فعاليات أيام حلب المسرحية تختتم بمسرحية ” هيا اقتلني يا روحي”

الجماهير / نجود سقور
طيبة هذه المرأة “ليت كل النساء طيبات “عبارة ما فتئ يرددها موظف الغاز المسكين الذي راح ضحية امرأتين وحيدتين تقدم بهما العمر ترملتا باكرا نص للمسرح القومي قدمها على مسرح نقابة الفنانين قي حلب في ختام فعاليات أيام حلب المسرحية أخذت عنوان النص اﻷصلي لمسرحية عزيز نيسن” هيا اقتلني ياروحي” بأسلوبه الساخر أسلوب الكوميديا السوداء والمسرحية من إعداد أخراج وانيس بندك..وتمثيل الفنانة سلوى جميل (سيهان) والفنانة سوسن علي(ديها) والفنان سمير الطويل (موظف الغاز).
وعلى مدى ساعة كاملة يعيش المتفرج متعة متفاوتة للعرض مع الثلاثي سلوى وسوسن وسمير و بأدائهم كانوا رديفا لفكرة المسرحية في إنجاحها.
وكان ” للجماهير” وقفات سريعة مع كادر العمل بدأت مع مساعد مخرج العمل حسام خربوطلي فقال:تعالج المسرحية حاﻻت إنسانية لواقع اجتماعي سائد يخص السيدات اللواتي مضى بهن قطار العمر يائسات قانطات بعد فقد الزوج المحب السند والعضد ضمن طرح تناقضات اجتماعية ونفسية وعاطفية مضيفا أن النص مأخوذا عن مسرحية عزيز نيسين هيا اقتلني ياروحي .
وتحدث الفنان التشكيلي محمود الساجر عن الديكور الذي صممه للمسرحية بأنه غرفة متواضعة في حديقة رطبة فيها أرائك موزعة هنا وهناك وبدلة الجنرال معلقة على الحائط في إيحاء إلى أن اﻷرملة متمسكة بذكرى الزوج الراحل وصورة المطربة السورية على حائط آخر في حديقة رطبة مبينا أنه استسقى الديكور من حالة التوصيف الذي تحدث نيسين عنه في بداية مسرحيته متقيدا بالتوصيف عدا صورة اسمهان التي ارتأى المخرج وضعها ﻻفتا أنه من الممكن أن يتم العمل بالحداثة على أي عمل فني ومع ذلك هو عمل فني ظريف فيه تأثيرات جميلة ضمن إمكانيات متواضعة .

وعن دورها امرأة الجنرال قالت سلوى جميل :أرملة جنرال شهيد تعاني اﻷمرين ،23 سنة أرملة تعاني جنون الوحدة والخوف من نظرة المجتمع تتلاقى مع جارتها اﻷرملة تتقاسمان الهم وبنقلة كوميدية تنتهي بمأساة بقدوم موظف الغاز والموت المحتم على يدي أرملتين نفسهما خضراء كما قالت سلوى جميل.
أما سوسن علي اعتبرت المسرحية إضافة جديدة لمجمل اﻷعمال التي قدمتها لما امتلكته المسرحية من حس إنساني عالي لطبقة هضم حقها وسحقت باسم اﻷعراف والتقاليد اﻻجتماعية لنساء فقدن أزواجهن وبقين سجينات بيوتهن ينتظرن العدم ويواجهن صعوبات الحياة دونما عون و دون أدنى إحساس بكبر معاناتهن ، وتضيف : تتداخل اﻻحداث في نص مشوق مع حس كوميدي نابع من مأساة المضحك المبكي داعية من خلال دورها الى اﻻنعتاق من ظل اليأس والانطلاق إلى اﻷمل رغم صعوبتها الحياة فهي جديرة وتستحق أن تعاش ووراء كل عثرة ﻻبد أن القدر يخفي لك شيئا جميلا .
بينما سمير طويل وضح رغم الحرب ورغم ضحالة اﻹمكانات المتوفرة في المسرح القومي في حلب مازال مستمرا في العمل ﻻفتا إلى عشقه وانتماءه لخشبة المسرح وموضحا أن دوره حالة إنسانية طيبة موظف غاز بسيط تنتابه عدة أمراض وحظه التعس يقوده إلى عند اﻷرملتين على أنه قاتل النساء ليكون خلاصه اﻷبدي على يديهما من فرط معاناتهما من الوحدة والفقد ﻻبدافع للقتل .
مدير المسرح القومي مدير ثقافة حلب جابر الساجور قال :إن جدوى المسرح إنسانية والعمل المقدم عمل إنساني بكل معطياته الفنية والدرامية والرؤى التي عالجها لقضية اجتماعية هي على المحك دوما سلط الضوء على حالة إنسانية في نمط خارج عن إطار التقليدية للمسرح .
حضر العرض المسرحي حشود من المهتمين والفنانين والمسرحيين .
ت هايك اورفليان
رقم العدد 15890

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار