سرطان الثدي ثاني أكثر السرطانات شيوعاً في العالم .. له عوامل مؤهبة والكشف المبكر يزيد نسب الشفاء الكامل .. تطور لحملات الكشف في حلب وزيادة عدد المراجعات

الجماهير – حسن العجيلي – هنادي عيسى
يحتل السرطان السبب الثاني للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية ويعد سرطان الثدي بشكل خاص أكثر الأورام انتشاراً عند النساء في العالم ، كما يشكل سرطان الثدي 12% من الأورام السرطانية ويعد ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بعد سرطان الرئة ويحتل كذلك نسبة 25% من سرطانات النساء ، ووفق احصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2015 تسبب سرطان الثدي بوفاة /571000 / سيدة أي ما يقارب 6% من الوفيات الناجمة عن السرطان .
وتظهر الإحصائيات العامة الحديثة ( إحصائية المعهد الأميركي للسرطان ) أن واحدة من أصل ثماني سيدات سوف تصاب بسرطان الثدي في وقت ما خلال فترة حياتها الكاملة ، حيث تختلف نسبة حتماً الإصابة حسب العمر كما يلي : / النساء في عمر الثلاثيات واحدة 2212 سيدة – النساء في عمر الأربعينات واحدة من 235 سيدة – النساء في عمر الخمسينات واحدة من 54 سيدة – النساء في عمر الستينات واحدة من 23 سيدة – النساء في عمر السبعينات واحدة من 14 سيدة – النساء في عمر الثمانينات واحدة من 10سيدة – النساء في عمر التسعينات واحدة من 8 سيدات ( فترة الحياة الكاملة ) .
– زيادة الوعي لدى النساء
ومن الملاحظ أن معدل الوفيات من سرطانات الثدي قد انخفض قليلاً في السنوات الأخيرة بسبب زيادة الوعي والكشف المبكر لهذا النوع من السرطان ، وفي وطننا لعبت حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي دوراً كبيراً في نشر الوعي الصحي حول أهمية الكشف المبكر عن المرض وبالتالي زيادة نسب الشفاء التي ترتبط بالكشف المبكر عنه ، حيث تقوم مراكز الكشف المبكر عن سرطان الثدي باستقبال النساء إجراء الفحوص السريرية والشعاعية لهن ومن بعدها تحويلهن في حال الحاجة لمتابعة العمل الطبي اللازم .
وتشير الأرقام في مديرية صحة حلب إلى زيادة الوعي لدى النساء بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي وخاصة ضمن الحملات السنوية ، تقول السيدة حميدة التي كانت تراجع أحد مراكز الفحص : لست خائفة وبرأيي أن هذا المرض أصبح عادياً مثله مثل أي مرض آخر ولا داعي للخوف خاصة بعد حملات التوعية وأنصح كل فتاة أو سيدة أن تأتي بشكل دوري وتفحص نفسها وأشارت إلى أنها أعطت دروس توعية عن سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر عنه للنساء في الجامع .
أما السيدة وفاء صاري فأشارت إلى أنها كانت خائفة جداً من الفحص كونها تشعر بوجود كتلة ، مضيفة : بالرغم من خوفي الكبير إلا انني قررت القدوم إلى المركز وفحص نفسي وعند الفحص ارتحت كثيراً والحمد لله الفحص كان ممتازاً والنتيجة جيدة .

– أرقام وإحصائيات
وتوضح رئيس برنامج الصحة الإنجابية في مديرية صحة حلب الدكتورة مروة مزنوق إلى أن حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي هذا العام وحتى اليوم الرابع والعشرين منها قد استفاد منها / 1134/ سيدة من صور الماموغرافي وكانت النتائج كتالي : 128 حالة (0) BI – RADS ، و 614 حالة (1) BI – RADS ، و 238 حالة (2) BI – RADS ، و119 حالة (3) BI – RADS ، و33 (4) BI – RADS ، و10 (5)BI – RADS و(1) BI – RADS ، في حين بلغ عدد المستفيدات من تصوير الإيكوغرافي 1259 سيدة وكانت النتائج كالتالي : 823 حالة سليمة ، و261 آفة كيسية ، و 175 آفة نسيجية .
وعن الحالات المكتشفة وإحالتها إلى المشافي أوضحت الدكتورة مزنوق أنه تم إحالة /36/ سيدة إلى الجراحة من مشفى حلب الجامعي ، و/6/ سيدات محالات من مشفى ابن الرشد للجراحة ، و/ 10/ سيدات محالات من مركز الزبدية لتنظيم الأسرة والهلال الأحمر إلى مشفى الجامعة ومشفى ابن الرشد ، و/62 / سيدة محالات من مشفى التوليد الحكومي إلى مشفى الرازي ، و/ 29/ سيدة محالات من مركز العناية بصحة الثدي إلى مشفى الرازي ، بالإضافة إلى مريضة واحدة من مشفى الشرطة وتم استئصال الثدي .
وفيما يتعلق بحملة العام الماضي 2018 وعلى مستوى سورية تبيّن الدكتورة مزنوق أنه تم إجراء فحص سريري حوالي /400000/ سيدة في كافة المحافظات السورية ، و تم تصوير /16000/ مستفيدة ماموغرافي و إيكو غرافي وكانت النتائج على الشكل التالي : ( 11900 تصنيف BI- RADS 1 ، 3117 تصنيف BI- RADS 2 ، 700 تصنيف BI- RADS 3 ، 145 تصنيف BI- RADS 4 ، 11 تصنيف BI- RADS 5 ( يوجد سيدتان من حلب ) .
أما على صعيد مدينة حلب فقد بيّنت الدكتورة مزنوق أنه تم خلال حملة العام الماضي فقد تم إجراء /1472/ صورة ماموغرافي وكانت النتيجة / 1001/ طبيعي BI- RADS (0-1) ، و/471 / غير طبيعيBI- RADS (2-3-4-5 ) ، في حين بلغ عدد المستفيدات من صور الإيكو غرافي /1203/ مستفيدة .
– المرض : ورم في قنوات نقل الحليب
وعن التوصيف الطبي لهذا المرض يقول رئيس قسم الأورام في مشفى حلب الجامعي الدكتور أنور شموط : سرطان الثدي هو نمو غير طبيعي للخلايا المبطنة لقنوات الحليب أو لفصوص الثدي وغالباً ما يتكون الورم في قنوات نقل الحليب وأحياناً في الفصوص وجزء بسيط جداً في بقية الأنسجة الخلية الطبيعية ولها موعد انقسام وموعد حياة طبيعية تعيش وظيفتها الفيزيولوجية وتقوم بوظيفتها النسيجية الطبيعية ولها موعد موت مبرمج وعندما يتشكل السرطان يكون هناك خلل على جيل معين بموروثة معينة يجعلها إما تنقسم زيادة أو تتكتل مع بعضها وتشكل الخلية الورمية التي تختلف عن الخلية الطبيعية وتتكاثر بشكل اسرع منها ولا تموت مثلها فيصبح لدينا نسيج غير طبيعي ومع مرور الوقت يتقدم وينتشر إلى بقية أعضاء الجسم مثل الكبد والرئة والعظام والدماغ .
– عوامل مؤهبة
وعن العوامل المؤهبة لحدوث الورم يشير الدكتور شموط إلى أن هناك بعض العوامل التي يعتقد انها تؤهب لحدوث الورم ومنها / التقدم بالعمر – القصة العائلية والتي خلافاً على المعتقد لا تشكل إلا من 15- 10 بالمئة من نسبة الإصابة بسرطان الثدي – حبوب منع الحمل عندما تعطى لمدة أكثر من 10 سنوات – المعالجة الهرمونية المعوضة بعد سن اليأس -الإنجاب بعمر متأخر – البدانة بعد سن اليأس – التدخين وعوامله المسرطنة / .

– طرق ومراحل للكشف الدوري
وعن طرق المسح الكشف الدوري لفت رئيس قسم الأورام إلى أن المسح الدوري يعتمد على ثلاث خطوات هي :
– الخطوة الأولى الفحص الذاتي الذي تقوم به السيدة في منزلها وينصح بإجرائه مرة كل شهر ابتداءً من عمر 20 سنة وهذا الفحص يتضمن مرحلتين هما (التأمل و الجس ) ومن خطوات التأمل اولاً على السيدة في منزلها الوقوف أمام المرآة وتعرية منطقة الصدر وتضع يديها على الأطراف وتلاحظ اذا كان هناك تغييرات بشكل الثدي او الجلد أو الحلمة ، ثانياً على السيدة وضع يديها على خصرها وان تميل بخصرها للأمام وملاحظة اي تغييرات بالثدي أو الحلمة ثالثاً وضع اليدين خلف الراس وإمالة الجسد الى الأمام وملاحظة التغييرات ان وجدت .أما مرحلة الجس هي جس كامل الثدي بحركات دائرية لباطن الأصابع لليد المقابلة من الحلمة وباتجاه المحيط ، وضع اليد على الحلمة وتحسسها وملاحظة اذا كان هناك وجود لمفرزات .
– الخطوة الثانية الفحص عند الطبيب الذي يجب على السيدة مراجعته إذا لاحظت أي اختلال أو تغيير بشكل الثدي أو احمرار أو طفح في الجلد أو تغيير بشكل الحلمة أو نز من الحلمة .
– أما الخطوة الثالثة هي فحص المامو غرافي وهو فحص شعاعي يكشف الكتل الورمية الصغيرة وكذلك التكلسات الرقيقة ويجري للسيدات من عمر 40 وما فوق بمعدل مرة كل سنتين .
– طرق استقصاء المرض
وعن الطرق الاستقصائية في سرطان الثدي تشير الدكتورة مزنوق إلى اتباع أربع طرق ويجب اختيار الأنسب لكل سيدة ، وهي :
– تصوير الثدي الشعاعي :وهو استخدام أشعة سينية 0,7ملي سيفرت وهو أداة كشف مبكر وتشخيص أثبت فعاليته خاصة في الحملات والمسوحات ويمكن اكتشاف المرض قبل ظهوره سريرياً بسنتين تقريباً ، ويستطب لدى : أعمار فوق الـ 40 سنة كل سنتين ـ والنساء اللواتي لديهن واحد أو أكثر من عوامل المؤهبة / قصة عائلية أو شخصية – بلوغ باكر – ضهي متأخر – نمط حياة غير صحي – ووفق الاستشارة الطبية / .
وعن الحالات التي لا ينصح بها بإجراء الماموغرافي قالت مزنوق : لا ينصح باجراء المامو غرافي في عدة حالات وذلك لقلة الاستفادة منه ، وهذه الحالات هي / النساء بعمر تحت الأربعين – الحوامل والمرضعات – أثناء تناول المعالجة الهرمونية المعيضة – خلال الدورة الشهرية – بعد العمل الجراحي – التهاب الثدي والخراجات / .
– نصائح لإجراء الماموغرافي
منوهة إلى عدة نصائح لإجراء الماموغرافي منها : / ضرورة الفحص السريري قبله – وأن يتم الاجراء بالأسبوع الثاني من الدورة الشهرية – التأكيد على السيدات بعدم استخدام مزيلات التعرق أو البودرة أو الكريمات أو العطور – يجب تصوير الثديين بنفس الجلسة مع وضعيتين – يفضل القيام بشرح الية التصوير للسيدة – يجب أن يكون الفاصل بين التصوير والأخر أكثر من سنة وتتم المتابعة بالايكوغرافي للأمان أكثر / .
وتضيف رئيس برامج الصحة العامة إلى أن التصوير بالإيكوغرافي هو إجراء رديف ومكمل للمامو في حال الاشتباه ويستخدم لفحص العقد اللمفية في منطقة الإبط وللتمييز بين الكتل الصلبة والكيسية ، ويستطب إجراؤه في الحالات التالية : / الأعمار الأقل من الـ 40 سنة – الحوامل والمرضعات – وجود التهاب او خراج بالثدي – بعد العمل الجراحي – الثدي من النمط الرابع ( الكثيف)/ .
وتتابع الدكتورة مزنوق قائلة : أما الطريقة الثالثة للتصوير فهي الرنين المغناطيسي وهو عبارة عن أمواج مغناطيسية وراديوية تساعد في تصوير الثدي من داخله ، ولا يستخدم كوسيلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي ، ويستطب في / الاشتباه بوجود إصابة للعقد اللمفية مع نتيجة سلبية للمامو والايكو – وجود سيلان دموي من الحلمة وحيد الجانب مع سلبية الايكو والمامو – عند إعطاء العلاج الكيماوي قبل العمل الجراحي (لتحديد حجم الورم ) – بعد الجراحة التجميلية مع أو بدون اعاضة – متابعة المريضات اللواتي أجري لهن استئصال ثدي ربعي – السيدات من عائلات عاليات الخطورة قصة عائلية لسرطان مبيض او ثدي أو طفرات وراثية / .
أما آخر الطرق الاستقصائية فتحددها الدكتورة مزنوق بخزعة الثدي مشيرة إلى أنها الطريقة الوحيدة لتأكيد تشخيص سرطان الثدي وتأتي في المرحلة التالية لوجود تغيرات غير طبيعية على الإيكو والمامو غرافي ، وأنه يوجد عدة أنواع للخزعة حسب موقع وحجم الورم منها الخزعة بالإبرة , الخزعة الموجهة بالإيكو أو المامو أو المرنان .
– أنواع علاج سرطان الثدي
ويلفت الدكتور شموط إلى أنه مع تطور أساليب المعالجة أصبح الشفاء من سرطان الثدي ممكن وبنسب عالية وهناك خمس أنواع لمعالجة سرطان الثدي هي ( الجراحة – العلاج الشعاعي – العلاج الكيميائي – العلاج الهرموني – العلاج البيولوجي أو الهادف ) .
الجراحة : وتعتبر حجر الزاوية لعلاج اورام سرطان الثدي بسبب نسب الشفاء المرتفعة جداً بعد اجراء الجراحة وتقنياتها الصحيحة ويمكن تصنيفها الى جراحة محافظة وجراحة جذرية. الجراحة المحافظة هي استئصال الكتلة الورمية مع حواف أمان مناسبة يمكن ان تترك هذه الجراحة ورائها ندبة بسيطة ومن شروطها اكتشاف الورم بمراحل مبكرة وأهم ميزاتها المحافظة على الثدي .الجراحة الجذرية وهي استئصال الثدي بشكل تام وتكون عند اكتشاف الورم بمراحله المتأخرة .

أما العلاج الكيميائي فهو أحد المعالجات الأساسية والضرورية ويتم تطبيقه غالبا عند معظم مرضى سرطان الثدي وهناك بعض الحالات يستغنى فيها عن العلاج الكيميائي والية هذا العلاج الخلايا الشاذة تكون سريعة الإنقسام وبالتالي تتأثر بالمواد الكيميائية بشكل أكثر من الخلايا الطبيعية فعند اعطاء المادة الكيميائية تلاحق هذه الخلايا وتقضي عليها واحد اهم ميزات هذا العلاج أنه يتوزع عن طريق الدم ويصل الى كل انحاء الجسم وإلى كل خلية ورمية الأثار الجانبية لهذا العلاج غير محببة وتشكل مصدر قلق عند أغلب المرضى لكن هذا القلق يجب أن يصبح من المنسيات لان الادوية الحديثة ذات اثار جانبية أخف بكثير من الأدوية القديمة والطب حاليا يستطيع السيطرة على الأثار الجانبية المزعجة المسببة بالعلاج الكيميائي .
أما العلاج الشعاعي فهو علاج موجه لمنطقة الورم نفسه وليس كما يشاع عنه انه يسبب تساقط للشعر أو سرطان الجلد وهو ليس له أي أثار جلدية هامة لاحقة إنما عند بعض المريضات ممن لديهن بشرة حساسة يصابون بحروق من الدرجة الأولى والثانية والتي تعالج وتشفى بفترة قصيرة .
والعلاج الهرموني وفكرته اذا قطعنا الامدادات عن الخلية الورمية ومنع الهرمون الذي يغذيها من الوصول إليها نكون قد منعنا الخلية من النمو والتكاثر وقضينا عليها ومن ميزاته أن أثاره الجانبية أخف من العلاج الكيميائي .
ويبقى العلاج البيولوجي أو الهادف وفكرته بكل خلية ورمية لدينا هدف هذا الهدف ينشط انقسام الخلية فإذا اعطينا دواء يلاحق هذا الهدف ويأثره نكون قد تمكنا من ايقاف وتكاثر الورم وهذا العلاج ليس علاج كيميائي وأثاره الجانبية قليلة ولا يوجد به تساقط للشعر .
– توصيات صحية
ولفت الدكتور شموط إلى أن عوامل الوقاية من سرطان الثدي تكون بالإرضاع الطبيعي والإنجاب بعمر مبكر واتباع نظام حياة صحي والانتباه على الوزن وممارسة الرياضة بشكل يومي والابتعاد عن الشدة النفسية والتدخين والكحول والنوم بشكل منتظم ولمدة 8 ساعات و الاعتماد على الأغذية المضادة للأكسدة ومنها ( الشاي الأخضر- السبانخ – الثوم – البصل – الكركم – البندورة – سمك السلمون ) .
رقم العدد 15848

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار