الجمال والوعي الجمالي … إضاءات على كتاب تراثنا والجمال في جمعية العاديات بحلب

الجماهير – عموري الساجر
أقامت جمعية العاديات ندوة فكرية بعنوان ” تراثنا والجمال ” ناقشت من خلالها الجوانب الجمالية والفلسفية وعلم الجمال من خلال كتاب تراثنا والجمال للدكتور سعد الدين كليب.
تحدث الدكتور ياسر عبد الرحيم الأستاذ المساعد بجامعة حلب أن الكتاب تناول الفكر الجمالي القديم والذي يتميز بالموضوعية المهنية والعلمية في إصدار الأحكام مستشهداً بمقولة ” كن جميل ترى الوجود جميلاً ” مبيناً ان الكتاب جهد من الكاتب على مدى 30 عاماً قدمه بصورة فنية وشعرية رائعة موازناً بين الماضي والحاضر وأعطى كل ذي حق حقه فقد وفق بين الوعي الجمالي وطرائق التفكير بهذا الوعي.
أما من الناحية الفلسفية بين عبد الرحيم أن الكتاب ذا فلسفة جيدة وعميقة وبحاجة لدراسته بجو خاص حيث ربط بين الأصالة والمعاصرة والفكر الجمالي القديم والفكر الجمالي الحديث والفن الواعي والأسطورة .
وأشار عبد الرحيم أن في الكتاب هناك التقاء بين القديم والحديث وهذا الالتقاء شكل حالة إبداع لدى الكاتب من خلال الفروق والأسماء والصفات والحُسن والعشق والجمال.
وأكد عبد الرحيم أن الكاتب أـخذ أجمل المختارات والأفكار الراقية في الحضارة الإسلامية والقيم الجمالية وكان حداثياً وفق رؤية تكاملية بين الماضي والحاضر وقراءة التراث وفهمه كمالياً وجمالياً مشيراً إلى أن هذا الكتاب دراسة رائدة حددها الباحث في إطار زمني رغم أن كل عصر له مذاق جمالي خاص فيه وهو أكثر سلاسة وهيبة ورزانة وخدمة جليلة للدراسات والمكتبة العربية.

من جهتها الدكتورة علياء الداية قلبت صفحات الكتاب وأضاءت جوانب عديدة من خلال حوارات الأزمنة والجمال وصفاته وصوره حيث بيّنت أن الكاتب ومن خلال خمسة فصول يدرس انساق متنوعة للجمال من المحدود إلى الشامل والعودة إلى التاريخ التمهيدي النقدي والحوار المقارن والأسس الفكرية التي تشكلت ومن نتج منها من فروقات جمالية وأنه ثمة توجه واضح من الداخل إلى الخارج ومن الفرد إلى الجماعة مصحوبة بتفاعل جمالي مثل التذوق والجمال والإنسان يحب ما توافق مع طبعه فلكل حاسة ميل نحو شيء محدود والإنسان يحب هذه الأشياء لتذوق جماليتها موضحة أن هذا الكتاب يضيء زوايا كثيرة ومهمة عبر مفكريه وفلاسفته مع استمرارية الحضارة الإنسانية وتحولاتها الدائمة.
وعن كتابه أوضح الدكتور سعد الدين كليب كنت أتمنى أن أسمع كلمة سلبية عن الكتاب لكي أعرف أين كان تقصيري مضيفاً أنه عندما أقدمت على كتابة هذا الكتاب كان علي أن أنقب عن كلمة شاردة هنا وهناك عن تراثنا ووجدت الكثير والكثير ولكن كان ما يهمني ما يفكر به متذوق الجمال من جماله وبالتأكيد فاتني الكثير ولا يمكن لكتاب واحد أن يلم أشتات التراث وعلم الجمال علم أوسع من علم الأدب.
ولدى سؤال ” الجماهير ” عدنان الدربي عن الكتاب أشار أن الجمال شيء رائع وكل قصة وقصيدة وخاطرة فيها جمال والجمالية ليست كلمات جميل وحلو وما شابه ذلك وإنما من خلال الصور والرموز الشفافة تستطيع أن تستدل على جمالية هذا النص مهما كان. نحن نؤمن بجمالية العالم وجمالية ما حولنا وجمالية الحياة التي نعيشها ونسطر هذا الجمال من خلال الكلمات وهي الأساس التي تعبر عن أي شيء حتى اللوحة الفنية بحاجة إلى كلمة لكي تعبر عن جماليتها ونحن نريد الجمالية من خلال الأدب.
حضر الندوة عدد من المثقفين المهتمين بالشأن التراثي وعدد من طلاب جامعة حلب.
ت هايك اورفليان
رقم العدد 15894

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار