البدايات الروائية لأدباء سوريين ….في ختام فعاليات مهرجان الجابري للإبداع الروائي

الجماهير /عتاب ضويحي

 اليوم الثالث والأخير لمهرجان الجابري الروائي الذي أقامته مديرية ثقافة حلب ضمن فعاليات حلب عاصمة الثقافة السورية، شهد مشاركات لأربعة روائيين، قدموا شهاداتهم الخاصة مع كتابة الرواية، ومتى بدأت أولى تجاربهم الروائية.

بداية المتحدثين الأديب محمد أبو معتوق الذي عاد لبداياته مع كتابة الأجناس الأدبية، كان الشعر أولى اهتماماته إذ حصل على الجائزة الأولى بمسابقة كلية الآداب لعامي 1972 و1973، وانتقل بعدها ليهتم بأبي الفنون المسرح، من خلال وجوده بورشة مسرحية نشيطة بقيادة الفنان أحمد نهاد الفرا، وكانت مهمته آنذاك رفع وإنزال الستارة، مالبث بعدها بأن انخرط بالكتابة المسرحية، ويقرر بعدها كتابة الرواية وأولها رواية جبل الهتافات الحزين التي وقعت بين يدي فريقين الأول إيديولوجي متشدد أنكرها، والثاني اعتبرها من علامات الحداثة في أفق رواية العهد الجديد.

أما الرواية الثانية شجرة الكلام شارك بها في مسابقة دار الريس للنشر والتوزيع، لكن لم تكن من الفائزات، لكن قررت الدار طباعتها في لندن بعد قراءتها.

أما عن نظرته للكتابة قال أبو معتوق انه ليس من الكتاب ممن يغويهم الواقع بل يغويه ظلاله وضلالاته، وتتحول الكتابة من محاولة رصد الواقع للخروج عليه وخلق واقع آخر مليء بالدهشة والسخرية.

الشاعر سمير مطرود أدلى بدلوه وتحدت عن فترة الستينات، فترة الازدهار الفني وظهور قامات أدبية كبيرة أمثال سعد الله ونوس وممدوح عدوان وفواز الساجر،

ولأني من أسرة كادحة والكلام لمطرود، ومن جيل العصر الذهبي على مستوى كافة الأجناس الأدبية خاصة المسرح، بداياتي كانت مع كتابة الشعر من خلال مجموعتين (تراتيل المسافات المضطربة) و(أشعار مدن متجمدة لدرجة الغليان) وأول مسرحية كتبتها بشكل أكاديمي كامل مسرحية (الحقيقة يابغداد) لينتهي بالقول أن رواد المسرح كانوا يقولون عن أي عرض مسرحي بأنه رواية ممثلة.

ثم تناولت الأديبة فايزة داود الحديث عن روايتها (ريح شرقية) ركزت فيها على عرض عدة أمور منها شعور الأوروبي بالتفوق وفضح سكونية تفكيره، ورفضه الانزياح عن الفكرة الاستشراقية المؤطرة أصلا، وذلك من خلال تبنيها كنظرية مقدسة لا يجوز البت بها، على الرغم من رؤيته حركية الشخص المنهك واللا محدودة،

كما أن قصة حب لجين بطلة الرواية له المقصود المستشرق بطل الرواية لم تجعله يتخلى عن نظريته كغيره من المستشرقين، الذين أفرغوا المرأة الشرقية من مشاعر الحب والعاطفة لصالح ميكانيكية الجسد الجنسية.

وتتابع داود قد يبدو غرق لجين في البحر الذي يفصل بين حضارتين غير منطقي، لكنه منسجم مع سيرورة الحدث الروائي الذي يستعرض الكثير من الإشكاليات، أولها الهروب من الظلام الذي فرضه الاحتلال العثماني، تجيير المقدس لصالح نظام ذكوري موروث، والثالث أكثر قساوة كونه قانونا جمعيا يخضع للجهل والنفاق مشبعين بالخرافة، والأخير الفكر القادم من الغرب المادي الذي يخضع البحوث والدراسات التاريخية لصالح السياسة فحسب، أما الروائي فيصل خرتش فتحدث عن روايته (موجز تاريخ الباشا الصغير) التي تم طبعها في لندن من قبل دار الريس، قال عنها مسرحية مليئة بالسخرية وتتصف بجرأتها شكلا ومضمونا، تكشف ألوانا شاهقة من حياة الناس في البيئة الشعبية، وتلغي الكثير من العفوية والحذر الفني والحدود بين العديد من العوالم الأحياء والأموات والتخييل وتقدمها بعالم واحد، تمتلك القدرة على التعبير عن مأساة الناس، مليئة بالسخرية والهجاء اللاذع، تنم على اطلاع واسع بالحياة الشعبية، وتدل على موهبة حقيقية جعلت مني روائيا مسؤول عن كل كلمة أكتبها.

الحضور رأوا في مهرجان شكيب الجابري حالة أدبية فريدة، سلطت الضوء من خلاله على عوالم وإبداعات أدبية سواء للجابري أو للمنتديين المشاركين.

في ختام الندوة كرمت وزارة الثقافة ممثلة بمعاون مدير الثقافة أحمد محسن الذي أدار الندوة ومدير ثقافي العزيزية جهاد غنيمة ومدير ثقافي الصاخور محمد سمية الأدباء المشاركين وتقديم شهادات التقدير لهم.

ت هايك

رقم العدد 15845

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار