الجماهير /عتاب ضويحي
لقاء مع الإبداع وقراءة في نتاج من نتاجات علامة حلب خير الدين الأسدي، في ندوة أقامتها مديرية ثقافة حلب، وجزء من احتفالية حلب عاصمة الثقافة السورية، شاركت فيها الدكتورة خلود ترمانيني والأديبة ضحى عساف، والدكتور فايز الداية مديرا للحوار.
استهلت الدكتورة ترمانيني الندوة بالحديث عن حياة الأسدي وهو محمد خير الدين بن عمر بن محمد خير رسلان ولقب بالأسدي، من مواليد حي الجلوم الحلبي 1900_1971 /مات وحيدا في دار العجزة، ولم يتحقق حلمه بأن يكون له قبر يكتب عليه اسمه، حائز على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى، عالم ومؤلف موسوعي، شاعر ومسرحي أفنى عمره بالتأليف والبحث والكتابة، من أهم مؤلفاته موسوعة حلب المقارنة، جمع فيها الأسدي كل مايتصل بلهجة حلب المحلية، كرس كل ماهو شفهي ومتداول بين الناس، كان يسجل ويقارن ومن ثم يعود للجذور لذلك أطلق عليه بالطواف، وعن أغاني القبة تتابع دكتورة ترمانيني تضم خواطر روحية قريبة من الشعر الصوفي، كتبها الأسدي عام 1950، وأعادت طباعتها وزارة الثقافة بعد 27 عاما من صدور الطبعة الأولى، 27 مقطوعة تقع في 92 صفحة بعد المئةمن القطع المتوسط، أطلق على مقطوعاته اسم السور أي الأغنية، رسم الأسدي من خلالها نفحاته الصوفية، وأنشد أغانيه إنشادا صوفيا، وبنظرة فاحصة لأغانيه تحملنا لفكر متناغم مع حرارة الفكر الصوفي، يتغزل بالإله وحلق بعالم الخيال معتمدا على صور فنية تقوم على الإدهاش، ولغة غنية انفرد بها الأسدي، أغانيه نقلة من حالة الوجد إلى الاستنباط، ثم أجابت الدكتورة خلود على سؤال مفاده هل أطل الأسدي على الحداثة وهل تعد أغانيه قصائد نثرية ليصبح رائدا من رواد قصيدة النثر؟ بقولها تمكن الأسدي من تجديد اللغة الشعرية مع الحفاظ على البناء اللغوي، فهو ينطلق من فكرة واحدة لكن في تضاعيف ديوانه لاحدود لكتاباته، لأنها تقوم على الرمز والإشارة دون تحطيم للمضمون، وتعتبر نقلة نحو التجديد وتغيير في الشكل والوزن وإعادة تصور لعلاقة الإنسان بالكون، ومن خلال شعائره الصوفية تمكن من فك قيود الزمان والمكان، ليحلق عن طريق الرمز والمشاهدة، ممتلكا لغة تتناسب مع رؤياه وتمكن من إبداع أغان تتصاعد زفراتها إلى أعالي القبب السماوية.
في سياق متصل وبتناغم مابين الكلمة والإلقاء الشعري قدمت الأديبة عساف مجموعة من سور أغاني القبة ومنها سورة رابعة، الأشافي،التقطير والذكرى ومما جاء فيها :
في غبيب النور وعلى قطرات الطل
زرعت حبة روحي في حقل الوجود
ونصبت مصابيح عيني
في مهاب مخمر النسيم
يرقب مواكب الجلال على صباح مورد
تساقينا الهوى وتشامت الأرواح في
ردهة العرش المعلى
ورفرفت راية الرحمة كخلجات الإيمان
كما قرأ الدكتور فايز الداية بعض من مقاطع كتاب رسائل الأحزان لمصطفى صادق الرفاعي.
ت هايك اورفليان
رقم العدد ١٥٨٥٠