الجماهير – أسماء خيرو
التسامح والعدالة والتعايش الانفتاح على الآخر والاعتراف بالخصوصية والمواطنة كان أبرز ما أكد عليه الكاتب فاروق اسليم من مفاهيم تسهم في صناعة الهوية العربية الوطنية في محاضرة أقامتها مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب تحت عنوان ” تفاعل الهويات الوطنية السورية ” في مقر الاتحاد في شارع بارون٠
قال اسليم في بداية المحاضرة: إن الهوية العربية متجذرة متجسدة في عمق التاريخ قبل الفتوحات العربية الإسلامية وأن قضية تشكل الهوية الوطنية مرتبط بالأرض التي جاءت إليها هجرات كثيرة واندمجت في نسيجها فأصبحت جزءاً منها، تحمل مفاهيم التسامح والانفتاح والعدالة وهذه المفاهيم هي إرث تاريخي تم تناقله عبر الزمن حتى أصبحت الهوية القومية العربية متجذرة في وعي المواطن السوري لافتاً إلى أن هذه الهوية ليست وافدة إلينا من أوروبا كما يقول بعض من حلل التاريخ ويعتقد أنها رؤيا عن الوجود والدفاع عن هذا الوجود وكيفية جعل هذا الوجود أفضل٠
وبعد ذلك تابع وتحدث عن التيارات والنزاعات والإشكاليات التي تؤدي إلى تكوين الهوية الوطنية كما تحدث عن الأزمات والانغلاق الذي فرض نتيجة ظروف سياسية واقتصادية ومجتمعية وجغرافية وثقافية وكان له دوراً كبيراً وحاسماً في تكوين الهوية الوطنية ٠
وأشار المحاضر إلى أن الثورات التي جرت على أرض سورية عبر التاريخ سواء ضد الاحتلال العثماني أو الفرنسي أغلبها لم تقتصر على مكون سوري واحد بل اشترك فيها فئات مختلفة من كل أطياف المجتمع السوري وهذا دليل على أن سورية لم يكن فيها حدود فاصلة بين أبناء الوطن وكان المقياس الوحيد لمقاومة الاحتلال بكل أشكاله ومختلف مسمياته هو “إنسان وطني” وهذا معلم من معالم الهوية الوطنية السورية ٠
مضيفاً أن سورية خلال مئة عام من تاريخها استطاعت أن تعيد اللحمة الوطنية وتحقق الاندماج الوطني بين مكونات المجتمع السوري فتجاوزت البعد الجغرافي والطائفي والديني ودليل ذلك تأسيس الجيش العربي السوري الذي لم يكن مرتبطاً بطائفة معينة ففيه أفراد من جميع أطياف ومكونات المجتمع ٠
وختم اسليم المحاضرة بالقول : لا يمكن صنع الهوية العربية إلا إذا تغلب جانب التعارف والتعايش والتحاور والتواصل وقبول الآخر على جانب الصراع والتناحر .
وكانت المداخلات التي تخللت المحاضرة قد حاورت إشكالية الهوية الوطنية وما الذي يجمع مكونات المجتمع السوري ويصهرها في بوتقة واحدة؟ والأزمات التي كان الدور الأكبر في تكوين الهويات الوطنية ٠
حضرها عدد من الأدباء والمثقفين والمهتمين٠
ت هايك
رقم العدد 15855