الجماهير – أسماء خيرو
أثار الباحث محمد جمعة حمادة أسئلة عديدة عن العلمانية وإشكاليتها خلال محاضرته التي أقامتها مديرية الثقافة بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب في حلب أمس في مقر الفرع تحت عنوان ” العلمانية ” : ما جدوى إثارة موضوع العلمانية مع ارتفاع موجة التطرف واستيقاظ السلفيات ؟ ألا تبدو العلمانية متلعثمة أمام طغيان الخطاب الديني ؟ هل بقي للعلمانية من أكسجين يقيم أودها في هذا الفضاء المنذور لسجالات الشر والشر المضاد ؟ لماذا الخروج من دولة الدين مادام خطاب العلمانية يستيقظ في دولة الدنيا ؟ .
ثم انتقل المحاضر حمادة واستعرض عدة تعاريف للعلمانية منها أن العلمانية هي النظام الفلسفي الاجتماعي السياسي الذي يفصل الأمور السياسية عن عناصر الدولة .
ثم تابع وتحدث عن تاريخ نشأة العلمانية فقال تعود بدايات العلمانية إلى ظهور الصراع بين الكنيسة والعلوم وعند تطور العلوم ظهر أن الكثير من أفكار الكنيسة غير صحيحة حيث في القرن السابع عشر تم تعزيز الأفكار العلمانية بعد ظهور الحاجة لفصل الدولة عن الكنيسة .
وبعد ذلك عدد المحاضر أهم المفكرين والكتاب الذين انبروا للدفاع عن الدعوة العلمانية في بلاد الشام كجبران خليل جبران وفرح انطوان وخليل سعادة وعبد الرحمن الكواكبي وغيرهم .
ثم طرح اشكالية العلمانية في المجتمعات العربية فاستشهد برؤية الدكتور جورج طرابيشي والتي تقول: أن العلمانية هي الوحيدة الكفيلة بمنع توظيف الدين والمذهبيات الدينية في المعترك السياسي وأن أكثر ما أساء إلى مسألة العلمانية في الدائرة العربية هو تحويلها إلى مسالة شكلية تتعلق بالمقابلة بين صيغتين جاهزتين لعلاقة الدين بالدولة وجعل الاختيار بينهما معيار للأخذ بالحداثة والمدنية والسقوط في البربرية .
وختم المحاضر محمد جمعة محاضرته بالتأكيد على أن العلمانية لا تعطي امتيازا وأفضلية للعلماني على حساب غيره وهي تحترم العلماني بالطريقة التي يحترم فيها المعتقد الديني والمسلمون أيضا تبنوا العلمانية كعبد الرحمن الكواكبي وقاسم أمين وعلي عبد الرازق وغيرهم .
وأن المشكلة ليست في العلمانية بل في صلاحية العلمانية وأن الهجوم على العلمانية في واقعنا العربي ليس إلا ذريعة للصراع على السلطة من أجل إنتاج سلطة مغايرة تستند على تصور للمجتمع مبني على قراءة خاصة للدين .
هذا وتخلل المحاضرة عدة نقاشات نقدية واستفسارات حول العلمانية وماهيتها .
حضرها عدد من المثقفين والأدباء والكتاب وعدد من المهتمين .
رقم العدد 15807