حالات اجتماعية .. في أمسية قصصية

الجماهير / أسماء خيرو
مضامين اجتماعية هادفة سلطت الضوء على قضايا تؤرق المجتمع في أمسية قصصية أقامتها مديرية الثقافة بحلب مساء أمس في مركز العزيزية .
في البدء قرأت الدكتورة ملاك السباعي قصة بعنوان ” الأرض البور ” تناولت فيها هما إنسانيا إجتماعيا لا يرتبط بزمان أو مكان ولا يتقيد بعصر إنه موضوع الزواج من إمرأة أخرى وتحكم العقلية الذكورية في المجتمع حيث تدور أحداث الرواية حول إجراء بطلة القصة ” شذى “عملية استئصال رحم وزوجها الذي بدأ يفكر بالزواج من امرأة أخرى لأنه يريد الكثير من الأولاد مع أنه رزق من شذى بأولاد ، وهنا تصطدم شذى بالفكر الذكوري والتقليدي المتحجر التي يسود مجتمع الريف والذي ينتصر للرجل ويسحق المرأة .
ثم قرأ الكاتب عدنان كزارة قصة بعنوان “الباحث عن أبيه ” قصه عالج فيها الكاتب بأسلوب درامي مؤلم وعميق مشهد الموت وعقوق الأبناء ،فوجه الحزن والأسى الذي أراد الشاب أن يتظاهر به عند موت الشيخ والده لم ينجح في حصول الشاب على الراحة النفسية و تضليل الموت والإفلات من قبضته ، حيث كان طوال القصة يؤرقه موت والده وهو غير راض عنه فالشاب كان في صراع مع نفسه وفي الوقت عينه في صراع لإثبات محبة ورضى أبيه لأسرته ولأهل القرية فما كان من الشاب إلا أن ذهب إلى المقبرة طالبا الصفح والرضى من والده الشيخ الذي كان يتجلى له وفضل الموت للخلاص من ذنب العقوق الذي كان يراه في أعين أسرته وأهل القرية .

وبعد ذلك قرأت الكاتبة غفران طحان قصتين الأولى ” من دون عينين ” أرادت من خلالها أن ترمز إلى الضبابية والظلام والتيه وعدم القدرة على الرؤية الواضحة لتلمس طريق الحياة وتقبل التناقضات عبر شخصية الطفل الذي خلق أعمى فرسمت له أمه عينان لكي يرى ثم اكتشفت أن ابنها يرى وهو ليس أعمى ولكن فضل البقاء أعمى على أن يرى تناقضات الحياة .
والثانية بعنوان ” لعنة ” فيها تناولت فقدان الإحساس والمشاعر الإنسانية والشغف لهذه الأحاسيس التي دفنت داخل الأعماق فجعلت بطل قصتها يتضاءل وينكمش كلما فقد إحساسا ثم عادت وجعلته يعود لحجمه الطبيعي بعودة تأجج هذه الأحاسيس والمشاعر .
هذا واختتمت الأمسية بعدد من المناقشات النقدية وحضرها عدد من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي .
رقم العدد ١٥٨٠٣

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار