سوريون وعرب يهنئون حلب وأهلها بفجرها المشرق المزلزل على الأعداء : هذا الانتصار لبنة أساسية للقضاء على المشروع الأمريكي في المنطقة

 

الجماهير- بيانكا ماضيّة

لم يطل ليل حلب..فبعد ليال من القهر والعذاب والألم، والموت والدمار والخراب، عادت اليوم متألقة بحلّتها البيضاء، عروساً سورية تأبى الضيم والهوان.. عادت مشرقة كما كانت ذات صباح.. لم يطل ليل حلب فهي أقرب للصباح البهي من ليل معتم، فكيف تبقى أم المدائن دون تحرير كامل؟! كيف لايسطّر جيشنا العربي السوري ملاحمه البطولية ليستعيدها شبراً شبراً؟! كيف لايحتفل أهالي حلب بلحظات لطالما انتظروها وهم يرون الدماء في الشوارع بفعل أياد قذرة دمّرت البلاد وحضارتها، وقتلت أناسها ومثّلت بجثثهم؟!.
لم يطل ليل حلب، فهاهم أبناؤها يحتفلون اليوم في الشوارع والبيوت، زغاريد نسائها تملأ فضاء حلب، فرح رجالها يطال السماء، رصاص جيشها ملأ المدينة فرحاً وحبوراً، ودماؤهم كانت شقائق نعمان في كل أرض الوطن.
وفي هذه المناسبة العظيمة التي لابد من أن يحتفل بها أيضاً كل السوريين، هاهم يهنئون حلب وأبناءها بنصرٍ حققه الجيش العربي السوري بتحرير كامل ترابها، وفي هذه المناسبة العظيمة كانت لنا هذه الوقفات مع بعض من أبناء حلب، ومن أبناء سورية، وممن أحب أن يهنئ حلب بتحريرها:
د. نضال الصالح، ناقد وأستاذ جامعي في جامعة دمشق: أيّ كلام يليق بأمّي حلب وقد عاندت الموت، وانتصرت عليه، فحُقّ لها ما يليق بها من نشيد الحياة! أيّ أسطورة، ملحمة، مدوّنة للحياة، هذه الحلب التي بصقت في وجه الإرهاب، والمصفقين لهم، ومَن كانوا يراهنون على فنائها وفنائنا، فكانت، وكان لنا، الحياة! لي الآن أن أتخيل وجوه أولئك وقد شحبت بصفرة باهظة، أعني مَن كان / كانت يمجد وحش الموت، ومن كان / كانت يحرض على المظاهرات، ومن كان / كانت يكتب على صفحته ويكذب ويكذب ويكذب مؤملاً بانتصار الظلام على الضوء، على الحياة. ولي أن أتخيّل وجوههم وهم ينظرون إليها في المرآة وقد أسقط الضوء عنها الأقنعة، فبدت على حقيقتها وجوه ذئاب / خنفساوات، وعلى الرغم من شهواتها المحمومة إلى الدم والموت والدمار كانت الحياة. ولي أن أراهن على غد قريب تلفظ حلب فيه أولئك كما لفظت الإرهاب، فيكتمل فجر الحياة. لي الآن أن أحكي: ثلاث مرّات بكيت فيها على نحو مختلف ممّا عرفتً من البكاء في حياتي. عندما ماتت أمّي، وعندما بدأ الإرهاب يفترس حلب، واليوم وقد تطهرت حلب تماماً من دنس الإرهاب. لي الآن أن أتساءل: هل تصفح حلب عن أولئك الذئاب، تلك الخنفساوات، وقد صارت أدواتهم محض هباء؟ لي الآن أن أكتب، وروحي ترتعش، وأصابعي ترتجف فوق لوحة المفاتيح، وأبكي فرحاً بخلاص حلب من الإرهاب، وثمة صوتان يتنازعان في داخلي: تصفح، لا تصفح. الآن أسمع صوت أمّي وهي من عليائها في الأبدية تقول لي: يامو، جيب لي معك عِرْق ريحان.
– د. محمد محمود مرتضى، أكاديمي لبناني: للحرب على سورية رمزياتها الكثيرة، بكثرة الأطراف المنخرطة في عدوانها عليها. وقد توزعت تلك “الرمزيات” على كل الجغرافيا السورية، من معارك الجنوب إلى الشرق، ومن دير الزور إلى البوكمال، ومن القلمون إلى أرياف حماه.
ورغم أن هزيمة الإرهاب في حلب وريفها قد أتى في هذا السياق، إلا أن لهذا النصر طعماً آخر. هو هزيمة للمشروع التركي-العثماني، لما في حلب من رمزية التصقت عمليات النهب فيها بديكتاتور أنقرة…صحيح أن هذا الانتصار قد صنعه الجيش العربي السوري مع حلفائه، اليوم انهزم المشروع العثماني، كما انهزم المشروع الأمريكي الداعشي قبله، ولن يطول الأمر حتى تسقط كل مشاريع إسقاط سورية وتقسيمها. فمبارك لسورية بقيادتها وجيشها وشعبها وحلفائها، هذا النصر، فدماء الشهداء، حتماً وأبدأً، لا تصنع إلا النصر.
– د. حسام الدين خلاصي، أستاذ جامعي: تحتفل حلب بنصرها مرتين في 2016 فتحت باب الفرج وفي 2020 فتحت باب النصر. استمرت حلب في صمودها وصبرها منذ 2012 ودامت وفية للجيش العربي السوري وقائده وانتظرت بأكاليل الغار دخول الجيش محرراً وداحراً للإرهاب من كل أطرافها. تفرح حلب ولن تكمل فرحتها وعرسها إلا بتحرير كامل التراب السوري، ولكنها تعرف أنها أساس التحرير، وماقبل حلب دائما ليس كما بعد تحريرها . مبارك للسوريين في كل مكان هذا الانتصار ففي هذا الانتصار لبنة أساسية للقضاء على المشروع الأمريكي في المنطقة، وهذا عهد حلب أن تكون صانعة تاريخ.
-عبد الخالق قلعه جي، مدير إذاعة حلب: تتلعثم الأحرف وتضيق العبارة وتستمر الحكاية.. حكاية المحبة والوفاء والحقيقة ..حقيقة لم تغادرنا يوماً بكل الإيمان والثقة واليقين بالمحبين من أبناء هذا الوطن الذين نذروا أنفسهم كرمى لحبات ترابه المقدس…مبارك نصرك ياحلب..مبارك نصرك ياوطن، وتحية لأولئك الرجال.. رجال جيشنا العربي السوري. وعهد لأرواح القديسين الشهداء الذين صنعوا هذا الانتصار ليكون قريباً على امتداد ساحة الوطن إن شاء الله .. عهد نقطعه على أنفسنا ونذر، أن نكون لهذا الانتصار أوفياء بمزيد من المحبة مجسدة أمانة ومسؤولية وعملاً للغد الأجمل لهذا الوطن الحبيب.
– غسان فطوم، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين في سورية: إنه لفخر عظيم ونحن نشهد تحرير قرى وبلدات غربي حلب، لا شك أن هذا الانتصار هو بداية لتحرير كامل التراب السوري المقدس من رجس الإرهابيين وسينهي الوجود الإرهابي في كامل المدينة وريفها وسيسقط المشروع الأردوغاني الإخواني في المنطقة، فتحية لأبطال الجيش العربي السوري ولأهلنا الصامدين بحلب.
-محمد موسى، خبير تربية، أستاذ جامعي: انهضوا شهداءنا..فقد أزهرت دماؤكم الزكية الطاهرة نصراً تاريخياً..بفضلكم غدت حلب الصابرة الصامدة المتحدية لوحوش العصر ولأعداء الحياة والإنسانية، غدت آمنة تعانق السماء. شاهدت نور الله في حلب يغسل التعب عن وجه من أحب.. قد حررت حلب، قد حررت حلب، قد بوركت حلب.
-فراس شفيق رهجة، أعمال حرة: الشرق منبته حلب، والغرب يحلو في حلب، كل جهات الأرض أنت .. يا مدينة الأنقياء .. يا تراب الأتقياء ..استثناك الزمن لسنوات فجعل منك رهينة بيد المارقين والخونة .. لكن أبناءك من كل سورية .. من كل بقعة في سورية ..أتوا ليقولوا لك: سنعيد الفرح لشوارعك والألق لقلعتك ..سنشعل الشموع ونزف العشاق ونغني الدلعونا ونرقص حباً في حلب، سنستحم بالغار الذي لا ينضب .. وبالحب الذي لايضعف…حلب الأبية لا يخيفها إرهاب ولا يوهن من عزيمتها شدة، وجيش البلاد أتاك لكي يقول لكل المعتدين خسئتم.. ليست هذه المدينة التي ترضخ للإرهاب ولا هذه المدينة التي تستلم للقهر..حلب ليست طائر فينيق أسطوري يخرج من تحت الرماد، إنها حقيقة تقول بأن الدماء التي تجري في عروق أبنائها دماء صافية، نقية، أصيلة تأبى الضيم والمذلة..تحرير حلب يعني أن الزمن الاستثنائي الذي مرت به قد ولى وانتهى.. وسواعد أبنائك وأبطال جيشنا البطل تعدك بأن القادم أحلى وأبهى وأجمل.. مبارك التحرير، مبارك الانتصار ..ويكفي أنك … أنك حلب!.
-ريم خانجي، مهندسة في مجلس مدينة حلب: بعد سبع عجاف.. في 20/7/2012 سلبوا الأصالة من مدينة التاريخ، وفي 22/ 12/ 2016 كان نصر من الله وفتح قريب، وفي 16/ 2/ 2020 صدق الله وعده الحق المبين. بعد سبع عجاف صار الهوى شمالياً أصيلاً، بعد سبع عجاف شهباؤنا المعمّدة بالدماء الطاهرة عادت لنا متوجة بالزعتر والغار، بعد سبع عجاف حلب قامت.. حقاً قامت. وثبت اليقين.
-مريانا سوّاس، كاتبة: خرجت من مخبئي ..لن أهلوس بعد اليوم فقد أتعبني الدوار والالتفاف في دهاليز الرعب المحفورة في قلبي..كنت أحني رأسي كلما ارتطمت بصوت قذيفة، وكنت أتمسك بشدة بتراتيل وأدعية وتعويذات تقيني من السقوط مخافة أن ينفتح تحت قدمي سرداب بسبب صاروخ..ولكن اليوم صارت الدهاليز ممرات آمنة وحقول أقحوان ركضت فيها وكنت أثب كطفلة تعلّمت الفرح.. اليوم هو عرس حلب …تركت مخبأي وهرعت لأنتقي من خزانة مفرداتي كلمات الفرح. هل سمعتم بمدينة تزغرد بأكملها … النساء تزغرد والرجال يبكون فرحاً..الأرض اليوم في حلب تهتز بجثث أبنائها الشهداء لتوقظهم من رقادهم ..هلموا افرحوا شهداء حلب ..الحجارة تبكي فرحاً.. السماء تشع..النحوم تتهامس فيما بينها تومض بالفرح..القلعة ..دروب حلب العتيقة …الدكاكين ..الزعتر الحلبي…الغار… الجدران…الأبنية ..القبور ..الحدائق ..
المدارس
قصاصات الورق…أوراق الشجر… المشافي ..ثلاجات الموتى التي أتعبها الازدحام في زمن الحرب ..الأطباء في قسم الإسعاف الذي أنهكهم الحزن والأسى على شباب ضحوا بأجسادهم وأرواحهم من أجلنا..الأراجيح المهجورة في الحدائق.
الدروب..الطرقات..الحارات..الحمام .. العصافير ..شجر الليمون ..عرائش الياسمين ..رغيف الخبز …الكل فرح …الكل مدعو للعرس. حاولت أن أسرع ..ارتديت معطفي على عجالة ورغم البرد شعرت بدفء عجيب وخرجت لأصرخ بأعلى صوتي: شكرا لك يا الله ..شكرا لكم شهداء الجيش ..شكرا للأمهات الثكالى …شكرا للأباء المقهورين ..شكرا للأطفال اليتامى ..شكراً لك أيها الصبر لأنك كنت وعد الإله بالفرج .
-جوزيف شمّاس، شاعر وكاتب: أسعدنني بشائر مجدٍ محلقة على أجنحة نسور من وطني. وانتصارات حماة الديار أزهرت الأفراح في نفسي، وحررت أرضنا الطيبة الباسلة من رجس الطغاة، وعمَّدت حلب الشهباء بدم الشهداء فأنحني أجلالاً بكل فخرٍ ومحبة لجنود جيشنا الباسل الذي لم يعرف التعب والملل طوال هذه السنوات العجاف التي مرت على وطننا الحبيب. فتحية حب واعتزاز لجيشنا البطل ولشعبنا الصامد ولقيادتنا الحكيمة ورئيسنا المخلص لمبادئه وشعبه وأمته ووطنه. صاحب الروية وبعد النظر فكُتِبَ اسمه بأحرف من ذهب في سجل التاريخ. فهنيئاً لنا بأبطال جيشنا الميامين وبقائد الأمّة العربية بلا منازع سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد.
-يوسف بشير هارون، والد جريح حرب: بركان النصر زلزل حتى خيالاتنا ..هي خليط من مشاعر ذكرى من رحلوا وتلك الأماكن ملاعب الصبا ..فخر وكبرياء وبعض من مشاعر ثأر تريد أن تنام ..الآن الآن آن لأرواح الشهداء أن تفرح ..الآن الآن آن لجراح الأبطال أن تشفى ..هو نصرك يا حلب ..بداية الحياة ومنتهاها ..كل القلوب والحناجر ترقص .. تزغرد ..لن يكفينا فرح العالم فنحن اشتقنا كثيراً للفرح..اشتقنا للشمس.. للورد.. للرقص ..نحن اشتقنا للحياة ..من حلب بدأ النهار..من حلب تفجرت ثورة النصر والفرح لتعم كل بلادي بلاد الياسمين.
-د. صباح الطويل: ألف مبارك يا حلب التي كتب نصرك على صفحات التاريخ بدم شهداء جيشنا البطل . أنت الشامخة التي لم تهزم على مر التاريخ . بسواعد جيشنا العظيم الذي استبسل من أجل تحريرك من براثن الطغاة والمارقين، هؤلاء المرتزقة الوافدين، الذي حكم جيشنا عليهم بالزوال، لكن صمود أهل حلب وصبرهم، كبارهم وصغارهم، أهل حلب الذين ساندوا الجيش فكان حليفه النصر، وكانت الفرحة والبهجة لشعب حلب الصامد إذ حفر جنودنا الأبطال النصر على جبين حلب ورووا أرضها بدمهم المقدس ليبقى الوطن عزيزا شامخا .وماذا نرجو بمناسبة كهذه إلا أن يكون النصر حليفهم بتحرير كامل الوطن، لقد سال الدم رقراقاً كحبات لؤلؤ فوق ترابك الطاهر ياحلب، لتنبت الأرض بعدها محبة وسلاماُ، ويصرخ الشهيد: خسئ من قال إن بلادي تقسم إلى أوطان، أنت سورية شامخة أبدا، موحدة رغم الطغاة والعدوان، وبعد النصر المحقق لا محالة ستزهر البلاد أبناء يحملون الراية ليكملوا بعدنا ماكان.
-أديل برشيني، كاتبة وشاعرة: انتصارنا هو انتصار لكل شاب سقط دفاعا عن حلب الشهباء وعن سورية شهباء النضارة والحضارة. هنيئا لك ياحبيبتي.. لم تكن معاركنا غامضة المصير.. لن ننسى لماذا انفجر نهر الدم.. لن نسمح بطمس حضارتنا.. رسالتنا رسالة أولئك الذين استشهدوا لقد فرشوا الطريق إلى النصر بأجسادهم.. ومهمتنا أن نضيء لافتات النصر، لافتات الرحمة والشكر ﻷبطالنا الذين منحونا هذا النصر. لك الحب ياحلب.. هنيئاً لك، لشعبك الذي عانى وتحدى اﻹرهاب وانتصر. تحيتنا وحبنا ﻷمل هذه اﻷمة المناضل سبيل الحفاظ على تراب الوطن وحماية شعبه. لك الحب ياسيد هذا الوطن.. هنيئاً لك هذا الانتصار العظيم، والخلود لسورية العزة والكرامة.
– مفيد نبزو، كاتب: حلب مدينة الشعر والفن و العشق والجمال ..تحيتي إلى الشهباء .. تحية عاشق لا ينسى عشقه لمحبوبته جسداً وروحاً حتى الرمق الأخير، ويؤمن أن العنقاء مهما احترقت، فلا بد أن تولد من رماد، وستبقى حلب الضوء الذي يبهر عيون الخانعين، وخفافيش الظلام، ويحرق بأشعته المقدسة ألسنة الحاقدين، وعقول الغرباء المظلمين الآثمين . تحيتي إلى كل قامة شامخة فيها وكل زقاق وحي وشارع، وكل اسم مازال عطر رائحته يعبق بأريج الذكرى.
رقم العدد ١٥٩٥٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار