العسلي توقع كتابها التوأم “على صوت نبضة ” .. روائية واعدة ذات أسلوب متميز

الجماهير – أسماء خيرو
وقعت الكاتبة رنا العسلي كتابها التوأم ” على صوت نبضة ” في أمسية احتفالية أقامتها مديرية الثقافة بالتعاون مع دار الكتب الوطنية بثقافي العزيزية.
قدم فيها الرؤية النقدية ابراهيم كسار وأدار الحوار مدير دار الكتب الوطنية محمد حجازي .
بدأ الناقد كسار قراءته النقدية فصنف الرواية بأنها اجتماعية تتناول موضوع الحب بشكل رئيسي وتعنى بعلاقة الرجل بالمرأة “الحبيبة والزوجة والصديقة” ثم تابع بعد سؤال حجازي له عن الفكرة العامة للرواية قائلاً: الرواية تنتمي إلى نمط روائي حديث أهم هاجس فيها والذي شغل الأديبة العسلي هو الزمن في تقلباته وعلاقته بالمكان فالكاتبة استطاعت أن تجمع الواقع والخيال والأسطورة في خلطة عجائبية وبخاصة في القسم الأخير من الرواية وقد أفادت من ثقافة واسعة وخيال وثاب ولغة بالغة الفن واعتمدت طرائق السرد المباشر وغير المباشر كما وظفت أسلوب كتابة السيناريو بحيث بدت الرواية بشكل مسلسل تلفزيوني بالرغم من عدم وجود أية فصول أو مقاطع داخل الرواية .
مبينا أن الكاتبة استطاعت الكشف عن أعماق الشخصيات وركزت على المستوى الوجداني الداخلي وقليل من التصوير الخارجي وقد سارت بشخصيات الرواية بسيرورة متوسطة الحدة مالت إلى الهدوء نسبياً ولكنها تسارعت في قسمها الأخير حيث يجد القاريء تنامي درامي” يفتح المغاليق ويكشف المجاهيل على غرار الحلقة الأخيرة من المسلسلات التلفزيونية .
إضافة إلى ذلك اعتمدت الكاتبة في القسم الأخير من الرواية على التخيل اللاواقعي واللامنطقي إلى درجة أنها ختمت الرواية بصفحة تحت عنوان النهاية وهو نص خارج الرواية وخاطبت القارىء بشكل مباشر .
وأوضح كسار أن لغة الرواية كانت فنية محلقة بشكل عام يغلب عليها الشعر حيث ارتقت بالأحداث سرداً وتصويراً واعتمدت التصوير الفني المبدع يذكر القارىء بأسلوب الروائية(أحلام مستغانمي ).
كما قدمت الكاتبة الحكمة مبثوثة في أصل روايتها كجملة / الصدمة مفتاح الفرج /
وعن سؤال الهدف والرؤية والغاية من الرواية الذي طرح من قبل حجازي لفت الناقد كسار إلى أن الهدف الأسمى لدى الأديبة العسلي كان من خلال حالة الترميز الخفية فالكاتبة العسلي تدين في روايتها المدنية الصاخبة وتنتصر للريف حيث البساطة والصدق والسكينة .
وقدم كسار قراءتة النقدية لديوان الشعر الذي حمل الاسم نفسه “على صوت نبضة “حيث قال : الأديبة العسلي في ديوانها الشعري تقترب من شعر النثر وهي لا تنطلق في كتاباتها النثرية من احتراقات النفس أو اشتغالات الروح إنما تنطلق من نار الوجد ومن التأمل الوجداني وهي ترسم بكلماتها أجواء المحبة ومايعتمل الفؤاد من هجر وحرمان وفراق وخيانة من جهة وماتكنه الروح من اشتياق وانتظار ولقاء وحياة من جهة ثانية .
والمجموعة الشعرية على صوت نبضة بمجملها ٦٠ نصاً معظمها لم يتجاوز الصفحة الواحدة كما غلب على عناوينها استعمال الكلمة الواحدة وتنتمي المجموعة إلى مايسمى قصيدة النثر ولكن ثمة نصوص فيها وزن وعروض وإيقاع واضح وشعر عمودي مثل نص” طهر و مسامرة ” الذي هو من شعر التفعيلة إلا قليلا إذ استعاضت الأديبة العسلي في نصوصها عن الوزن بجرس موسيقي للحروف والكلمات إضافة إلى أنها اعتمدت على الجناس أو مايسمى الموسيقى الداخلية والتقطيع للجمل والأسطر على أنساق أخذت شكل شعر التفعيلة وقليلاً ما اعتمدت على الموسيقى الخارجية أي التقفية في نصوصها نادرة جداً .
وختم كسار قراءته النقدية للديوان متحدثا عن التصوير الفني والمضامين والرؤى إذ قال : الديوان الشعري لايكاد يخلو من صور فنية جميلة مبتكرة وجديدة ولكن ثمة صور عالية الخصوبة إبداعاً وفناً وذات تخيل جميل ، أما المضامين والفكر فأغلب نصوص الديوان دارت حول موضوع واحد ألا وهو العشق بكل تفاصيله وتجلياته السلبية والإيجابية .
ومن جانبها قالت الأديبة العسلي إنها في هذا الحفل ستوقع نوعين أدبيين مختلفين الأول شعري والثاني أدبي يحملان نفس الإسم لذلك أطلقت عليهما مسمى توأم تحكي فيهما عن توحد الأديان وعن أن الحب هو أساس كل شيء في الحياة وأن أحداث الرواية بعض منها حدث خلال الأزمة حقيقي وبعضها الآخر من الخيال وأن اسم الديوان “على صوت نبضة “يشير إلى الحياة على صوت نبض الغياب .
وقد تناوب الكسار والأدبية العسلي على إلقاء عدداً من القصائد فيما بينهم ثم تخلل الحفل إلقاء الأستاذ عدنان الدريي قصيدة من تأليفه أهداها للأديبة العسلي .
هذا وقد تم في بداية الحفل عرض فيلم قصير أضاء على الإصدارات الأدبية للكاتبة العسلي والتي كانت ( رسائل لم يقرأها آدم – على شفاه الوجد – مسكونة بك – سنين مخاض – والتوأم على صوت نبضة ) كما تحدث الفيلم عن الجوائز التي حازت عليها الكاتبة خلال مسيرتها الأدبية والتي كانت ( جائزة القصة القصيرة في مهرجان همسة الدولي في مصر – وجائزة قصيدة النثر من دار ابن النيل في مصر) معرجاً على تكريم اتحاد كتاب العرب في دمشق تحت عنوان “الأم الكاتبة ” وعدد من التكريمات الأخرى.
رقم العدد ١٥٩٠٩

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار