الجماهير – أسماء خيرو
“هذيان” رسائل من امرأة الشوق إلى عزيز الفؤاد في حفل توقيع وقراءة نقدية لكتاب ” هذيان “للأديبة الشابة راما شريف والذي أقامته مديرية الثقافة بالتعاون مع دار الكتب الوطنية في مسرح مركز العزيزية.
الكتاب في مجمله عبارة عن ٥٩ رسالة كتبت بنبض الشوق من امرأة خطت حروف الألم والحزن والحسرة على سطور الانتظار والحرمان والغياب الحزين لتناجي بآخر نقطة من فؤادها أول سطر من فؤاد العزيز لاغية مسافات البعد في سبيل مقايضة الغد بلقاء أبدي وعمر لا يتسرب.
وفي رؤية نقدية للكتاب أوضح عدنان الدربي أن هذيان من باكورة أعمال الأديبة الشابة شريف فأسلوبها المتميز مزج ما بين براعة الكاتب مصطفى محمود وفلسفة نجيب محفوظ وواقعية وليد إخلاصي وشاعرية المرأة التي تكتب من نبع القلب الدافئ والإحساس المرهف، حيث تميزت الرسائل بسعة الخيال ومتانة التراكيب وتآلف الصور التي خدمت المعنى والهدف من كتاب “هذيان”. فالكاتبة شريف استطاعت من خلال فلسفتها العميقة وشاعريتها المرهفة الكشف عن أعماق الشخصيات وما يختلج داخلها من أحاسيس ومشاعر مختلفة باحترافية المتمكن من التقاط الصور والمعاني التي تضمنت حالة من بوح الروح كقول / أحتاج أن أشكوك لك / احمني منك / يحكى أن سكراً يدعى أنت، قربه سم وبعده علقم قاتل ، فأي الموتين سأختار لكوب الشاي البارد هذا !
وبدورها أوضحت الكاتبة شريف أن سبب تسمية الكتاب” هذيان “لأنه كتب بحالة ما بين الوعي واللا وعي فأغلب الرسائل كانت تحكي وتصور قصص حب فاشلة من كافة النواحي يطغى فيها شعور الأنثى الجريحة والصادقة والحزينة والعاشقة ٠
وقد صاحب إلقاء الشابة لعدة مقتطفات من كتاب هذيان والتي منها/ في تاريخ ما يا بشارة الخير يبدو أن روحي في نوبة الحنين الأخيرة قد نجحت في معانقة طيفك بعد طول الطواف، فأتت لي بعطرك دليلاً خدراً لطيفاً سريع الزوال .. ما أجمله من زمزم عطشي / .
رافق الحفل عزف منفرد للشاب “حسن الخلف ” على آلة العود فكان حفلاً تميز فيه الأداء وسمى فيه الشعور.
حضر الحفل عدد من أصدقاء الكاتبة والأدباء والشعراء والمهتمين بالشأن القصصي.
رقم العدد 15887