دائرة الصحة المدرسية بحلب .. تعزيز صحة المجتمع من خلال العناية بالطالب والكادر التعليمي .. جولات صحية ورسائل توعية ومناشط تثقيفية على مدار العام

الجماهير – هنادي عيسى
تعزيز صحة المجتمع المدرسي وتقديم خدمات صحية مدرسية تتسم بالجودة والإتقان بواسطة فريق يتمتع بالكفاءة وإيجاد طلاب ومعلمون يمتلكون المعرفة ويمارسون سلوكيات صحية تمكنهم من التمتع بالصحة بمفهومها الشامل في مدارس معززة للصحة من خلال صحة مدرسية فاعلة تعتمد الأسس العلمية في أدائها هي إحدى رسائل الصحة المدرسية التي تقوم بها من خلال مختلف الخدمات التي تقدمها.
يعرّف رئيس دائرة الصحة المدرسية في حلب الدكتور يحيى العتر الصحة المدرسية بأنها عبارة عن مجموعة مفاهيم ومبادئ خدمية تقدم للطلاب في سن المدرسة وللكادر الإداري ومهمتها تعزيز صحة المجتمع من خلال المدارس وإيجاد مجتمع صحي خالي من الأمراض قدر المستطاع فالصحة المدرسية تقدم خدمات وقائية وأحياناً علاجية للأطفال في سن المدرسة وتعطي رسائل توعوية تثقيفية صحية لأطفال حتى يتمكنوا من القيام بدورهم في تعزيز صحة المجتمع الذين سيكونون هم أساسه من خلال الرسائل التي يتلقونها عن طريق الصحة المدرسية .
انتشار للمستوصفات المدرسية
وأضاف الدكتور العتر أن أكثر من ربع سكان سورية بالمدارس وبالتالي تأثيرنا على هذه الشريحة يكون من خلال المدارس ومن خلال الجولات التي نقوم بها على هذه المدارس ، منوها بأن المستوصفات المدرسية موجودة في كافة محافظة حلب حيث كان عدد المستوصفات قبل الأزمة 17 مستوصفاً في مدينة حلب و9 مستوصفات في الريف ولكن بعد الحرب الإرهابية على بلدنا دمرت العديد من هذه المستوصفات بشكل ممنهج وسلبت جميع محتوياتها حيث بقي مستوصف واحد في الريف هو مستوصف السفيرة وهناك 9 مستوصفات في المدينة خارج الخدمة وبناء عليه أصبح هناك نقص شديد في المستوصفات ونقص شديد وحاد في الكادر حيث أنه قبل الأزمة كان يوجد في الصحة المدرسية ما يعادل 45 طبيب بشري و23 طبيب أسنان وكان هناك من 40 إلى 50 مساعدة بينما حالياً يوجد في الصحة المدرسية فقط ثمانية أطباء بشريين ضمن المحافظة والريف و7 أطباء أسنان و15 مساعدة صحية ولدينا 6 مراكز موزعة داخل المدينة هي ” مستوصف أحمد توفيق مالك في الحمدانية – مستوصف الشهداء في حلب الجديدة شمالي وجنوبي – مستوصف الكندي في ثانوية الكندي -مستوصف هدى شعراوي في السريان – مستوصف دار المعلمات في محطة بغداد والمستوصف المركزي الذي له دور كبير في تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية للإداريين والمعلمين والمعلمات ” .
أفكار مغلوطة عن عمل الدائرة
ويشير الدكتور العتر إلى أن هناك فكرة مغلوطة ومفهوم خاطئ عن الصحة المدرسية إذ أنها بمفهوم البعض هي فقط لمنح الإجازات ، مبيّناً أن المستوصف المركزي فقط هو المسؤول عن منح الإجازات للمعلمين إذا تعرضوا لوعكة صحية ، مضيفاً لدينا برامج نطبقها ونقوم بها في مراكزنا الـ 6 الموزعة في مدينة حلب وكل مركز فيه طبيب بشري ومساعدات صحيات وقد أشركنا الإداريين في عملنا وأوكلنا إليهم بعض الأمور الإدارية حتى يقوموا بدورهم بحملات تثقيفية في المدارس .
جولات مستمرة ومناشط تثقيفية
وعن العمل المنوط بالدائرة يقول الدكتور العتر : نقوم ببداية كل عام دراسي بجولة على المدارس ونتفقد خزانات المياه ونؤكد على نظافة المدرسة ونظافة البيئة كما أنه لدينا إشراف مباشر على المقاصف والندوات التي توجد في بعض المدارس ومنعهم من بيع المأكولات التي تسبب الأمراض ، وخلال الثلاثة أشهر الماضية قدمنا منهج صحي من الوزارة يقدم المشاريع إذ أن مدة كل مشروع شهر واحد يقوم به التلاميذ من الصف الثالث وحتى الصف السادس ، وهذه المشاريع تمكّن التلميذ من التعلم ذاتياً ويكون دور المعلمة هو الإشراف والتوجيه فقط أما من يقوم بالمشروع فهم التلاميذ ، والمنهج الصحي لديه طرق كيفية تنفيذ المشروع هناك ايجابيات نحاول تعزيزها وتحويلها لسلوكيات صحية صحيحة عند الأطفال وهناك سلبيات نحاول نبذها وتحويلها من السلبي إلى الإيجابي عن طريق الرسائل التوعوية التثقيفية التي يقوم بها التلميذ في نهاية المشروع حيث يقدم التلاميذ من خلال مشاريعهم رسائل توعوية للمجتمع لأن الهدف هو رفع المستوى الصحي بالمدرسة وبالمجتمع .

حملات لقاح
أما عن الجولات التي تقوم بها المدرسة الصحية قال الدكتور العتر : يتم القيام بجولات على كل المدارس والجولة الأساسية التي نغطي فيها جميع المدارس الحكومية والخاصة هي حملة اللقاح الوطني التي بدأت هذا العام من 3/11/2019 و تستمر 4 أشهر حيث نقوم بتلقيح تلاميذ الصف الأول والصف السادس أما رياض الأطفال دون الخمس سنوات فهي من صلاحيات مديرية الصحة ، بالإضافة إلى حملة للقضاء على الديدان والطفيليات نوزع فيها حبوب ( موبينيزول ) وهي تبدأ في نيسان كما لدينا حملة ضد القمل نوزع فيها الشامبو على مشرفي المدارس وهذه الحملة بدأت كذلك في شهر تشرين الثاني الفائت ، ورغم الحصار الاقتصادي والهجمات الإرهابية لم نتوقف أبدا عن عملنا ، مضيفاً أن الجولات تكون شهرية من خلال رئيس المركز الطبيب البشري الذي يرسل جداول توزيع الكوادر على المدارس ومن خلال الجولات التي قام بها الكادر تأتينا تقارير نقوم بتوجيهها إلى مديرية التربية لأننا جهة غير منفذة وتابعة لمديرية التربية فمثلاً نقوم بإرسال كتاب إلى مديرية التربية أنه خلال جولتنا على المدرسة الفلانية تبين أن المدرسة بحاجة لخزان مياه وحنفيات أو دورات مياه ، ونقترح الإسراع في تقديم الخدمات اللازمة لهذه المدرسة والقرار يكون لهم .
اهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة
وأضاف الدكتور العتر بالنسبة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة سواء إعاقة ذهنية أو حركية أو كفيف هم مسؤولية الصحة المدرسية إذ نقوم بتشكيل لجنة بدءاً من الأول من نيسان مؤلفة من ثلاثة أطباء يقومون بمعاينة الحالة والثبوتيات التي لدى الطالب المعاق وفق تقرير مصدق من مشفى حكومي حصراً أو بطاقة إعاقة وبناء على هذه الحالة نضع الطالب في المركز الصحي في الامتحان ونقوم بإرسال تقرير لمديرية التربية أن هذا الطالب يجب أن يكون في القاعة التي فيها لجنة استكتاب ولجنة الاستكتاب هي عبارة عن اثنين من المراقبين من يكتب له ويقرأ له أو من يقرأ له فقط أو من يكتب عنه فقط وذلك بناءً على الحالة الصحية للطالب .
نصائح ورسائل صحية
وفيما يخص النصائح التي تقدم للأهالي والطلاب لفت رئيس دائرة الصحة المدرسية إلى أنه يتم التشديد في اجتماع أولياء الأمور على ضرورة اعتناء الأهل بأولادهم من الاستيقاظ الصباحي والنوم المبكر بعيداً عن الانترنت والموبايلات وعلى ضرورة وجبة الإفطار وأهميتها لجسم الطفل حتى لو كانت حبة تمر أو قطعة خبز صغيرة لأن الطفل بحاجة لعملية تغذية مناسبة لعمره وبالتالي يجب الإكثار من البروتين من أجل تجديد وترميم وتكاثر الخلايا لأن القيمة الغذائية موجودة بالأكل الصحي السليم وأيضاً ضرورة التركيز على العادات الغذائية الصحية السليمة فمثلاً من غير المقبول أن أقدم للطفل وجبة لحوم مع سلطة غنية بالمكونات التي تحتوي كل زمر الأغذية بعدها أقدم له كأسين من الشاي فبهذه الحالة أنهي له قيمة المواد الضرورية للجسم التي أخذها من الوجبة .
خدمات طبية
كما بين الدكتور العتر أن المستوصفات الفرعية هي للطلاب أما المستوصف المركزي حصراً للكوادر الإدارية والتعليمية (فلدينا تقريبا من 70- 80 إحالة للمعلمين والمعلمات مقسومة مابين تسجيل حمل – أمومة – أمراض داخلية أو عظمية أو نسائية والمستوصف المركزي مجهز بعيادتين للداخلية يوجد فيها جهاز ايكو ) وهذه المستوصفات جميعها تقدم خدمات وقائية وليست علاجية نقدم العلاجية فقط إذ قدمت أدوية من الوزارة أو إحدى الجمعيات ونوزعها على المستوصفات الفرعية في حال وجدت ولكن ليس لدى الصحة المدرسية مستودع أدوية ولا تشتري الأدوية التي نشتريها هي فقط الأدوية الإسعافية أثناء امتحان الشهادتين الأساسية والثانوية حيث يكون لدينا غرفة عمليات في كل مركز .
صعوبات ومعيقات
وعن الصعوبات قال الدكتور العتر إن أهم الصعوبات التي نعاني منها هي النقص الشديد بالكادر لأن اليوم كادر مؤلف من 8-7 أطباء بشريين ل 44 ألف وظيفة إدارية بين معلمين ومعلمات و 460 ألف طالب وطالبة فنحن بحاجة لتأمين كادر وترميم المستوصفات التي هدمت من قبل الإرهابيين وتأمين سيارات كافية حتى نقوم بالجولات .
وأمل الدكتور العتر أن تصبح الصحة المدرسية هيئة مستقلة تستطيع القيام بخدماتها وتأمين الأدوية العلاجية للأطفال وإنشاء عيادات شاملة .
رقم العدد 15946

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار