حرقت أجسادهم ” شمس التخلي ” فترصد لضعفهم ” شتاء المجتمع ” .. مجهولو النسب إصرار على متابعة الحياة وفقد للروابط الأسرية ونقمة على المجتمع
الجماهير – جراح عدرة
في حلكة الليل وهيبته وعلى أزقة الطرقات رموا بهم وغادروا المكان ، وبعدما خانتهم مشاعرهم الحمقاء وغرائزهم المشوشة بدون تفكير استفاقوا من غيبوبتهم العمياء ليمحوا العار ويخفوا الاثر، ولم يجدوا حلاً سريعاً لأنانيتهم وحبهم لأنفسهم إلا رميهم والتخلي عنهم وتحميلهم المسؤولية لمجابهة الحقيقة المؤلمة التي لم يستطيعوا هم أنفسهم مواجهتها .
مجهولو النسب أو ما يسمى (اللقطاء) الذين ترعرعوا في براثن الحرمان حينا والتمرد على والديهم المجهولين والمجتمع والواقع حيناً آخر، وليكملوا حياتهم تحت عنوان لم يختاروه بل ولد معهم وبقي ملاصقاً لهم طيلة حياتهم ، وبين ظلم والديهم وظلم المجتمع يبقى ” اللقيط ” ليس صفة وإسماً فقط بل وحتى تهمة لشخص بريء .
تخلي بلا رحمة
فادي شاب بعمر 42 عاماً ترعرع في أحضان أسرة كان يعتقد أنها أسرته وبعد فترة من الزمن اكتشف نفسه أنه مجهول النسب أو ما يسمى لقيط وأن والديه الحقيقين قد تخلا عنه منذ كان عمره أيام والأسرة التي ربته تكفلت برعايته منذ كان صغيراً وهو لا يعرف عن والديه أي شيء سوى أنهما رمياه أمام أحد المنازل ولكن كان لفادي حظاً موفقاً بأسرة احتضنته وعوضته عن والديه اللذين لا يحن لهما نهائياً ولا يعنيه امرهما كونهما تخلا عنه بدون رحمة هكذا يقول فادي .
مجتمع لا يرحم
أما (أحلام) فتاة بعمر 15سنة تقول أنها استفاقت على وجودها في دار كفالة الطفولة في حي المارتيني بحلب وسط عدد من الفتيات واللواتي تعتبرهن اخوتها كما تقول ، مضيفة انه لا يوجد أحد ما قريب جداً منها لتشكو له ما في داخلها أو ربما ما تشعر به فقد اعتادت على الحياة الروتينية وعلى ما فقدته وليس لديها أي مشاعر عاطفية أو حنين للسؤال عن والديها اللذين لا تعرفهما فهي لا تدرك أي شيء عن مفهوم الأسرة والرابط الأسري بين الطفل وأمه أو الطفل ووالديه ولم تحظى به يوماً .
وتقول أحلام أنها تتلقى تعليمها في مدرسة رجب قرمو وهي الآن في الصف التاسع ، وعندما سألنا أحلام عن معاناة ما تواجهها أجابت أن المجتمع لا يرحم ودائماً ينظر إليها نظرة غريبة تشعرها بالقلق وربما الخجل وكأنها مرتكبة ذنب ما مؤكدة أنها تعرف السبب وهو أنها مجهولة النسب ، ورغم ذلك تؤكد إصرارها على مواجهة المجتمع ومتابعة دراستها ولن تستسلم لخطأ لم ترتكبه هي بل ارتكبه والداها اللذان تركاها لتحمل عبء خطيئتهما في وقت وزمن لم تكن إلا طفلة صغيرة لا تفقه اي شيء بالحياة .
جهل للرابط الأسري ونقمة على المجتمع
(دنيا) 18 سنة هي ايضا تعيش ضمن دار كفالة الطفولة تبين عدم تأثرها لفقدان والديها وقد تعودت على العيش بدونهما وترى أن الرابط الأسري أو ما يسمى أهل أو والدين لا يعنيها شيء ولا يؤثر بها وقد اعتادت على المعيشة ضمن الدار وهي تكره الزواج والاستقرار وقد أبدت نقمتها على والديها وعلى المجتمع وهي تفضل العيش لوحدها بعيداً عما يسمى أسرة.
33 فتاة في دار كفالة الطفولة
مدير دار كفالة الطفولة سحر مبيّض بينت أن الدار تأسست عام 1960وهي قائمة على تبرعات من الجمعيات الخيرية والمجتمع الأهلي وتحت إشراف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل منوهة إلى برنامج الجمعية اليومي الذي يقوم على فتح باب الدار من 7.30 صباحاً ويتم إغلاقه 9 مساءً وتقدم الدار للفتيات كل خدمات الرعاية المجانية من مأكل ومشرب وملبس ومصاريف اسبوعية مخصصة مع الحاقهم بالمدارس .
وكشفت مبيض ان هناك 14 فتاة وصلن في تعليمهن إلى الجامعة وبينهن خريجات ، مشيرة إلى معاناتها في التعامل مع الفتيات وخاصة عند حدوث المشاكسات والخلافات فيما بينهن وذلك لصعوبة ضبطهن وتنظيم أمورهن نتيجة نقص الكادر التوجيهي المؤلف من 3مشرفات فقط ( واحدة نهاراً واثنتان ليلاً )مقارنة بعدد الفتيات الذي وصل إلى 63 فتاة مجهولة النسب مقسمين على دارين 33 فتاة في دار كفالة الطفولة في حي المارتيني و30 فتاة في دار كفالة الطفولة حي الرازي .
3 مراكز للدار
رئيس مجلس إدارة جمعية كفالة الطفولة عمار قباني أوضح أن معظم مجهولي النسب الموجودين ضمن دار كفالة الطفولة هم من تخلى عنهم والديهم لعدة أسباب وأن جمعية كفالة الطفولة كان مقرها سابقاً في حي المشهد خلف مشفى الحياة ونتيجة ظروف الأزمة وتخريب المجموعات الارهابية تم نقلهم الى مقر آخر وتقسيمهم حسب الاعمار على 3 مراكز كالتالي (من سن 7سنوات الى 17 سنة وعددهم 33 في دار كفالة الطفولة في منطقة المارتيني) و(من سن 18الى 24سنة وعددهم 30 في دار كفالة الطفولة في منطقة الرازي) و(مركز ثالث للأطفال تحت عمر سنة وهو ضمن مقر الإدارة) .
تعليم وتأمين فرص عمل
ونوه قباني الى وجود طفلة واحدة فقط تحت عمر سنة وهي في طور التسليم لعائلة لرعايتها وبانتظار تصديق اضبارتها من الوزارة ، مبيناً أن الجمعية تقدم لمجهولي النسب حسب الامكانات المتوفرة لديها ومن خلال دعم الجمعيات الاخرى كجمعية الاحسان والهلال الاحمر وتبرعات المجتمع الأهلي كل خدمات الرعاية من مأكل ومشرب وملبس إضافة الى العناية الصحية والطبية والحاقهم بالمدارس والجامعات وتأمين فرص عمل حسب القدرات المتوفرة لدى الجمعية وعند زواج إحدى الفتيات تتكفل الجمعية بتكاليف الزواج وبعض التجهيزات المنزلية لتيسير أمور الزواج واستقرار الفتاة مع شريك حياتها ، منوهاً الى مساهمة الجمعية بتسيير زواج إحدى فتيات الدار منذ فترة قصيرة وتقديم كل مايلزم .
شروط لكفالة الأسر للأطفال
وعن كفالة الاطفال من قبل بعض الاسر الراغبة برعاية طفل مجهول النسب ذكر قباني أنه وبحسب قانون الجمعيات وبموافقة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل يحق للجمعية تسليم الطفل لأسرة ترعاه ضمن شروط معينة ومنها ان يكون الوالدان عقيمين وأن يكونا قادرين على رعاية الطفل وتأمين حياة كريمة له لضمان حقه وبعد الكشف والتأكد من توفر الشروط يتم إحضار سند إقامة وتقرير طبي وبعض الأوراق الثبوتية يتم تنظيم اضبارة ترفع للوزارة وبعد تصديقها والموافقة عليها يسلم الطفل للعائلة المتكفلة به مع متابعة وضعه والاطمئنان عليه من قبل الجمعية بين الحين والآخر .
صعوبات تعيق استقرار الدار
وتحدث قباني عن الصعوبات والمعوقات التي تواجه سير عملهم وقدرتهم على ضبط هذا العدد مقارنة بحجم المراكز وضيق مساحتها اذ أن دار كفالة الطفولة في المارتيني يتألف من 4 غرف فقط مخصص لـ /33/ فتاة والدار الأخرى في الرازي مؤلفة من 3غرف يتسع لـ /30 / فتاة وهذا بدوره يؤدي لحدوث الفوضى والمشاكل بين الفتيات وعدم القدرة على ضبطهم من قبل المشرفات الاداريات واللواتي عددهم فقط 3مشرفات منوهاً إلى ضرورة التركيز على رفد ودعم الدور بمرشدين نفسيين وتربويين مختصين من أجل ضبط هذا العدد بشكل أفضل.
ومن أجل تحسين مستوى الفتيات النفسي والتربوي وخاصة أن أغلب الفتيات لديهن حالات نفسية سيئة وتستوجب الارشاد والتقويم والمعالجة ككرههم للأهل وحقدهم على المجتمع الذي يميزهم عن غيرهم واستشهد قباني مثالاً بقلة التبرعات من المجتمع لدور مجهولي النسب مقارنة بالتبرعات للجمعيات الاخرى كدور الأيتام والمسنين وغيرها .
لم يزدد العدد خلال الأزمة
وحسب اطلاعه على سجلات الجمعية كشف قباني أن أعداد مجهولي النسب في مدينة حلب لم تزدد كثيراً بفعل الأزمة و مخلفات الحرب الكونية عن الأعداد المسجلة في فترة ما قبل الأزمة إذ كان العدد قريباً نوعاً ما وهو /5/ مجهولي نسب خلال العام الواحد أو أكثر ، مشيراً إلى أن تحويل مجهولي النسب الى الجمعية يتم بضبط من قيادة الشرطة وبموجب حكم قضائي ويسلم للجمعية أصولاً شرط أن يكون الطفل مجهول النسب وغير معروف الأم والأب وفي حال معرفة الأم أو الأب يتم تحويله إلى الجمعيات الأخرى المختصة .
تسجيلهم على خانة الدار
رئيس شعبة الرعاية في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل خولة زكريا بينت أن هناك توجيهات من المديرية الى قيادة الشرطة بالتعميم على جميع الوحدات الشرطية التبليغ عن اي طفل مجهول النسب عن طريق الأرقام الخاصة الموجودة في التعميم وعليه يتم متابعة الحالة وفق ضبط قضائي وتحويلها إلى الجمعيات المختصة .
وأشارت زكريا إلى أنه يتم تسجيل الأطفال مجهولي النسب على خانة الدار التي يتم الحاقهم بها مضيفة أن مجهولي النسب المتواجدين في دور رعاية الطفولة والذين فاتهم القطار بتكفل الاسر والعوائل بهم شريحة ضائعة بين تخلي الأهل عنهم عندما كانوا صغاراً وبين حكم وظلم المجتمع لهم بعدما كبروا فهم بنظرها لم يحصلوا على حقوقهم في الحياة لا من الأهل ولا من المجتمع ، مؤكدة على ضرورة الاهتمام اكثر من الجهات المعنية بمجهولي النسب وتوفير دعم و فرص ومجالات اوسع لتعويض ما فقدوه منذ الصغر .
إقبال على كفالة الأطفال الصغار
وكشفت زكريا أن هناك إقبال كبير من العوائل المسجلة حالياً لكفالة الأطفال تحت عمر 4 سنوات وهذا يشير إلى متابعة ومعالجة إيجابية لوضع الاطفال الذين يتم العثور عليهم مباشرة ، منوهة إلى شروط عقد إلحاق مجهولي النسب بالعوائل الكافلة ومنها ( ألا يتجاوز عمر العائلة الكافلة 40عاماً وأن يكون الكفيلان عقيمين مع شرط الإرضاع من الأصول أو الفروع ودراسة شاملة لوضع العائلة تقوم بها لجنة من قبل الجمعية المختصة ) .
رؤية الشرع الإسلامي
الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة محاضر في كلية الشريعة بجامعة حلب أكد ان التشريع الإسلامي جعل للإنسان قدسية عظيمة بصرف النظر عن بيئته ونسبه وعقيدته مستشهداً بقوله تعالى (ولقد كرمنا بني ادم) ومن هذا المنظور التكريمي ينظر الشرع للأطفال مجهولي النسب ، مبيناً أن اللقيط في الشرع هو المولود الذي طرحه أهله خوفاً من العيلة أو فراراً من تهمة الريبة و كلمة لقيط لا تعني بالضرورة الطفل الذي جاء الى هذه الدنيا من علاقة غير شرعية بل ربما من علاقة شرعية ولكن أبواه لم يستطيعا رعايته والاهتمام به فسولت لهما نفسهما وضعه في مكان عام ليلتقطه من يهتم به .
الكفالة فرض كفاية
ويرى الدكتور كوكة ان التقاط اللقيط فرض كفاية عند جميع المسلمين في البلد الذي هو فيه ومن وجد لقيطا لم يرغب بتربيته فعليه أن يقدمه للمؤسسة المختصة بكفالة أمثاله في الدولة ، أما في حال رغبته بتربيته وكفالته يرفع الأمر للجهات المختصة ويعلن استعداده لتحمل مسؤوليته ويقدم الضمانات اللازمة أمام الهيئة المعنية بذلك.
لا يجوز نسبه إلى المتبني
ويؤكد الدكتور ربيع انه لا يجوز للملتقط أن ينسب اللقيط اليه ، ولما كانت المصلحة تقتضي أن يستخرج له شهادة ميلاد فليستخرج له الشهادة ويسميه وينسبه الى اسم عام كان يقول (فلان ابن عبد الله) ، أو ينسبه إلى اسم قريب من اسمه .
وشدد الدكتور كوكة على ضرورة معرفة الملتقط للضوابط والأحكام الشرعية التي يجب التقيد بها عندما يكبر اللقيط فلا يجوز عندما يكبر أن يخلو ببناته ولا بزوجته، منوهاً أنه يمكن التخلص من هذا القيد عن طريق الرضاع فإذا رضع اللقيط من زوجة الملتقط صار ابناً لها بالرضاعة ويصبح حكمه حكم ابناءها .
تحريم التبني لا يعني عدم الكفالة
وعن تحريم الاسلام للتبني أوضح الشيخ كوكة ان الله تعالى حرم التبني تحريماً قاطعاً لأنه لا يمكن بحال من الأحوال أن تتغير حقيقة الواقع بمجرد الادعاء مستشهداً بالآية الكريمة (وماجعل ادعياءكم ابناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل *ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله فان لم تعلموا اباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم)[الاحزاب 4-5] ، مشيراً إلى أن تحريم التبني لا يعني ترك اللقيط دون رعاية وحماية أو الإساءة إليه بحال من الأحوال أو الطعن في شرفه والازدراء به فاللقيط إنسان حر وله ما للمسلمين من حقوق وعليه ما عليهم .
وبالنسبة لزواج اللقطاء أو مجهولي النسب اكد الدكتور ربيع كوكة انه لا مانع من الزواج من اللقيطة ، إذ أن الأصل في الشريعة (لا تزر وازرة وزر اخرى) (و كل نفس بما كسبت رهينة) فهذه الفتاة لا ذنب لها ولا حرج في الزواج بها ولها من الحقوق كما لغيرها وربما كانت خيراً من كثيرات نشأن بين آباءهن وأمهاتهن .
أسباب متعددة لأطفال اللقطاء
الدكتورة ندى مواس أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الانسانية أوضحت انه بالإضافة للأسباب الاجتماعية المعروفة لانتشار ظاهرة مجهولي النسب وهي العلاقات غير الشرعية هناك أسباب أخرى تزامنت مع فترة الحرب كتخلي الأهل عن أولادهم بسبب الفاقة والعجز عن توفير فرص الحياة الأفضل لأطفالهم فيرمونهم على قارعة الطريق وبالقرب من دور العبادة استدراراً لعطف الاخرين .
وتشير الدكتورة مواس إلى أسباب أخرى متعلقة بالزواج غير المعترف به كالزواج العرفي والذي عادة ما ينتشر بين فئة الشباب وهي ظاهرة بدأت تطل برأسها بين مجتمع الشباب نتيجة ضعف الرقابة الاسرية لهذه الفئة ، محذرة من الازمة الأخلاقية الناتجة عن مخلفات الحرب الإرهابية الكونية فهي تؤذن بتفاقم الظاهرة اذ لم يتم نشر الوعي عن طريق الندوات الارشادية والتوجيهية على مستوى كافة مؤسسات المجتمع .
مسؤولية أخلاقية واجتماعية
وعن تعويض الاطفال مجهولي النسب عن فقد الاسرة ترى مواس أن مجهولي النسب في الميزان الاجتماعي والديني كالأيتام في الشرع ولكنهم ليسوا كذلك في المجتمع فهم للأسف يحملون عبء جريمة آبائهم في التخلي عنهم وهذا شكل آخر من أشكال العنف الاجتماعي الممارس عليهم فهم ضحايا الأسرة غير الرحيمة والمجتمع الذي لا يرحم ، مضيفة أن تقديم الواجبات الحقوقية من مأكل ومشرب وملبس لمجهولي النسب من قبل الجهات المعنية لا يكفي بل هناك مسؤولية أخرى لابد من التركيز عليها وهي المسؤولية الأخلاقية والدينية التي تقع على عاتق المؤسسات الدينية لتوضيح هذه القضية في كل فرصة ومناسبة .
وبنظر مواس إن رفض مجهولي النسب لموضوع الزواج وعدم تقبلهم فكرة الرابط الأسري وكرههم للمجتمع وحقدهم على الأهل رد فعل طبيعي لمن شعر ويشعر بالرفض من البيئة المحيطة به .
خلاصة القول :
لم يتألم مجهولو النسب في ذاك اليوم من حر الصيف على قارعة الطريق عندما تركهم والداهم ولا من قساوة شتاء المجتمع وأحكامه في الأيام المتتالية ، بل عندما أرادوا أن يثبتوا وجودهم من خلال التحدي والمواجهة سواء بالعمل أو العلم و ربما اختيار شريك أو شريكة حياتهم اخضرت اوراق قلوبهم المكسورة منذ زمن بعيد متناسين الماضي الأليم ، فلم يحظوا الا بنظرات وكلمات قائلة انتم لقطاء بلا نسب ، فاصفرت الأوراق وتناثرت على الأرصفة وحينها تأكدوا أن المجتمع لا يراهم إلا حيث رآهم ، فاعلنوا استسلامهم وحقدهم على تلك الرياح التي رمت بهم من جديد وأججت ذكرى بكاءهم الاول على قارعة الطريق ولكن في يوم خريف .
ت هايك اورفليان
رقم العدد 15836