” أمراض الشتاء ” أعراضها وعلاجها والوقاية منها.. اتباع قواعد الصحة السليمة والمشروبات الدافئة تخفف من أعراضها
الجماهير – بشرى فوزي
” أيلول طرفو بالشتي مبلول …. بين تشرين وتشرين صيف تاني … برد تشارين توقاه وبرد الربيع تلقاه ” تكثر الأمثال الشعبية معلنةً انتهاء فصل الصيف وقدوم فصلي الخريف والشتاء اللذين يتمازجان ببعضهما معلنين قدوم البرد وتغير الطقس بين يوم وآخر فتارةً نرى الطقس صيفي دافئ وأخرى بارد شتاء وهنا وبالرغم من خصوصية فصل الشتاء والحنين الذي يسبق قدومه يبقى لدى الجميع خوف من تغيرات الطقس وانعكاساتها على صحة الإنسان بشكل عام وخاصةً تقلبات درجات الحرارة المفاجئة وتأثيرها المباشر على الصحة ، فأمراض الشتاء باتت لا تُخفى على أحد وهي متنوعة وتتراوح بين بسيطة ومتوسطة إلى شديدة الخطورة في حالات نادرة .
أخصائي في الأمراض الداخلية الدكتور مازن حاج رحمون أشار إلى أهمية الوقاية لتجنب الإصابة بأمراض الشتاء التي صنفها ضمن أمراض الجهاز التنفسي بدءاً من الرشح إلى التهاب البلعوم والقصبات وأخيراً الانفلونزا، مضيفاً بأنه تكثر هذه الأمراض في فترة الخريف والشتاء التي تبدأ من نهاية أيلول وذلك بسبب تقلبات الطقس وانخفاض درجات الحرارة مما يسبب نشاط العوامل الممرضة (فيروسات وجراثيم) وسط بيئة ملائمة ( برد ورطوبة ) مؤكداً تفاوت شدة هذه الأمراض من بسيطة لا تتجاوز مدتها بين ٣- ٤ أيام وأعراضها خفيفة لا تحتاج لمراجعة الطبيب في أغلب الأحيان إلى حالات متوسطة وشديدة قد تسبب التهاب رئوي أو كما يُعرف (ذات الرئة)، وفي حالات نادرة يتوجب فيها دخول المريض إلى المشفى وتسمى (قصور تنفسي حاد) فهي ربما تسبب خطراً على حياة المريض إذا تمّ إهمالها وخاصة لدى مرضى القلب والجهاز التنفسي كالربو مثلاً إضافةً إلى أمراض السكر والضغط فمناعتهم تكون أقل من غيرهم ويحتاجون إلى اهتمام ورعاية أكثر.
طرق الوقاية
وبالنسبة لطرق الوقاية من أمراض الشتاء لفت الحاج رحمون إلى ضرورة التهوية الجيدة للمنازل والغرف الصفية في المدارس وأماكن العمل ووسائل النقل العامة إضافةً إلى الابتعاد عن التدخين والأركيلة وخاصةً في الأماكن المغلقة.
وأكد على أهمية العناية بالنظافة الشخصية وضرورة توجيه المواطنين وتوعيتهم إلى الانتباه من خطورة الرذاذ المنتشر أثناء العطاس والسعال والذي يحمل ملايين الفيروسات التي تؤدي لانتشار الأمراض بين الطلاب في المدارس أو غيرها في الأماكن المغلقة، مؤكداً ضرورة تجنب مصافحة المريض حتى لا تنتقل العدوى بالملامسة، إضافة إلى أهمية الدفء للحد من تفاقم وانتشار أمراض الشتاء وذلك بارتداء ملابس مناسبة وتدفئة الرأس والرقبة والكفين وخاصةً عند الأطفال، منوهاً إلى فوائد المشروبات الدافئة ( الزهورات بأنواعها ) – وهي منتشرة بكثرة ومتوفرة – والشوربات الساخنة التي لها دور في تخفيف حدة المرض والسيطرة عليه إضافة إلى تناول الحمضيات بكثرة فهي تساهم في الوقاية من أمراض الشتاء لكونها غنية بفيتامين (C) فهو من المواد المساعدة على الوقاية من الأمراض التنفسية.
علاج عرضي
وفيما يتعلق بعلاج حالات نزلات البرد والكريب في فصل الشتاء أشار الدكتور الحاج رحمون إلى أنّ غالبية الحالات علاجها عرضي من خلال تناول حب سيتامول واستراحة المريض ليومين إلى ثلاثة إضافة لتناوله السوائل الدافئة والحمضيات، أمّا الحالات الشديدة وما يرافقها من ارتفاع درجة حرارة المريض مع سعال شديد وآلام عظمية وصدرية وصداع شديد وضيق تنفس فهي تنبىء المريض بضرورة مراجعة المراكز الصحية أو الطبيب المختص القادر على تشخيص الحالة ووصف العلاج اللازم .
عادات خاطئة
كما نوّه إلى وجود عادة خاطئة لدى المرضى وذلك عند التعرض لنزلات البرد وهي تناول الأدوية عشوائياً بدون وصفة طبية وخاصةً ما نراه بكثرة اليوم والذي أصبح عُرفاً عند الكثيرين حيث يتوجه المريض إلى إحدى الصيدليات ويطلب أخد إبرة (ديكلون + ديكسا ) مؤكداً أنّه لا توجد ضرورة طبية لأخذ هذه الأدوية فهي قد تؤدي إلى صدمة تحسسية وارتفاع في الضغط لدى البعض وبالتالي خطراً على حياة المريض، وبالنسبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة (كالضغط والسكري.. وغيرها) لابد لهؤلاء المرضى من مراجعة الطبيب المختص ليصف لهم الدواء اللازم الذي يفيد حالتهم ولا يتعارض مع الأدوية التي يأخذونها.
كما أن للقاح أهمية أيضاً بحسب الدكتور الحاج رحمون منوهاً إلى أنه مفيد للأنفلونزا وخاصةً التي تكون أعراضها شديدة وهو لقاح فعال وآمن يؤخذ في بداية الخريف للوقاية من الإصابة بالأنفلونزا ولكنه لايقي من الرشح الخفيف والحرارة البسيطة وهو لا يُعطى للجميع ويمكن تخصيص بعض الفئات التي تحتاجه أكثر من غيرها كالعاملين في المشافي والذين هم على تماس مباشر مع المرضى في العناية المشددة حتى لا تنتقل العدوى إليهم مباشرة إضافةً إلى كبار السن ومرضى القلب والسكر والقصور الكلوي والحوامل والأطفال .
رقم العدد 15871