الجماهير – أسماء خيرو
بحقائق من الشعر الوطني الوجداني وإيحاءات شعرية خالدة تتماهى مع كلمات من الشعرالصوفي للحلاج والتي تقول:/ والله ماطلعت شمس ولاغربت إلا وحبك مقرون بأنفاسي / ولاخلوت إلى قوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جلاسي/ بدأت الأمسية الشعرية التي أقامتها مديرية الثقافة بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في هنانو مساء أمس على مسرح العزيزية .
حيث ألقت الشاعرة ابتهال معراوي عدة قصائد تنوعت مضامينها مابين الوجدانية والوطنية والقومية .
فاستحضرت بقصيدة ( سراب )ذكرى مؤنسها وأغرقت روحها في لهيب الأسى إذ قالت : طيفك الأسى لروحي مدها / ذكرك الأحنى بقدي مؤنسي / بالذكرى أغرقت روحي بها / جلدتها وجداً مجال النفس /.
ثم ألقت قصيدة (ميرود النور ) فكانت تستجدي النور ليكحل الحياة المظلمة إذ قالت / بميرود النور كحلت باصرتي / فأزهوهرت خضلا بالحمر عاد فمي .
وبعد ذلك قرأت قصيدة( نزف ونزف ) فرثت العروبة والأوطان ودعت لاستنهاض الهمم والصحوة فقالت : نزف ابن آدم فطرة الديان / نزف العروبة لوثة الإنسان / كم نامت الأوجاع في أوصالها واستيقظت من أنّة الخذلان / قوموا انهضوا شرُّ البرية محدق / قد كاد يطبق والردى هجراني / .
وباحساس مرهف وأمل أن بلاد العرب أوطاني حدثت الشاعر نزار قباني عن وجدها اليعربي بقصيدة ( نزار وقرطاجة وأنا ) فأخذت فقالت / كنت الدمشقي الذي عشق الهوى / وطن وانثى بالصلاة محراب / صليت في كنف العروبة لائذا وبجيدهن السمر أنت عقاب / ففضاء وجدي يانزار محلق / ومحال حبي اليعربي سراب .
وبكلمات مقتبسة من رواية( غربة الروح ) ألقت لجين الحاج حسن قصيدتها الأولى فقالت: / متعبة أنا غريبة هي روحي غريبة هي الأشياء كل شيء من حولي ينضح بالمرارة والألم / .
وبأسئلة أنفاسها من ألم وحزن وخوف على وطن ممزق ألقت الشاعرة لجين قصيدة ( حنظلة) إذ قالت: هل أنا سيزيف كي تلقى على كتفي كل ثارات العرب / أم انا الحلاج حتى قطعوا من خلاف طرفية وانصلب / كل معنى يحمل الحزن أنا محتواه وأنا فحوى الكرب .
ثم جعلت الحبيب يبحر في مقلتي الحسناء فألقت قصيدة “الحسناء “إذ قالت: / مازلت أبحر في عباب بحارها وعلى يديها كم لمست دوائي / في مقليتها ألف ألف كويكب وفي حسنها الفتان آل ضياء / رفقا بمشروف سقيم بالهوى ودواؤه في وجهك الوضاء / .
وختمت قراءاتها الشعرية بقصيدة ( ذات حب ) فشكت الحبيب الذي أدمى قلبهاوبقرار الهجر ودعته للأبد فقالت : شكوتك للصحائف التي لملمت أدمعي فكلما زدت عذابي كان قتلك أسهل / حتى على الورق بين أنقاض السطور في متن القلب أوعلى هامش الروح .
وبقصيدة في مدح الرسول ( ص ) ألقى الشاعر أكرم مصطفى أولى قراءاته الشعرية فقال : ياخير من طلعت شموس بهائه / فاق الجمال حبيبنا فتوسلت نفسي به وبنوره لم توئم / ياسعد من هام الفؤاد بحبه نال الشفاعة بالحبيب الأعظم .
ثم تابع وقرأ عدة قصائد غزلية مهداة لصديقة الذي التقى بقلبه المفقود ونصفه الآخر بعد طول غربة وفراق فقال : من أين جئت أنا أريد وأنت تريدين / والعشق يزرع في القلب الأنين والروح من جمر البعاد أضناها الحنين / هل يرضيك إحتراقي بين حناياك أم بقتلي على مذبح عشقك تسعدين / .
كما قال : كيف التصبر والرجاء يخيب والقلب في لجج الغرام غريب / قد مر في جوف الليالي طيفها كفراشة من الفؤاد يذوب / إن الحبيب إذا بدت أشواقه ولج الهوى إن الهوى إقدام / إن الهجر عند العاشقين جريمة والصد في شرع الغرام حرام /
ثم لقلب صديقه العاشق المتيم قرأ قصيدة ما أجمل هاتيك الرسائل فقال: / آه ياحبيبتي ماأجمل هاتيك الرسائل / أحرقتنا ألهبتنا أدخلتنا بوابة العشق واختصرت كل المراحل .
وختم قراءاته الشعرية بقصيدة من الشعر البدوي المحكي بالعامية مهداة لأبنته في يوم زفافها وقصيدتي عتابا .
هذا وتلا الأمسية عدة مناقشات نقدية حول ما هو مسموح وممنوع في شعر الغزل ،وحضر الأمسية عدد من الأدباء والشعراء والمهتمين بالشأن الأدبي وأدارها أحمد العبسي مدير ثقافي هنانو .
رقم العدد ١٥٨١١