38 حريقاً في موسم الحرائق و 769 فلاحاً متضرراً .. الزراعة : ندوات وملصقات لنشر الوعي البيئي .. عدم توفر الآليات والصهاريج والطيران المروحي أبرز الصعوبات
الجماهير- انطوان بصمه جي
يُقال عن الغابات والمساحات الخضراء التي تضم الأشجار الحراجية بأنها رئة المدينة، فمن المعروف أن الغابات الطبيعية في سورية تمتد على المساحة الجغرافية بنسب متفاوتة مكونة بذلك غابات رائعة تتخللها مساقط المياه وتتنوع فيها الأشجار الحراجية بأنواعها المختلفة كالسرو والصنوبر والسنديان وغيرها الكثير، ويتطلب الحفاظ عليها وزيادة مساحتها جهداً كبيراً يجب أن يتشارك فيه جميع أبناء الوطن.
ولا يخفى على أحد حجم الضرر الذي تعرضت له الغابات والمساحات الخضراء نتيجة الحرائق والتحطيب الجائر، وللوقوف على واقع الغابات الطبيعية والأراضي الحراجية والأشجار المثمرة وما لحقها من ضرر نتيجة الحرائق سواء أكانت مفتعلة من قبل ” تجار الفحم” أم كانت نتيجة عوامل طبيعية … التقت ” الجماهير ” مدير الزراعة والإصلاح الزراعي بحلب المهندس نبيه مراد الذي بيّن أن مساحة الأراضي الحراجية لعام 2018 بلغت 57 ألف هكتار منها 12 ألف هكتار طبيعي و 45 ألف صناعي وقد تم تحريج 50 هكتاراً في السنة الماضية على حرم طريق حلب الرقة ويجري العمل حالياً على تحريج مساحة 300 هكتار في حرم بحيرة الأسد وحرم طريق حلب الرقة وإنتاج 300 ألف غرسة حراجية متنوعة في مشتل حراج حلب.
وأضاف مدير الزراعة أن المديرية تعمل على فلاحة الأعشاب وإزالتها على طرفي طريق عام حلب الرقة والطرق الرئيسية المحررة كافة والعمل على فرز صهاريج إلى مناطق الريف إضافة إلى التعاون مع اتحاد الفلاحين لتوجيه الوحدات الإرشادية والروابط الفلاحية لتوعية الفلاحين بعدم حرق بقايا المحاصيل وخاصة في الأماكن القريبة من المواقع الحراجية والتعاون مع مديرية الخدمات الفنية ومديرية الدفاع المدني وفوج الإطفاء ومؤسسة المياه لمشاركة الصهاريج لزجها بعمليات الإطفاء في حال نشوب أي حريق.
أنشطة توعوية
وفيما يتعلق بتوعية المواطنين بالحفاظ على المناطق الخضراء نوّه مدير الزراعة إلى أن المديرية قامت بعدة دورات تثقيفية وإعلامية منها قانون الحراج والتعليمات التنفيذية والمشاكل الحراجية من حيث الأهمية والتأسيس وإدارة مشاريع التحريج الاصطناعي، إضافة إلى دورة كيفية التعامل مع حرائق الغابات، كذلك تم التعاون مع المؤسسة العامة للمخابز لطباعة ملصقات خاصة بالتوعية في مجال قانون الحراج ومكافحة حرائق الغابات وبلغ عدد الملصقات 10 آلاف ملصق توزع مع ربطة الخبز ويتم بشكل دوري تنفيذ فعاليات توعية ميدانية مع الفعاليات الشعبية والمنظمات الأهلية كافة بما يخص مجال نشر الوعي البيئي المتضمن أهمية الغابات وضرورة الحفاظ على الثروة الحراجية والحماية من الحرائق والتركيز على أهمية قانون الحراج رقم /6/ لعام 2018 ودور النهج التشاركي للمجتمعات المحلية في حماية وصيانة الموارد الحراجية.
حرائق بالجملة ومساحات محروقة
وفيما يتعلق بالحرائق التي أصابت الأشجار المثمرة بين رئيس دائرة الإنتاج النباتي محمد المحمد : أن عدد الفلاحين المتضررين في محافظة حلب بلغ 769 فلاحاً، منهم 264 فلاحاً مهتماً بزراعة الشعير و223 فلاحاً مهتماً بزراعة القمح، في حين بلغت المساحة الاجمالية للأراضي المتضررة أكثر من 3400 هكتار موزعة بين الأراضي المزروعة بالشعير والتي احتلت المقام الأول بمساحة اجمالية متضررة بلغت 1820 هكتاراً، تلاها الأراضي المزروعة بالقمح بمساحة 1053 هكتاراً ثم الأراضي المزروعة بالزيتون بمساحة 408 هكتارات ورابعاً الأراضي المزروعة بالعنب بمساحة 45 هكتار.
أضرار غير طبيعية
وأضاف رئيس دائرة الإنتاج النباتي أن مديرية الزراعة تقوم بالتنسيق مع الجهات كافة في قضايا حرائق الأراضي الزراعية وكذلك تم التوجيه لجميع المتضررين لترميم حقولهم وذلك بإعادة زراعة الأشجار المثمرة بجميع أنواعها وتأمين الغراس من مديرية الزراعة بالسعر الرسمي منوهاً أنه لا يوجد تعويضات لأصحاب الأراضي المتضررة نتيجة الحرائق لأنها تعتبر أضراراً غير طبيعية ولا تستحق التعويض حسب قانون التعويضات بحسب رأيه، وأشاد بمساهمات المجتمع المحلي بوضع الجرارات والصهاريج بالخدمة.
وشدد على التوصيات المنبثقة من اجتماعات اللجنة المخصصة لتنفيذ الاستراتيجية والخطة المحلية للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها وحشد وتوفير كافة الموارد المختلفة للحد من انتشار الحرائق والتوجيه بإصدار تعليمات ولوائح محلية لتساهم في الحد من الحرائق ومكافحتها والمشكلة برئاسة محافظ حلب وعضوية أغلب مديري المؤسسات الخدمية والقطاعات المعنية كافة.
38 حريقاً خلال الموسم
والتقت “الجماهير” رئيس دائرة الحراج المهندس رياض نعسان الذي أكد نشوب 38 حريقاً حتى تاريخ نشر المادة الصحفية، موضحاً أن مساحة الأراضي الحراجية في محافظة حلب بلغت أكثر من 57 ألف هكتار منها 12 ألف هكتار طبيعي وأكثر من 45 ألف هكتار اصطناعي، مؤكداً أنه قبل بداية موسم الحرائق تم تشكيل لجنة متخصصة لمكافحة الحرائق على مستوى المحافظة مهمتها تنفيذ الاستراتيجية والخطة المحلية للوقاية من الغابات ومكافحتها وحشد وتوفير الموارد للحد من انتشار الحرائق وبمشاركة من المديريات المعنية كافة، وتم بموجبها العمل على فلاحة الأعشاب وإزالتها على طرفي طريق عام حلب الرقة وفرز صهاريج مياه توضع على الطرقات الرئيسية ويتم استنفارها على مدار 24 ساعة، حيث تم تنظيم ضبوط حراجية بكافة الحرائق التي حدثت بالمواقع الحراجية وتوجيه الاتهام والادعاء على الفاعلين أمام القضاء.
كذلك أشار رئيس دائرة الحراج إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه العمل وفي مقدمتها عدم توفير العدد الكافي من الجرارات التي تقوم بفلاحة الأعشاب وإزالتها في الوقت المناسب وعدم توفر آليات (تركس) التي تعمل على فتح خطوط النار تعزيل وترميم الطرق بالمواقع الحراجية ليتم تدخل الصهاريج أثناء نشوب الحرائق وعدم توفر طيران مروحي للمشاركة في إطفاء الحرائق الضخمة، كذلك استبدال العمال المؤقتين لفرق إطفاء الحرائق بعمال دائمين مدربين على أن تكون فيهم الصفات المهارية والمدربين على كيفية التعامل مع إخماد الحرائق إضافة إلى توفير عدد أكبر من الصهاريج خاصة في موسم الحرائق السنوي.
نشر الوعي البيئي
وأشاد رئيس دائرة الحراج بشعبة التنوع الحيوي التي تقوم بدور هام في نشر الوعي البيئي من خلال الجولات الدورية مع كادر من الفنيين المختصين للتوعية في مجال البيئة والغابات وحماية الثروة الحراجية وتوزيع المنشورات والملصقات الرسمية المتعلقة بذلك، كما يتم تسليط الضوء في كل مناسبة على قانون الحراج ودور المجتمع المحلي بالإضافة للعقوبات القانونية التي تصل إلى العقوبة بالأشغال الشاقة المؤقتة مدة لا تقل عن سبع سنوات لكل من يضرم النار قصداً بأية وسيلة كانت في الحراج والأراضي الحراجية والمحميات أو في مناطق الوقاية وقد تصل إلى تشديد العقوبة بمقدار النصف إذا نجم عن إضرام النار إصابة إنسان بعاهة دائمة وذلك حسب ما ورد في قانون الحراج رقم /6/ لعام 2018 معرباً عن استعداد دائرة الحراج لتلقي الاتصالات المتعلقة بحرائق الغابات على الرقم الساخن 188 للمباشرة في معالجة الموضوع.
رقم العدد 15866