” بوح المساء ” أمسية بنماذج شعرية رومنسية مختلفة

الجماهير – أسماء خيرو
نماذج شعرية ذات ألوان رومنسية مختلفة من شوق ووجد وحنين وشعور صادق متقد في أمسية ” بوح المساء ” التي أقامتها مديرية الثقافة يوم أمس على مسرح العزيزية
في بداية الأمسية فاحت قصائد الشاعرة رولا عبد الحميد بنفحات من عبق أرواح الشهداء الطاهرة حين قرأت عدة قصائد رثت فيها الشهيد برومانسية الشعر الباكي ” شذي قمحكم “و ” ارم رمحك ” ” ما رأيت قنديله منطفئ الأنوار” إذ قالت: في تقاسيم وجهك ينام نور إن سال من قلبي / وفي مساماتي شيء من روحك الممطرة / هناك في المروج بين أدغال دوار الشمس في مساماتي شيء من روحك النيرة /
كما قالت /يقولون أنه مات تحت شجرة الجوز /
يقولون كان دمه نهر شقائق النعمان /
وبأنفاس من الأنين والشوق المحترق أنهت قراءاتها الشعرية بقصيدة ” دمعة واحدة ” فقالت / أسير في الدرب المقفر ودمعة في جعبتي / ويمر مسرعا في تخوم اسمي ولا يقرأه / دمعة في عين ليلي وفي القلب أنينها / أكتب لعينيك اقرأ بوح روحي / إقرأ رسائل القلب/ إقرأ واعذر حنيني /
وبدوره قرأ الشاعر عبد الجواد صالح قصيدة ” إن رأيتم حبيبي “فجعل الرمل عند رؤية ومرور الحبيب ينتفض ويفرش بحدائق ورد وزهور إذ قال: / لديه لمحة عين تلخص سر الوجود / وسر الوجود قليل ١ / ينابيع ضوء تصلي وتركع فوق الرمال على قدميك / ان رأيتم حبيبي افرشوا سنابل ورد عليك /
ثم قرأ قصيدة ( غازلت ليلي ) فأخذ يتلمس تراب وسماء وطنه في وجه ليلى التي تغرب عنها ولكن هذا البعد والغربة لم يستطيع نزع ليلى والوطن من بين أضلاع قلبه المغرم فقال : غازلت ليلى فما أصغت إلى شجن / وأوصدت بابها والريح تصفعني / رابطت في حيها حولا بكامله حتى أتى صوتها لحنا على اذني /
وختم قراءاته الشعرية بقصيدة (المعنى) فأقسم بحق الشعر واستجدى وسأل حبيبته أن تكون مأوى لقلبه العاشق المغرم إذ قال: قولي بحق الشعر كيف من ثلجك أوقدت سعيرا في شغاف القلب في عزف يقيني / فعيون الليل تستدمي خطانا / فاشكليني وردة في طرف شعرك / حمرة باللون ثغرك / وإلى فردوسك الأعلى خذيتي وخذيني /

وبصور من رحيل العمر وبقايا روح تحتضر في انتظار اللقاء و شوق ممزوج بهمسات مندثرة قرأت الشاعرة صافيا شيخو قصيدتها الأولى ( صور من الرحيل ) فقالت : في رحلة مقطوعة التذكرة / إلى حيث كانت الأيام وكنا يطول الليل بتأن وتتمادى الأماني / احتسينا الآلام نبيذا من قارورة عمر مضى جرعة تلو جرعة وما اكتفينا / نصحو لبرهة تتألم كل حنايانا / نعود إلى أدراج الأوعى كحضن حبيب إليه ارتمينا/
تم تابعت وهمست باسم الحبيب في ليلة طغى فيها الشوق والوجد في قصيدتها الثانية ( ليلة طاغية ) فقالت : أهمس بك شوقا فيشتعل جمر الحنين / أحاول تشكيل الكلمات أتمتم بها من دون معاني / بعذب آهات الحنين / لماذا فيك لا أراني / وأنت وحدك وطني /
وباعترافات كاذبة في محراب عاشق أصابه الغرور والتكبر والتعالي قرأت شيخو قصيدتها الثالثة إذ قالت : منذ عرفتك ضيعت الإعراب / رجمت الأبجدية بقصيدة هجاء / وأقمت بين أبياتها قداسها / تارة أؤمن وتارة أكفر / كسرت كل الحروف استبداداً / إلا حروف اسمك رفعتها كالدعاء للسماء /
وختمت شيخو قراءتها الشعرية بقصيدة زجلية فقالت : لو غص القلب بجروح / والشوق صار قرين الروح / لو اجتمعنا لحظة وافترقنا سنين وقالوا عني كلام ما يقبله عرف ولادين / لو اتهموني بالجنون وصافحت روحي الشجون / كل ما أبغيه من الدنيا غير حبك ماأصون غير حبك ماأصون ٠
وتخلل الأمسية عدة نقاشات نقدية وحضر عدد من الأدباء والشعراء وعدد من المهتمين ٠
رقم العدد 15809

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار