية المحيطة بالسبخة، والتلوث الناتج من مياه الصرف الصناعي الصادر من المعامل المحيطة بالسبخة، وإلقاء النفايات على ضفاف الجبول ، وسرقة الأعشاش والبيوض والفراخ للإتجار بها داخليا وخارجيا وغالباً ما توضع هذه الفراخ في حظائر مخصصة للدواجن أو الحيوانات الأهلية المدجنة ، والصيد الجائر وغير المنظم من قبل الصيادين حيث يتم اصطياد كافة الأنواع وبكافة المواسم والطرق دون تحديد للأعداد التي يتم صيدها ، يضاف إلى ذلك ما شهدته من تدمير ممنهج من قبل العصابات الإرهابية المسلحة لبنيتها البيئية والحيوية والتحتية .
أما عن أهم المهددات التي تتعرض لها السبخة بعد الازمة فيحددها المهندس نفوس بأنها التلوث الناجم عن الصرف الصحي والصناعي ، وزيادة التلوث النفطي نتيجة القيام بعمليات تكرير النفط ، وتدهور الواقع البيئي مما يساهم في تدهور النظام البيئي.
تمتلك عناصر جذب كبيرة
أما عن خطة محافظة حلب فيقول نائب رئيس المكتب التنفيذي لمحافظة حلب أحمد ياسين عنها : نظراً للموقع الجغرافي المميز لسبخة الجبول و امتلاكها لعناصر جذب كثيرة (سياحية – بيئية – …) ما قد يجعلها وجهة سياحية و ترفيهية فقد تم إيلاء المنطقة أهمية إضافية عبر إعداد الدراسات و تنفيذ المشاريع اللازمة ، مضيفاً بأنه تم تنفيذ بعض المشاريع في منطقة الجبول ، منها مشاريع ترحيل الأنقاض و مشاريع الطرق ومشاريع الصرف الصحي ومشاريع إرواء قرى عطشى ومشاريع الأبنية .
أما المشاريع المقترحة لمحافظة حلب في السبخة :
1- العمل على تشجيع المشاريع التنموية ذات الجدوى الاقتصادية في منطقة الجبول عبر تقديم الدعم اللازم لها كما تعمل على تشجيع الاستثمار و المستثمرين لإقامة مشاريع سياحية و بيئية في المنطقة .
2- إقامة و تنفيذ محطات معالجة على ضفاف البحيرة من أجل الحد من التلوث الناتج عن مياه الصرف الصحي ومخلفات المعامل و المصانع و ذلك بالتنسيق مع كل من مديرية البيئة و مديرية الخدمات الفنية بحلب.
رقم العدد ١٥٧٦٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار