اعترافات زوجية ..عمل مسرحي موجه للروح الإنسانية

 

الجماهير /عتاب ضويحي

 اعترافات زوجية للكاتب الفرنسي إريك إيمانويل سميت ، مسرحية من فصل واحد تحمل بصمة إخراجية لمأمون الخطيب، اتخذت من مقولة ( إكذب كي أراك ) بديلا وذريعة للكشف عن مشاعر وأعماق نفس الزوجين (جمال الساحلي) الذي لعب دوره الممثل مالك محمد والزوجة (لينا) قامت بدورها الممثلة رنا جمول .

لعب الزوج لعبة فقدان الذاكرة بإتقان بعد تعرضه لحادث مبهم، كانت بمثابة ضوء كشاف عن الرغبات الدفينة لدى الزوجة، ومسبارا للغوص في الجانب النفسي لتلك العلاقة الزوجية التي جمعتهم على مدى عشرين عاما.

أما الزوجة رغم إدراكها واقتناعها بأن الحياة مع زوجها جحيما لا يطاق، إلا أنها تؤكد عدم قدرتها على العيش من دون ذلك الجحيم، تحاول الكذب باستمرار بهدف الوصول لعلاقة زوجية مستقبلية مثالية، لاسيما بعد تقدمها بالعمر وفقدان ثقتها بنفسها، وغيرها المتأججة من معجبات وصديقات زوجها كونه كاتبا للروايات البوليسية .

نص مسرحي لعبت فيه هندسة الزمن دورا كبيرا، فضلا عن بروز المتناقضات كالمداراة والإفصاح، الكر والفر، الإقدام والتراجع، تناقضات تحقق توترا كبيرا، وفي الوقت ذاته تحقق إيقاعية سريعة للعمل.

” الجماهير” التقت بالمخرج مأمون الخطيب لتسليط الضوء أكثر على الرؤية الإخراجية إذ قال :إن العمل عبارة عن عمل موجه للروح والحياة الإنسانية، يعتمد مقولة (إكذب كي أراك ) لفضح العلاقة الزوجية بكافة حالاتها الهدوء والسلام إلى الولوج في المشاكل الزوجية، إلى محاولة كل من الزوجين تشكيل الآخر كما يريد، من خلال المعاشرة اليومية، لنكتشف أن الحياة دائرة الدوران فيها مستمر.

كما تحدث الفنان مالك محمد عن دوره : لعبت شخصية جمال الساحلي يعاني من مشاكل زوجية تشبه حلقة مفرغة يدور فيها الزوجان بشكل دائم، وهي مشاكل لايمكن تجاوزها، متابعا أن المسرحية فيها الكثير من المواقف المحرجة والمضحكة والمبكية، وهي تشبه حياتنا اليومية، أظهرها المخرج بطريقة إخراجه، وبرزت من خلال أداء الممثلين، مع استخدام مفردات من الحياة اليومية، قريبة من الجميع،

وعن دورها قالت الفنانة رنا جمول :

المسرحية من المسرح المعاصر قمت بدور الزوجة لينا وهي فنانة تشكيلية، تعيش مع زوجها حياة روتينية مملة، تحاول كسر روتين حياتها من خلال ارتكاب جريمة بحق زوجها يفقد على إثرها ذاكرته، تتهمه أنه هو من حاول قتلها، آملة بذلك أن تقدر على تشكيله كما تريد، لتكتشف أنه لم يفقد ذاكرته بل كان يكذب عليها ليعرف لماذا عملت معه هكذا، لتنتهي المسرحية كما الحياة الزوجية بتمسك كلا الزوجين ببعضهما رغم سلبياتهما.

حضر المسرحية مدير الثقافة جابر الساجور ونقيب الفنانين عبد الحليم حريري، وعدد من الفنانين والمهتمين بفن المسرح.

ت هايك

رقم العدد 15827

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار