مجموعة ” عشاق حلب” : هدفنا تنمية روح العمل التطوعي بين الشباب و إعادة الألق والحياة للمدينة

الجماهير – وسام العلاش
تشارك مجموعة ( عشاق حلب ) بالأعمال التطوعية وبالتنسيق مع مديرية الأوقاف ومديرية الآثار و مديرية حلب القديمة في ترحيل الأنقاض والأتربة ومخلفات الإرهاب عن الأماكن الأثرية والتي لها مكانة خاصة لدى أهل المدينة بالكامل .
حيث كان لهم عدة نشاطات تطوعية في عدة أماكن مثل (جامع العادلية ) و(كنيسة الشيباني) و(حارة المغايير) واليوم كان لهم عمل في (جامع المهمندار الأثري. (
و بين المهندس فايز حاج حمود رئيس لجنة المتابعة ورئيس لجنة إعادة الإعمار في مديرية أوقاف حلب بأن المديرية تقوم بتقديم كافة التسهيلات منها الإدارية إضافة للأعمال الإسعافية (أعمال الترميم) التي ممكن أن نقوم بها وذلك بعد الحصول على كافة التسهيلات والموافقات من جميع الجهات المعنية.

غزوان بوسطجي من مجموعة (عشاق حلب ) قال : نحن كأصدقاء اتفقنا على أن نجتمع ونعمل على هدف رئيسي وهو إعادة الحياة والألق للمدينة بالقيام بأعمال تطوعية وبمجرد طرحنا للفكرة على الجهات المعنية تمت الموافقة وتقديم التسهيلات الضرورية لممارسة العمل التطوعي.
ويضيف نحن كشباب وأطفال ونساء في فريق عشاق حلب جاهزون ومستعدون دائماً لترحيل الأنقاض ونفض غبار الإرهاب عن كل الأماكن في المدينة.
هلا فنصة إحدى المشاركات في الأعمال التطوعية تعبر عن شوقها لهذه الأماكن والحارات التي تحكي قصة الأجداد وتقول : احببت أن أحضر أولادي وأعلمهم من خلال هذا العمل على حب الأرض والتمسك بها وبالجذور والحفاظ على تراث أجدادهم وتضيف أن العمل مميز ومنظم وضمن إشراف مختصين وخبراء في مجال الآثار والإعمار ومن حيث تصنيف الحجر وفرزه حسب نوعه.

الحاجة (حسناء مهمندار) كان لها حضور مميز في هذا العمل امرأة مسنّة أصرت على الحضور والمشاركة ولو معنوياً في هذه الحملة حيث بينت قائلة: أنها عندما سمعت هناك حملةً لتنظيف وترحيل ( جامع المهمندار ) سارعت لأجمع أبنائي وبناتي وأحفادي للمشاركة بالعمل التطوعي وأكون السباقة في هذا العمل كون أن المكان والجامع له خصوصية عندي إذ أن جذوري وأصولي تنحدر من هذا المكان فأحببت أن أعبر عن حبي وأعطي شيئاً ولو معنوياً لمدينتي حلب .
حذيفة تريسي من الشبان النشطاء في مجموعة (عشاق حلب) فهو دائماً حاضر في كل الأعمال التطوعية ويقول:أنه بهمة شباب وأطفال المستقبل سنمحي كل ما خلفه الإرهاب من دمار وأننا نعمل بدون تعب أو ملل لأن حب وعشق حلب موجود فينا منذ الطفولة. ويضيف أنه هناك فقط صعوبة في توفر الأدوات اللازمة لترحيل الأنقاض والأتربة (كالعربات ومجارف وغيرها من الأدوات) وهي قليلة بالنسبة لعدد الموجودين من المتطوعين.

أما لؤي شعبان وآية يوسف من المتطوعين أيضاً إضافة إلى أنهم خريجي كلية الآثار فهم يأتيان كل جمعة ليلتحقوا في العمل التطوعي مع المجموعة حيث يؤكد لؤي أن العمل يحتاج لخبرة وإشراف من مختصين حيث يتم فرز حجر الأعمدة عن حجر (المقرنصات) كل حسب نوعه ومن ثم نرحل الأتربة خارجاً.
ويوضح المهندس محمود سيكت عن أهمية هذا الجامع حيث يعتبر من أهم الجوامع المملوكية بني في القرن ( الرابع عشر) ويتميز بجمال مئذنته الفريدة بشكلها ضمن المنطقة العربية حيث أخذت شكلاً معمارياً من التراث ( الآسيوي) وليس لها مثيل إلا في هذا المكان ومنه اكتسب الجامع هذه الخصوصية الجمالية.

ويضيف أن ارتفاع المأذنة يبلغ (١٦) متراً تبدأ بقاعدة مربعة ثم مثلثات لتصبح مسننة ثم دائرية مؤلفة من/٥/طبقات وكل طبقة لها زخارف وأطاريس حجرية.
وحالياً يتم جمع أحجار المئذنة وما تبقى منها لإعادة إعمارها من جديد إذا نملك كافة تفاصيلها المعمارية وأبعادها ومخططاتها الهندسية .
ويؤكد سيكت أن حلب ليست مدينة أثرية وإنما مدينة تراثية أي مأهولة بالسكان (الإنسان والمكان) متلازمان في هذه المدينة منذ ما يزيد عن/٢٠٠٠/ عام ونتمنى أن تعود حلب وتتعافى كما كانت عليه.
رقم العدد ١٥٨٢٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار