تفاوت في آراء الشباب .. ” العدسات اللاصقة ” بين الحاجة الطبية والرغبة الجمالية .. متخصص : لا أشجع استخدام العدسات لأغراض تجميلية لأثرها السلبي على العين ولا مانع من الطبية لتصحيح النظر ..!!

 

الجماهير – بشرى فوزي – هنادي عيسى

تعتبر العيون مرآة لكل إنسان فهي عضو حاسة الرؤية وهي المعبرة عما يجول بداخلنا من مشاعر فرح وحزن وهي كذلك تعكس الجمال والمرض بآن واحد وهنا يسعى الجميع إلى الحفاظ على هذا العضو الحساس الجميل والمعرض للأذى بطرق عديدة لذلك يعتبر البعض العدسات اللاصقة إحدى الحلول للمحافظة على جمال العيون وأحيانا وبنظر البعض الآخر زيادة إبراز جمالها باستخدام العدسات اللاصقة التجميلية .
ولكن هل سأل البعض عن مضار هذه العدسات ؟ وآثارها السلبية على العين وخاصة في هذا الوقت حيث كثرت أعداد مستخدميها بين الجنسين والطريقة الصحيحة لاستخدامها .
أسلوب لمظهر متجدد
تقول رشا : أستخدم العدسات التجميلية كي أحصل على مظهر جديد (نيولوك ) فأنا أشعر بالملل من لون عيوني وأسعى إلى التجديد .
نغم طالبة في الثالث الثانوي قالت : العدسات اللاصقة جميلة وموضة وأصبحت ضرورية وهي رخيصة الثمن وسهلة الاستخدام لذلك أمتلك جميع الألوان الجذابة التي أرغب في ارتدائها.
في حين أكدت غادة طالبة جامعية أنها تستخدم العدسات الطبية بدلاً من ارتداء النظارات فهي مريحة أكثر ولا تعيق حركتي وسهلة الاستخدام .
تقليد وجاذبية
أما راما فأشارت إلى أنها تفضل استخدام العدسات الملونة فهي تشعر بالثقة بالنفس أكثر وتواكب الموضة حسب قولها فجميع صديقاتها يستخدمن العدسات اللاصقة الملونة للحصول على جاذبية أكبر وجمع عدد لابأس به من المعجبين كما قالت.
ولفتت شهد وهي معلمة مدرسة إلى أنها تحب تقليد الفنانات ذوات العيون الجميلة والمميزة ولذلك تتجه للعدسات الملونة لتكون مشابهة لفنانة معينة تُعجب بها حسب رأيها.
أما عن رأي الرجال فيقول خالد – طالب جامعي- أنه يفضل ارتداء النظارات فهي بنظره أكثر أماناً من العدسات اللاصقة ولا تؤذي العين ولا تحتاج لقواعد آمنة لاستخدامها.
طبية وتجميلية بآن معاً
ويضع عامر عدسات طبية وتجميلية في آن واحد فهو (يضرب عصفورين بحجر واحد ) كما قال لأنه يعاني مشاكل في النظر وبنفس الوقت يحب تغيير لون عينيه ، مضيفاً لأن العدسات اللاصقة متوفرة للجميع وبأسعار معقولة فهو يهرب من الروتين اليومي بهذه الطريقة .
خوف من استعمالها
وتخاف رنا من وضع العدسات بشتى أنواعها بعد أن كانت ( مهووسة ) كما قالت بالموضة والتغيير حيث تعرضت لالتهابات شديدة في العين نتيجة وضعها لساعات طويلة واستعمالها مع بقية أخواتها كادت تودي بها للعمى لولا عناية الله وقد قررت عدم استخدام العدسات أبدا والرضا بما وهبها الله بعد تجربتها القاسية مع العدسات التجميلية .


رخيصة الثمن
صاحب إحدى محلات المكياج يقول نستورد العدسات اللاصقة التجميلية بطريقة رسمية وبطريقتي الخاصة أحياناً كما بقية المواد الأخرى وهي رخيصة الثمن ويوجد عليها إقبال كبير من قبل النساء فهن يلاحقن الموضة ويعاصرن الحداثة لذلك لابد من تغيير لون العيون المتوفر بأسعار ” مقبولة نوعاً ما ” حسب قوله وهو يعطي تعليمات استخدامها وطرق تعقيمها والمحافظة عليها وذلك بسبب الخبرة التي امتلكها من عمله بهذا المجال سنوات طويلة كما قال.
معايير لدى محال البصريات
أمّا دنيا العاملة في أحد محال البصريات فقالت : هناك معايير وطرق لشراء واستخدام العدسات اللاصقة التجميلية والنساء أكثر إقبالاً عليها من الرجال مؤكدةً لجوء بعض الشباب إلى شراء عدسات لاصقة ملونة تجميلية بهدف تغيير لون عيونهم لأسباب عديدة كالموضة والتغيير والبعد عن الروتين والتقليد الأعمى وغير ذلك ، مضيفة بأنها تنصح الزبائن بشراء العدسات من الأماكن المخصصة وعدم السعي وراء العدسات رخيصة الثمن فهي تجارية ومؤذية للعيون .
وأكدت دنيا أنه يتوجب على من يرغب باستعمال العدسات اللاصقة التأكد من المنشأ الأصلي للعدسات وصلاحيتها قبل شرائها ، مضيفة بأنها تنصح كذلك باستعمال النظارات الشمسية ذات النوعية الجيدة وتفضل استخدامها على العدسات وذلك لسهولة تنظيفها والمحافظة عليها مؤكدة ضرورة التقيد بساعات محددة لارتداء العدسات لا تتجاوز ٨ ساعات فهي تسبب جفاف للعين بأقل الحالات .
حالات طبية لاستخدامها

وفيما يتعلق بالرأي الطبي أوضح مدير عام الهيئة العامة لمشفى العيون الدكتور وضاح عقاد أنّ للعدسات اللاصقة نوعان / طبية وتجميلية / أما العدسات الطبية فهي متنوعة بين قاسية وطرية ( لينة ) ومختلطة بين الحالتين (قاسية وطرية ) ، مؤكداً أنّ استعمال العدسات اللاصقة يجب أن يكون في حالات العلاج الطبية فقط فهي تستخدم لتصحيح النظر وفي حالات القرنية المخروطية أو لأسباب علاجية ضمادية أو الجراحة الانكسارية للقرنية ، مضيفاً أنّه لا يشجع استخدام العدسات لأغراض تجميلية وذلك لأثرها السلبي على العين فالعدسة جسم غريب على تماس مباشر مع قرنية العين وقد تسبب حالات التهاب تؤدي للعمى أحياناً إذا لم نحسن استخدامها بطرق آمنة .
طرق للعناية والتعقيم
وبخصوص طرق العناية بالعدسات بين الدكتور عقاد أنّ العناية بالعدسات تكون عن طريق وضعها في محاليل معقمة خاصة مرفقة بالعدسة مؤكداً على ضرورة استبدال المحلول بشكل يومي وذلك بتفريغ العبوة بشكل كامل وغسلها وتعقيمها وإعادة تعبئتها من جديد فالتعقيم يكون بمحاليل معقمة حصراً وليس بالماء بالنسبة للعدسة وللعبوة معاً ، مبيناً أنّ مدة صلاحية العدسات متنوعة بين يومية وهنا تستخدم العدسة ليوم واحد فقط وتُرمى بعد ذلك وقد تكون العدسة أسبوعية أو شهرية أو نصف سنوية أو سنوية ومهما كانت مدة الصلاحية فلا تختلف طريقة العناية بها وتعقيمها لحماية العين من الالتهابات التي تصيبها كون العدسة بيئة مناسبة لوجود الجراثيم .
ضرورة نزعها قبل النوم
كما أشار مدير مشفى العيون إلى إمكانية ممارسة جميع النشاطات أثناء وضع العدسات باستثناء السباحة منوهاً بعدم الاستحمام أثناء وضع عدسات لاصقة وأكد أنّ نزع العدسات أثناء النوم ضروري جداً وأنّه من غير المسموح النوم والعدسات داخل العين لما تسببه من ضرر للعين ، كما تحدث عن نظافة اليدين وخاصة الأظافر وما تسببه من تخريش للعين أو تمزيق للعدسة إضافة لكمية الجراثيم المتواجدة تحت الأظافر والتي تنتقل بسهولة للعين مسببة التهابات شديدة لا تُحمد عقباها .
الجودة أمر أساسي
وأضاف الدكتور عقاد أنّ العدسة مادة هلامية يدخل الماء في تركيبها فإذا كانت نسبة الماء فيها أقل من ٥٢% فهي تقلل من وصول الأكسجين للقرنية أمّا إذا كانت نسبة الماء أكثر من ٥٢ % فهي أي (العدسة ) تسمح بنفوذية الأكسجين إلى العين بشكل جيد ولذلك تم تحديد ساعات وضعها وتم التحذير من النوم وهي داخل العيون وأن هذا الموضوع متعلق بجودة العدسة ومنشأها الأصلي فالعدسات التجارية كما قال لا توجد بها أدنى معايير السلامة الطبية من حيث كمية الماء الداخل في تركيبها وطراوة العدسة وصلاحية السائل المعقم وغير ذلك .
أمّا الأعمار التي يُسمح لها بوضع العدسات فيؤكد الدكتور عقاد أنها يجب ألا تقل عن ١٤ عام بحيث يستطيع الشخص العناية بالعدسة بشكل شخصي ، مشدداً على ضرورة عدم تبادل العدسات بين الأخوة والأصدقاء فاستعمالها شخصي فقط .
وفيما يخص دخول العدسة إلى خلف العين نصح الدكتور عقاد بمراجعة الطبيب فوراً أو محاولة ( قلب الجفن ) وسحب العدسة بطريقة صحيحة حتى لا تسبب أذية للعين ريثما يتم الوصول إلى أقرب مركز طبي .
تقليد أعمى واضطراب أولويات
بدورها الدكتورة فاتن وردة أختصاصية الارشاد النفسي في كلية التربية بجامعة حلب أشارت إلى أن السبب الأول في استخدام العدسات اللاصقة هو وقت الفراغ الطويل لدى فئة الشباب وعدم استغلال هذا الفراغ بأشياء إيجابية كالرياضة التي يمكن أن تكون فكرية كالقراءة أو بدنية لتنمية الجسد أو روحية (دينية ) وربما يكون السبب في لجوئهم للتجميل غير المبرر حسب رأي الدكتورة وردة هو التقليد الأعمى للآخرين كالفنانين والشخصيات المشهورة وغيرهم والأهم من ذلك هو اضطراب الأولويات لدى جيل الشباب فإذا خيّرنا الشباب بين شراء عدسات لاصقة ( لينسيز ) أو شراء كتاب يقرأه فحتماً سيختار العدسات .
أسلوب جذب جمالي
ولفتت الدكتورة وردة إلى أن لغياب القدوة الصالحة دور كبير في تشتت اهتمامات الشباب واتجاههم نحو أشياء فارغة حسب قولها فالأب يعمل طوال اليوم كي يلبي حاجات أسرته والأم اذا لم تكن موظفة فهي مشغولة بأشياء أخرى كالانترنت والاجتماعات مع صديقاتها وغير ذلك ، مبينة أنّ التأثر بالأقران له دور كبير أيضاً كأن يقول أحدهم (فلان ليس أفضل مني بشيء حتى يضع عدسات ويغير لون عينيه ) ، أمّا الفتيات فقد يكون همهن جذب الشباب إلى جمال عيونهن معتقدات بأنّ تغيير لون العيون سيجلب لهن الحظ وغير ذلك .
ختاماً
لغة العيون هي صفحات القلب فكما تكشف العيون الكثير من الأمراض فهي تكشف أسرار الإنسان ومشاعره فالناس ميالة للجمال بشكل عام ويشغف الإنسان دائماً بالحُسن أينما وجد فإذا كان أجمل الأحياء هو الإنسان فإنّ أجمل ما فيه عيناه ومع كل الاختلافات حول أهمية العدسات وأضرارها واستخداماتها تبقى للنظارات الشمسية أهميتها لدى غالبية الناس وذلك لسهولة استخدامها وتنظيفها وسهولة التعامل معها من قبل الجميع .
رقم العدد 15942

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار