الجماهير /عتاب ضويحي
نظمت الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بالتعاون مع مديرية ثقافة حلب أمسية أدبية شارك فيها الأدباء: يمان ياسرجي، إحسان جحجاح وغفران طحان استهلتها الكاتبة ياسرجي بقصة (بوح خطوط وخيوط) وهي مقتنص واقعي، ألبسته لبوساً نفسياً فلسفياً أثارت في نفس المتلقي من خلاله أسئلة حول القدم في الحياة وقوانينها، وما تخفيه تجاعيد الوجه من آلام وآمال، مستخدمة لغة وظفتها بطريقة تخدم الفكرة، ومما جاء في القصة (رحت أقرأ خطوطاً رسمتها مشاعر ملونة يتناوب فيها الحب والكره، التشاحن والتسامح، السرور والكآبة، القوة والضعف، كما رحت أتتبع خيوطاً هي صلات علاقات متنوعة مع الآخر كائناً ما يكون تحكمها المصلحة والمنفعة حيناً، أو المودة والقربى حيناً آخر، ازددت تنقيباً ولهفة كباحث في مناجم الألماس).
ثم قدم الكاتب جحجاح ثلاث قصص طرح من خلالها قضية قديمة جديدة تتحدث عن الحداثة، مركزاً على الحداثة ذات الأصول الثابتة، أما اللوحة القاتلة فتناولت حديث النفس مع طموحاتها وأحلامها وانتكاساتها، ومما ورد فيها (يا ويلاه كيف انتهت حياة هذا البطل الرسام تخليداً للوحته، وكيف لي أن أقنع المحققين أن اللوحة هي القاتلة، وما زلت أنا المتفرج الوحيد على هذا العرض المسرحي حبيساً بين قضبان أحرفي وكلماتي).
وختمت الأمسية الأديبة طحان بقصتين الأولى بعنوان (عصافير ملونة) تتحدث فيها عن عصافير أمينة لها تنقل لها كل صغيرة وكبيرة حتى الأحلام وما يترتب عليها من وعي ولا وعي في حين تناولت قصة (تلك الشيء) قضية اجتماعية على قدر من الأهمية، بطلتها المولودة الأنثى غير المرغوب فيها، صور عديدة مثل: رفض الأب وخنوع الأم ورغبة الطفلة البائسة بالخلاص من الحياة، والتي رغم ما مر بها إلا أنها سعيدة بالموت والخلاص من شبه الحياة (للملائكة أصوات جميلة شيء ما يشبه خفقان قلب أمك وأنت تعشعش داخلها، عندما اقتربت مني كانت تبتسم، كنت أظنها ستحملني، ولكنها بهدوء، أمرت قلبي بالتوقف، ومدت أياديها وسحبت روحي، قالت لي :إن الروح وحدها ستعرف ماذا حدث).
حضر الأمسية عدد من المهتمين بالشأن الأدبي.
رقم العدد 15857