الجماهير- انطوان بصمه جي
في إطار احتفالية حلب عاصمة الثقافة السورية ، استضاف مسرح دار الكتب الوطنية ضمن مهرجان مونودراما الشباب الثاني العمل التاسع والأخير تحت عنوان ” ثور” للكاتب والمؤلف مزعل المزعل والمخرج حكمت نادر عقاد وتمثيل الشاب محمد السقا.
عمل جديد بتقنية فريدة ، إذ تنتابك الدهشة عند دخولك قاعة المسرح لتتوقف برهة عندما تشتم رائحة البخور التي تضج بالمكان ، وترى ضوء خافتاً يجعلك تتساءل ما الذي سيقدم ضمن العمل الفني ، ليظهر الممثل السقا على خشبة المسرح ليسرد بعض المعلومات التي تعود إلى زمن أبيه والوصايا التي بقيت عالقة في ذهنه لتجذب انتباه الحضور بأدائه المتقن .
الكاتب والمؤلف مزعل المزعل قال إنه استوحى فكرة مونو دراما “ثور” من الأزمة التي عاشتها سورية ، مضيفاً أن الفكرة الرئيسية الموجودة في العمل تعبر عن الكائنات التي حاولنا الكتابة عنها وتحويلها إلى أداء مصور على خشبة المسرح ، أناس يستديرون كيفما أرادوا دون خوف على كل شيء خلفهم فلا يهمهم وطن ولا مواطنين وارتمائهم في أحضان معادية مختلفة كما وصفها المؤلف ، هذه الفكرة المرجوة التي أشار إليها المزعل (كوزمو بوليتي) التي تعني اللاقومية واللاوطن ، مضيفاً بأن هؤلاء هم الذين أكدنا عليهم في نصنا والذين عملوا على تخريب هذه البلاد طيلة سنوات الحرب الإرهابية ، مضيفاً أن كتابة العمل استغرقت 3 أشهر.
بدوره قال مخرج العمل حكمت نادر عقاد لـ “الجماهير” : إن هذا العمل هو التجربة الأولى من حيث تجسيد المسرحية بناءً على نص شعري بما أن كاتب النص شاعر يمتلك ديوانين اثنين ، فتم التعامل مع الكاتب بحكمة بعد إقامة ورشة عمل للتعامل مع مجموعة قصائد شعرية المكتوبة بلغة خاصة ، مشيراً إلى أن التجربة الأولى كانت شيقة بالإضافة إلى التحدي لتحويل النص الشعري المكتوب بلغة قوية إلى مسرحية بلغة مفهومة للجميع بكلام يحتمل التأويل ويحتاج إلى فك رموز وإجادة في توجيه فكر الجمهور إلى البعد الرابع من ترجمة الكلام المحكي إلى أداء مسرحي، مشيراً أنه حاول استعمال “الطقس الصوفي” كطقس موحد ومرتبط بالروحانيات دامجاً الروح والجسد بالاعتماد على تحريك الحواس الخمسة لدى الجمهور من خلال لفت انتباهه من خلال التمثيل والصوت القوي ورائحة البخور والإنارة الخافتة.
رقم العدد 15840