الجماهير /عتاب ضويحي
ضمن حفل نظمته مديرية ثقافة حلب وقعت الأدبية والقاصة ضياء قصبجي كتابها (ذكريات مدن زرتها يوماً) على مسرح ثقافي العزيزية.
وفي مطالعة نقدية للكتاب قدمها الشاعر محمد حجازي رأى فيه توثيقاً عفوياً ممزوجاً بالحس الإنساني، إذ ينحو الكتاب نفس منحى كتاب الأغاني للأصفهاني، لكنه اختلف عنه باتخاذ الكاتبة تسلسلاً تاريخياً، إنه كتاب يمكن أن يصنف ضمن أدب الرحلات الممتع، فإلى جانب وصف المكان هناك مشاعر وأحاسيس ووصف للقضايا الاجتماعية والسياسية والعادات والتقاليد في كل بلد زارته الأدبية قصبجي وذكرته في كتابها، واعتمدت في العناوين على تفصيل جميل يبدأ بالسرد يصف الزمان والمكان، كما يزخر الكتاب بالصور البيانية، ويتمتع بترابط الجمل والانتقال من فكرة إلى فكرة بعيداً عن الملل والسأم، ويستشعر القارئ أنه يعيش الأحداث ضمن وصفها للمكان بإسهاب دون أن تفقد مقالاتها متعة الوصف.
الأدبية قصبجي قالت عن كتابها: إنه يؤرخ ذكرياتها في مدن زارتها من الفترة الممتدة بين عام 1969 وحتى 2007، كالجزائر وهو أول بلد زارته بقصد التدريس، والسعودية وروسيا وبلغاريا وغيرها الكثير، وكلما كتبت مقالة في الكتاب انتابها شعوران متناقضان، الأول الفرح لزيارتها المكان والثاني الحزن لرغبتها في أن تشارك أبناء بلدها رؤية كل مكان زارته، وكيف لعبت الحالة النفسية دوراً بارزاً في وصفها للمكان والأحداث، دون أن تخفي نزعتها الوطنية وحبها لبلدها الذي تراه أجمل بلدان العالم.
الحضور أبدوا آرائهم في الكتاب فمنهم من رآه عملاً إبداعياً من الدرجة الأولى، ومنهم من رآه ذكريات تغلبت فيها العاطفة على العقل.
قدم وأدار الحوار جهاد غنيمة مدير المركز الثقافي في العزيزية.
يذكر أن الأدبية قصبجي من أبناء مدينة حلب ولدت في حي الجلوم عام 1939
فازت بجوائز عدة عن نتاجها الأدبي، لها معارض تشكيلية عدة، والعديد من المؤلفات القصصية والروائية منها: “اختياراتي والحب” التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني حمل عنوان (أحلام لا تموت)، كما كرمت مديرية الثقافة القصبجي أثناء الحفل وقدمت لها شهادة تكريم ودرع المديرية.
رقم العدد 15896