الجماهير – أسماء خيرو
في مشاركة الأولى من نوعها أقيم على مسرح دار الكتب الوطنية أمسية غنائية باللغة الآرامية بعنوان “بالآرامية” أحيتها لونا للغناء الجماعي” جوقة شام” برفقة عازفين من أوركسترا ندى بقيادة المايسترو حسام الدين بريمو وذلك ضمن استمرار فعاليات حلب عاصمة الثقافة السورية ٠
قدمت جوقة شام عدة أغاني تراثية شعبية وطنية باللغة الآرامية والعربية ومنها (باعيلا تشلح على حريرا، ثولية ربيعا، لوخاثون ، لاتشمخن، أوبوح، حاليا ياشمو ، نفيكا) وهذه ترجمتها (أتى الربيع، تعالوا إلى هنا لاتعتقد ،الأمل، حلوة السما، طالعة، من يأتي يراها، قم نصعد، على دلعونا ،وسوريا منتصرة) بالإضافة لموشح “عاذلي كف الملامة ” وقد تم ترجمة هذه الأغاني على شاشة وضعت على المسرح حتى يتسنى للجمهور فهم هذه اللغة العريقة كما قدمت أوركسترا ندى عدة معزوفات منفردة على آلة العود والكمان والتشيللو والناي والأكورديون والقانون فكانت لوحة فنية فريدة من نوعها مزجت مابين اللغة العربية والآرامية والعراقة بالأصالة ٠
* وبين المايسترو حسام الدين بريمو أن الآرامية موجودة في منطقة شرق المتوسط منذ ١٢٠٠ عام وأن سوريا مازالت محتفظة بالكثير من المفردات الآرامية في اللهجة المحلية وفيها مفردات عربية و أن العزف والغناء للأذن الحلبية المحترفة والمثقفة والمرهفة التي عرفت بأنها تقيم الجمال الفني يحتاج لشجاعة وهذه صفة تمتلك جوقة شام وأوركسترا ندى منها الكثير، وأن هذه تعد زيارتهم الأولى لمدينة حلب أقدم مدينة تتذوق الفن الأصيل مضيفا بأن سعادته اليوم لا توصف برؤيته جمهور حلب يستمع ويصفق بحرارة للغة لا يعرفها وهي “الآرامية ” حتى أن الجمهور لم يصبه الضجر والملل بل على العكس استمتع وقدم للفرقة التهاني كما أثنى على تفاعل الحضور واعتبره أمراً غير متوقعا جعله والفرقة يتملكهم الشعور بالغبطة الكبيرة لأن الأمسية لاقت استحسان الحضور ٠
*ومن جانبه بين مدير الثقافة جابر الساجور إلى أن اللغة الآرامية هي من اللغات القديمة والمتجذرة بالقطر العربي السوري وهي لغة المسيح عليه السلام وأن فرقة لونا للغناء الجماعي اليوم جاءت من دمشق لتشارك بفعاليات حلب عاصمة الثقافة لإيصال رسالة بالغة الأهمية وهي التأكيد على التعايش بين مكونات الشعب العربي السوري ٠
*وبدوره أشار مدير المكتبة الوطنية محمد حجازي إلى أن الحفل كان من نوع مختلف فحلب في هذا اليوم شهدت غناءً تراثياً بلغة مختلفة و بألحان عربية وهذا منح الأمسية طابعها الخاص مع وجود شاشة عرض لترجمة الأغاني والتي كسرت نوعا ما عدم فهم اللغة الآرامية مما منح الجمهور الحلبي فهم هذه اللغة والتفاعل مع الأغاني والاستمتاع بما قدم من جوقة شام التي تحملت عناء السفر إلى حلب والتدريب خلال يوم واحد لتقديم حفلة ناجحة وراقية بكل معنى الكلمة ٠
*وبكلمات مختصرة تحدثت أورلينا خوري بفخر عن وجودها بحلب والتي آلمها مما حصل لهذه المدينة وعن اللغة الآرامية إذ قالت اللغة الآرامية لغة محكية من ١٢٠٠ عام قبل الميلاد وهي مازالت اللغة الأم في قريتا ( معلولا – وجبعيدين) مضيفة أن الزي الذي ترتدية الجوقة هو من تراث ريف دمشق وهو يتناسب مع اسم( جوقة الشام ) وأن فرقة لونا للغناء الجماعي مؤلفة من خمس جوقات( سنا- ألوان – ورد – شام وقوس قزح المحترفيين ) لذلك الزي يتم اختياره لكي يناسب اسم الجوقة ٠
*كما اعتبر كل من عازف الأكورديون وسام الشاعر وعازف الإيقاع مازن حمزة أن وجود الجوقة والأوركسترا في حلب لتقديم أمسية تراثية فنية لجمهور يتذوق الفن الراقي يعد انتصاراً لسورية وفخراً لهم فلقد تبدد الخوف الذي اعتراهم قبل اعتلاء المسرح والعزف والغناء ولكن بعد أن شاهدوا تفاعل الجمهور مع ما قدموا من معزوفات وأغاني تراثية تليق بأهل حلب شعروا براحة كبيرة لأنهم قدموا أمسية فنية حازت على إعجاب وتقدير جمهور حلب ٠
* وبكلمة من الحضور أجمع كل من عبدالقادر بدور وعمران كيالي وطبيب الأسنان حنين نو أن هذه الأمسية أعادت لهم التاريخ وأن الفن ليس له لغة والموسيقى هي اللغة التي توحد الشعوب كما عبروا عن رغبتهم بأن تستمر مثل هذه الأمسيات الموسيقية ذات المستوى الراقي وأن يقام هذا المهرجان في كل عام حتى يتسنى لهم تذوق الفن الذي يلامس قلوبهم وعواطفهم٠
وحضر الأمسية عدد من الموسيقيين والفنانين وحشد من الحضور
رقم العدد 15851