العنف المتبادل بين المعلم والتلميذ هل هو من مفرزات الحرب .؟؟ آراء : – الاستعاضة بعلامة السلوك فهي مادة مرسبة بدلا من الضرب – على المعلم فرض هيبته وقوة شخصيته وعدم ترك فراغ في الحصة الدرسية – أن يكون دور الاهل لصيقا ومكملا لدور المدرسة
الجماهير – رفعت الشبلي
الضرب وسيلة تعليمية كانت تعتمد في كثير من سنوات القرن الماضي ، حيث تسمح للمعلم بممارسة الضرب المبرح للتلاميذ في بعض الحالات بشكل غير منطقي ” اللحم لك والعظمة لنا ” .. هكذا كان اغلب الروتين المتبع عند المعلم ، ولو بموافقة خجولة من الأهل .
فعل الضرب أثناء التدريس طريقة غير أخلاقية و غير حضارية وغير مجدية ، كما أظهرت الدراسات ، لكن أن يكون الضرب عكسي ” أي المعلم يتعرض للضرب ” فهذه نادرة لم تسجل في سجل ، لكن رغم ذلك لدينا حالات موثقة عن بعض الاعتداءات من قبل التلاميذ على المعلم .
تختلف الآراء بين من يرى أن سبب هذا الفعل غير الأخلاقي ” الضرب” أنما يعود إلى مقرزات الحرب ومخلفاتها النفسية ، وبعضهم من رأى أنها ناتجة عن ردات فعل يقوم بها الطالب أو التلميذ تجاه المعلم ، أو يعود إلى سبب اقتصادي مرتبط بالحياة المعيشية التي تؤثر على المعلم والطالب على حد سواء ” ضغط في الحياة”.
ماهي الأسباب التي دفعت الطالب أن يضرب المعلم أو العكس ؟ هل حدث ان تم ضرب معلم أمام تلاميذه ؟ ، وهل للأهل حصة في هذه الأخلاق ” التربوية السيئة ” ؟
وهل مديريات التربية تسمح بالضرب ؟ وهل هناك طريقة قانونية للمعلم يستخدمها في علاج الكثير من الحالات اللااخلاقية ؟
قوانين رادعة
من جانبه اشار مدير التربية بحلب إبراهيم ماسو أن الضرب ممنوع في كل المدارس في الجمهورية العربية السورية ، و ذلك وفق قرار حكومي و أياً كان نوع الضرب من كلا الطرفين ” المعلم اتجاه التلميذ أو التلميذ اتجاه المعلم ” .
وبين ماسو أن هناك اجراءات قانونية رادعة تمنع ضرب المدرس للطالب ، وفي حال تعرض طالب لضرب من المعلم فإنه يتم تشكيل لجنة من الرقابة تبحث في الموضوع و تقترح العقوبة اللازمة .
كما بين وجود نفس الإجراءات التي تمنع التلميذ من فعل عكسي أي ” ضرب الطالب للمعلم ” وهو انعقاد مجلس مدرسين ، حيث يناقش وضع الطالب والعمل الذي قام به ، ومن الإجراءات التي تتخذ بحق الطالب المعاقب النقل والفصل المؤقت ، كما يتم تفعيل استخدام مادة السلوك .
رأي مدارس حلب الجديدة
من جانب آخر بين مدير مدرسة عبد الحميد باشا غسان الصالح أن قسم كبير من الأهالي لا يتعاونون مع المدرسة في زيادة انضباط التلاميذ ، ولأن التلاميذ مروا بالحرب فقد تأثر الاهل والأبناء بمخلفاتها النفسية .
أيضا المعلم يمر بمرحلة معيشية و مهنية صعبة ، ضغوط اجتماعية تمارس على المعلم ، المنهاج في تطور دائم و نظام التدريس تغير إلى شكل مجموعات خلافاً لمى كان عليه وهذا يتطلب دورات تدريبية تؤهل المعلم لكيفية التعامل مع الطلاب .
مدير مدرسة موسى بن نصير الثانوية ديبو عبد الجواد قال : يجب على المعلم أن يفرض احترامه بإعطاء اهتمام أكثر للطالب ، أيضا استخدام القانون بوجه الممارسات السيئة للطلاب و ايجاد الحل الأفضل ، فقد أتاح لك القانون اتخاذ بعض الخطوات الفعالة منها على سبيل المثال ” استخدام علامة السلوك” فهي مادة مرسبة ، تفعيل القانون و استخدامه بطريقة مهنية .. تتيح للمعلم كبح جماح بعض الطلاب المتهورين أو ممن يحلمون بحضور مختلف ؟ كما يجب فرض شخصية المعلم وممارسة دوره القيادي والتربوي بقوة .
مدارس الريف
وفي مدارس الريف اشار محمد البليخ مدير مدرسة ثانوية الشهيد وليد أحمد المحيميد إلى أن على المعلم استثمار 45 دقيقة وان لايترك فراغ بالحصة للمشاحنات بين الطلاب ويجب ان يفرض المعلم شخصيته من أول الحصة الدرسية بإشغال الطلاب في الدرس ، إضافة الى إقناع الاهالي اذا كان الفعل غير الطبيعي الصادر من التلميذ صحيحا أم لا ،.. منهم من يتجاوب و منهم لا ، وهناك حالات يمر بها المعلم ” أي يقف بعض الاهل مع الطالب ضد المعلم بدون معرفة السبب “.
من جانب آخر بين أحمد مطر مدير مدرسة المالكية أن سوء استخدام الهواتف النقالة والنت المفتوح وعدم المراقبة من قبل الاهالي .. أوصل الكثير من التلاميذ مرحلة غير سوية وأصبح من الصعب إعادته إلى ما كان عليه في تحصيله العلمي .
كاد المعلم ان يكون رسولا
من جهة اخرى بين الدكتورعلي الشدة الاستاذ في كليتي الشريعة والحقوق بجامعة حلب ان سوء التربية و ضعف الحالة المادية للمعلم و النظرة الدونية اجتماعيا له في هذه الأوقات هي من جعل الحال ينقلب سلباً على المعلم ، حيث كان التقدير و الاحترام من الأهالي للمعلم والمتعلمين الدور الكبير في فرض هيبة المعلم و زيادة التقدير .
و اوضح ان الضرب ليس وسيلة تعليمية ، هناك الحب المتبادل بين المعلم وتلاميذه ولكي نصل إلى ” كاد المعلم ان يكون رسولا ” يجب العمل على ايجاد دور جاد و هادف لاستعادة دور المعلم اجتماعيا ، وتغيير النظرة الدونية اتجاهه عن طريق اتباع بعض الخطوات منها رفع المستوى المادي ، تكثيف الدورات التعليمية ، حضور دروس نموذجية ، توعية المجتمع ، متابعة المناهج و تطورها من قبل المعلم و المشرفين عليه ، كذلك يطلب من المعلم تنمية شخصيته و مهاراته ” وذلك بتعبه على نفسه بالتزود بكل ماهو جديد و تمكنه من مادته العلمية .
مدير المعهد الصناعي و المدرسة الثانوية الصناعية برلنت عقيل شحنة بينت أن الأسباب الاقتصادية و الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الطالب و المعلم هي من أهم الأسباب التي أوصلت التلميذ و المعلم إلى استخدام العنف المتبادل ” ضغوط معيشية صعبة ” كون أغلب التلاميذ يخرجون من المدرسة إلى ممارسة مهنة أخرى تساعدهم في المعيشة اليومية و كذلك المعلم ، وهذا يولد ضغط في الحياة يؤثر على الجميع .
ومن الظروف أيضا التي تساعد على العنف الظروف الاجتماعية السائدة خلال الازمة ، والظروف الثقافية و منها أن التعب اليومي الاستثنائي للناس خلال الأزمة أوجد بيئة غير مثقفة كادت تنسى دور المعلم اي قلة في الوعي عند الناس .
أوضاع بعض الطلاب
الطالب أحمد صدور – ثالث ثانوي صناعي – بين أنه يسكن بحي صلاح الدين ويحتاج حتى يصل المدرسة الصناعية ساعة في السرفيس ، و أيضا يعمل معاون باص بعد الانصراف من المدرسة ليساعد والده في مصروف البيت اليومي .
كما بين الطالب محمد عجم – ثالث ثانوي صناعي – انه يقطن بحي صلاح الدين ، يحتاج ساعة ليصل المدرسة الصناعية بحي سليمان الحلبي ، ويعمل بعد الانصراف مع والده بالموبيلية بحي حلب الجديدة .
الطالب أحمد أمير حاج سليمان طالب اول ثانوي – رياضي الأول على حلب في السباحة فراشة – أوضح أن الضرب وسيلة توجد في بعض الأحيان بين الطلاب و بين المعلمين والطلاب ، و انه يمارس رياضة السباحة بعد الدوام المدرسي .
رقم العدد 15828