الجماهير – أسماء خيرو
حفل توقيع وقراءة نقدية بحثية لكتاب دفاتر نايا للأديب والكاتب المسرحي عبد الفتاح قلعجي في قاعة عمر أبو ريشة في دار الكتب الوطنية وذلك ضمن احتفالية حلب عاصمة الثقافة السورية .
بكلمة من الكاتب قلعجي حول أعماله ونتاجاته المسرحية بدأ حفل التوقيع حيث قال : يعد هذا الكتاب من آخر إصداراتي المسرحية ولقد صدر لي لحد الآن ٦٠مسرحية مطبوعة نشرت وهناك ١٣ مسرحية ماتزال مخطوطة منها ١٠ مسرحيات كتبتها مابين شهر كانون الثاني الفائت وشهر أيلول الذي مضى، بعد فترة صمت دامت السنة والنصف بسبب وضعي الصحي ودمار منزلي، وأهم المسرحيات التي كتبتها لم تنشر لأسباب رقابية كانت( ملحمة حلب و طائر الظلام ) أما عن نتاجي النصي فكان ٥٠ كتابا من مختلف الفنون الأدبية .
وأخيرا وباختصار مسرحياتي معظمها من المسرح التجريدي الحديث وهذا لايلائم المزاج في بلادنا ولكنه يلائم مزاج المطلع على الحداثة وبخاصة في بلاد المغرب العربي والعراق حيث قدمت لي في تلك البلاد أكثر من ٢٠ مسرحية .
ثم قدم الكاتب محمد العبدلله قراءتة البحثية النقدية حول كتاب دفاتر نايا فقال : يضم ثلاث مسرحيات ( وليمة الشيطان – ودفاتر نايا – ويوتوبيا عين تسنيم ) وقد حملت المجموعة المسرحية اسم دفاتر نايا وهي المسرحية الثانية في الكتاب .
ثم تابع قائلا : أريد أن أنوه أن المسرحيات الثلاث تتناول موضوعا واحداً تتنوع في تناول الحدث ولكن كل هذا التنوع يخدم هدف واحد و كلها تتناول الأزمة السورية التي عشناها خلال ثماني سنوات وتدور حول غريزة التملك التي تقود إلى القتل والتدمير والفساد وتظهر الجانب الإنساني للمرأة التي تسعى لأن يسود الحب والخير والرخاء وسمو الأخلاق .
وأضاف العبدالله قائلا : مسرحية وليمة الشيطان فيها شخصيات بأقنعة مختلفة يطالبون بميراث الرجل المريض جاءوا من كل أصقاع الأرض باستثناء المرأة ذات الرداء الأسود وهي تمثل كما يقول الكاتب قلعجي / الأرض والروح / وهذه الشخصيات تدخل في صراع حول التركة تنتهي بتمزيق أوصال الرجل المريض كرمز لكل وطن تمزقه الصراعات وأراد الكاتب في القصة أن يضع وشاحا أبيض للمرأة ذات الرداء الأسود لكي لايقدم لنا مشهدا قاتما بل أراد أن يقول مازال هناك بصيص أمل لكي نعيد بلادنا مثلما كانت .
أما في مسرحية دفاتر نايا تستحضر نايا من دفاترها شخصيات تاريخية وأسطورية مثل( دليلة – عشتار – شجرة الدر – ولونا ) وهذه الدفاتر على اختلافها تظهر وجه العظمة وحب التملك والبقاء على عرش السلطة والهيمنة على الآخر سواء كانوا من البشر أو الآلهة .
أما في يوتوبيا عين تسنيم نحن أمام شخصية نارام التي تتجاوز حدود الزمان فلديه القدرة على العيش في الزمن الحاضر وأن يبعث من الزمن الماضي وأن يتخلف في الزمن القادم فيوتوبيا مدينه خلت منها الصراعات والأحقاد وحب الهيمنة ولكن ظهر فيها نوع جديد من الأمراض الاجتماعية ألا وهو الملل والسؤم وانتشرت الأمراض النفسية نتيجة الحياة الرتيبة التي يعيشها السكان وهذه جدلية الحياة التي أراد الكاتب أن يقدمها للقراء .
فهذه القصص التي عرضها الكاتب من خلال دفاتر نايا يسقطها بين الحين والآخر على الواقع الراهن الذي تعيشه سورية بتقنية درامية حداثية خرج فيها عن الأساليب التقليدية في السرد الدرامي واعتمد على شاشات العرض التي من خلالها استحضر أحداثا وشخصيات أسطورية وتاريخية كأنها تعيش معنا اليوم فاستحضار التاريخ والاعتماد على الأسطورة تعد سمة مهمة من سمات الكتابة الحداثية التي يجيدها الكاتب قلعجي وتظهر جلية في عمله هذا ٠فالكاتب يمتلك لغته المميزة الخاصة بمفرداتها وتراكيبها التي تترك لدى القارئ مزيجا من الانطباعات فتتداخل فيها مشاعر الدهشة والمتعة التي لم تتوفر في نصوص كتاب المسرح الآخرين .
وتخلل حفل التوقيع عدة مداخلات حول الأسلوب الفني للكتاب .
وقد تم في ختام الحفل توزيع نسخ من الكتاب على كل من حضر الحفل من كتاب وأدباء وشعراء ومهتمين .
ت هايك اورفليان
رقم العدد ١٥٨٣٩