الجماهير- بيانكا ماضيّة
ما إن انتصرت حلب حتى رأينا الفرح في عيون السوريين عامة، وأبناء حلب خاصة، رأيناه في كتاباتهم، في مباركاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في تلك العبارات التي دبّجوها احتفالاً بهذا النصر العظيم الذي كتب بأحرف من نور.. كتب بدماء الشهداء وبجراح الجنود..
ونالت حلب حريتها التي لطالما انتظرتها وهي تئن تحت ألم الجراح، تحت نير الظلم والقهر، تحت وابل القذائف التي عانت منها طيلة سنوات، فاكتملت فرحتها بتحرير ماتبقى من أجزائها بجهود أبطال الجيش العربي السوري والقوات الرديفة، لتنتهي رحلة الموت في هذه المدينة، وتبدأ رحلة الحياة.
نتابع اليوم أيضاً مشاركات أبناء المدينة بنصر حلب، ومشاركات سورية وأخرى عربية، وهي تبارك لهذه المدينة ولأبنائها، وللسوريين عموماً خلاصها من الموت وانتصارها عليه:
حلب حاضرة تنويرية وإنسانية عظيمة
نبيل صالح، عضو مجلس الشعب:
لايكتمل نصر حلب من دون تحرير إدلب التي ينغل فيها أكبر تجمع إرهابي في العالم، فإدلب اليوم هي الجبهة المتقدمة للتنظيم العالمي للإخونج .. الإخونج الذين فشل ربيعهم السلفي؛ لأن قوانين الحياة لاتمشي إلى الخلف؛ وخسارتهم لإدلب سترتد سلباً على تنظيمهم، وستكون سبباً في تفككه وانهياره التدريجي، ليعودوا إلى أنفاقهم التي خرجوا منها قبل عشر سنوات..
و حلب ليست مجرد عاصمة اقتصادية بقدر ماهي حاضرة تنويرية وإنسانية عظيمة،
حلب تستحق أن تكون مدينة عالمية لأنها تمتلك كل مقوماتها.
مبارك لنا تحرير الشهباء من معتقليها، فهي جناح سورية الأيسر ودمشق جناحها الأيمن ولا يتوازن تحليقنا إلا بهما..
– ما عرف أهلها الهزيمة
د.فائز الصايغ إعلامي ومحلل سياسي:
انتصرت حلب وما عرف أهلها الهزيمة عبر التاريخ ليس لأنها عاصمة اقتصادية لسورية والمنطقة فحسب، وإنما لأنها عاصمة الفرح والفن والثقافة، ومرجعية الأصالة للأجيال.. وعندما تنتصر حلب تنتصر سورية وتصبح دورة الزمن وتداعيات ما يحمله الانتصار غير ما كانت عليه قبل الانتصار بفضل سواعد ودم صنّاع الانتصارات أفراد الجيش السوري الذي أذهل العالم وأدهش الدنيا بعقيدته وصموده والتضحيات التي بذلت والدم المراق على الأرض السورية عموما وعلى أرض حلب على وجه التحديد.. تحيه لدماء شهداء سورية العظام وللجيش السوري المقدام الذي جسد إرادة الشعب ووحدته وصموده لتحقيق ما تم تحقيقه وتمهيد الطريق لاستكمال مسيرة الانتصار الناجز على كل شبر من تراب سورية الحبيبة…مباركة حلب ومبارك شعبها.
– هذا هو الفصل الأخير
كمال خلف إعلامي في قناة الميادين:
لاشك أن تحرير مدينة حلب قبل سنوات، وأنا كنت هناك، كان معيار انكسار مشروع وانتصار إرادة .. وكانت وقتها حلب تمثل نقطة صراع إرادات دولية وإقليمية . فمنذ ذلك التاريخ انتهى المشروع الذي كان مرسوماً لإسقاط سورية، وبدأت عملية استخدام هذه المجموعات الإرهابية تغير دورها من تدمير وتقسيم سورية إلى ورقة ابتزاز محصورة بيد تركية.. اليوم بعد أن تم تطهير محافظة حلب بالكامل من الجماعات الإرهابية فإن هذا تحول من إفشال مشروع إسقاط الدولة إلى مشروع مقابل، وهو نهوض الدولة وخاصة الشق الاقتصادي، مع عودة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية إلى حالتها الطبيعية …
نحن أمام إغلاق ملف الحرب السورية، وهذا هو الفصل الأخير، ولذلك سيكون من أصعب وأعقد الفصول، لأنها بداية مرحلة إغلاق ملف الحرب، وهو ملف يراد له أن يظل مفتوحاً فهناك مصالح غربية وتركية لم تتحقق بعد. المعركة المقبلة ستكون صعبة لأنها ستنهي سيناريو 2011 بشكل كامل.
– كلهم آل إلى الخذلان:
د. صلاح الدين يونس رئيس فرع اتحاد الكتّاب في اللاذقية :
حلب …الأم والتاريخ..لايوجد مدينة معمورة أو غير معمورة تضارع حلب، قدماً وعراقة وحضارة وتجارة وموقعاً…إنها الواصل الفاصل بين شرق المتوسط وبين غربه، وهي ملتقى الروافد على المستويات كافة من علم وثقافة وصناعة. من لايعرف تقاليدها في الفن والعمارة والموسيقا…ومن لايعرف علماءها ومفكريها ومؤرخيها!!
لقد حاول أعداء التاريخ أن ينالوا من قيمها وقيمتها…وكلهم آل إلى الخذلان…بدءاً من السلطان العثماني المتوحش سليم الأول وانتهاء بالمتوحش التركي أردوغان…وثمة من حاول النيل منها قبل سليم الأول. وإذ يفرح السوريون وشرفاء العالم بتحرير حلب، مدينة وريفاً، من ظلاميات الإرهاب ودموياته، فإنما يعبرون عن إيمانهم بقوة الحياة وبجمال المدينة وعن إقرارهم بدور حلب الصناعي والتجاري والفني….حلب عاصمة الشرق الصناعية وهي مفخرة الإنسان السوري على الدهر ومعجزته…كما قال الشاعر:
نحن أصيل الأشياء لا”فورد” باق
فوق إيوانه ولا رابين
…..أيلغي التاريخ طرح هجين!؟
– تحرير حلب بدء إعلان الانتصار على مشروع الشرق الأوسط الجديد
محمد سيد أحمد كاتب ومحلل سياسي، أكاديمي/مصري :
تعد معركة ريف حلب من أصعب المعارك، فبعد ثلاث سنوات ونيف من تحرير مدينة حلب، ظلت العاصمة الاقتصادية للبلاد مهددة طوال الوقت بفعل وجود الجماعات الإرهابية في محيطها، وقيامها من وقت لآخر بالقصف على أحياء المدينة، وهو ما منع من عودة الأوضاع لسابق عهدها قبل اندلاع الحرب هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى فإن الوضع الجغرافي لحلب يجعلها متاخمة للحدود التركية وهي واحدة من أطراف المؤامرة الرئيسة على سورية، فالجماعات الإرهابية المتمركزة في الريف كانت تستمد الدعم بالمال والسلاح طوال الوقت من العدو التركي.. وبتطهير الجيش ريف حلب والسيطرة على طريق الاستيراد الرئيسي بين دمشق – حماه – حلب تكون قد عادت الحياة إلى طبيعتها ولم تعد الدولة مقسمة لنصفين ويمكن أن تعود حلب كما كانت أهم مركز اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط بكاملها .. وهو ما سوف يشجع أيضاً أبناء حلب من الصناع والتجار الذين هجروها تحت ضغط الإرهاب الذي سرق ونهب معاملهم وتجارتهم .. هذا إلى جانب إعطاء الجيش دفعة معنوية كبيرة لاستمرار معارك التحرير في اتجاه ريف إدلب للقضاء على آخر معاقل الإرهاب واسترداد كامل التراب الوطني المحتل .. وبعدها تعلن سورية انتصارها النهائي في هذه الحرب الكونية التي اقتربت من إتمام تسع سنوات كاملة .. لم تكن سورية وجيشها وقائدها يخوضون الحرب فقط للدفاع عن الأرض السورية، لكن للدفاع عن شرف وكرامة الأمة العربية كلها من الماء إلى الماء .. ويمكننا القول إن تحرير حلب بالكامل يعلن عن بدء إعلان الانتصار على مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تحلم به الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الصهيونية، وتكون صفعة مدوّية على وجه أردوغان الخاسر الأكبر في هذه الحرب.
– على مثل هذه السواعد تبنى الأوطان
د. ملاك السباعي، اختصاصية أطفال:
حلب …..الجمال..التاريخ..الأصالة. تحررت من الإرهاب. صبرنا طويلاً. عانينا سنوات..فقدنا أحباباً..وأثمر الصبر أخيرا على سواعد أبطال الجيش العربي السوري، فعلى مثل هذه السواعد تبنى الأوطان.
– جيش زلزل آمال القوى المستكبرة
رافع العدل، موسيقي وكاتب سوري :
وهيمنت أوراد البنادق الطاهرة على غواسق الباطل الظلمانية، تعرف عن مجد الأرض وأصالتها، وعلا صوت أذكار المدافع فوق أصوات رياح اللئام العاصفة على عروس التاريخ الحسناء…هنا حلب ..هنا الروعة السورية… هنا يتجدد عشق الأرض مع تجدد الليل والنهار …هنا تتغير الفصول ولا تضطرب الأصول …هنا دماء الشهداء تعطر الأرض قبل أن تعرج إلى السماء …هنا حلب المنتصرة …هنا رهان الصابرين على جيش استطاع أن يزلزل آمال القوى المستكبرة، رهان يمثل أبهى صور فهم الجماهير المحق الواثق للحقائق التي تنبثق من معادلات الكون العادلة وتمليها الحرب التحريرية بنعمائها وضرائها…نعم راهنت حلب على الجيش العربي السوري وسيبقى هذا النموذج من الرهان جديداً متجدداً لأزمنة متمادية، بل تحرره إرادة النصر من قيود الزمان والمكان …هنا حلب ..انتصرنا لأننا لا نتحرك إلا في ساحات العشق ، نتنفس عبير الحق، نحن أجرام مقاومة متجاذبة فيما بينها، نخضع جذباً فقط لقانون جاذبية الأرض العربية السورية، لا تثوي أرواحنا إلا للقمم، رفضنا حضور دروس الانسحاب حتى ولو كان مرحلياً، تألمنا ولم نبك، دافعنا بشرف وجعلنا أعداءنا يشكون برجولتهم، كنا على ثقة بأننا على موعد مع النصر.
– ها هي ساعة النصر تدق في حلب
نائل شنّون، سوري مغترب :
حلب بالنسبة لي كمغترب كانت وما زالت الحضن الآمن كما كل سورية الأم الحنون، خفت كثيراً حينما تم الاستيلاء على جزئها الشرقي وحين تم حصارها عام ٢٠١٢ ، وصرت أشعر بالبرد لأني لم أعد ألبس مما يصنعه عمالها المهرة في مصانعها الكبيرة، أحسست بجوع كبير لأني لم أعد أستسيغ اللقمة التي أكلها وهي ليست مطبوخة في مطابخ حلب العريقة. لكني كحلبي مؤمن بأن هذه المدينة لا تموت، ومؤمن بأن لها رباً يحميها، ومؤمن بأن في سورية قائداً كبيراً يأخذ حب حلب حيزاً كبيراً في قلبه، ومؤمن بأن لدينا جيشاً قوياً سيحقق المحال. انتظرت لحظات النصر التي لم أشك يوماً بأنها آتية، رغم تعب أهل هذه المدينة المعروف عنهم بأسهم وشدة صبرهم، لكنهم آمنوا بالحق، وها هي ساعة النصر تدق في حلب معلنة بدء تاريخ ما بعد تحرير حلب الذي سيكون عنوانه إعادة إعمار ماهدمه الإرهاب خلال هذه الحرب.
– سطروا بصمودهم ودمهم نصر أمة
عادل سالم، كاتب فلسطيني ورئيس تحرير موقع ديوان العرب:
انتصار حلب نصر لكل الأمة، وإسناد قوي لكل قوى المقاومة العربية في مواجهة أعدائنا المشتركين. تحية لأبطال الجيش السوري الذين سطروا بصمودهم ودمهم نصر أمة، وأضاؤوا ليلها الطويل. نصركم يعيد كتابة التاريخ، ويصنع مجداً جديداً لهذا الأمة التي دنّس ترابها أعداء الوطن. تهانينا لشعب سورية الذي قدم خيرة شبابه في معركة الدفاع عن الوطن، وتحريره، ودفع فاتورة الصمود، والتحرير غالياً، وتحية لكل القوات الرديفة والصديقة التي ساهمت في معركة التحرير، ومعاً على طريق النصر.
– شهداؤنا منارات في طريق النصر
نور الدين محمد، كاتب وباحث سوري:
تحرير حلب هو استمرار للمعارك التي خاضها جدّي سيف الدولة الحمداني …صراع مستمر للدفاع عن الأمة ضد الغزاة والبرابرة..تحرير حلب خطوة أولى لبناء الإنسان والاستفادة من حقائق الصراع وتحطيم الفكر التكفيري المتعفن..الوطن يعني المواطنة وليس الجغرافيا فقط..الوطن هو الكرامة والأخوة وتكافؤ الفرص…شهداؤنا منارات في هذا الطريق…تحرير حلب أثبت أنّ أبنائها هم حماتها أيام السلم وأيام الحرب…أسر الشهداء أمانة في أعناق الشرفاء…تحية لجيش سورية العظيم ولرفاق السلاح الذين يُقاتلون معنا في نفس الخندق.
– معركتنا في مشرق الوطن ومغربه واحدة
المنجي مقني الأمين العام لحركة النضال الوطني في تونس :
بكلّ فخر واعتزاز، تبارك لكم حركة النضال الوطني في تونس أنتم يا رمز الثبات والصمود والصبر ومن خلالكم للجيش العربي السوري البطل، عنوان التضحية والفداء، ولأبناء شعبنا العربي في سورية الصامد، تحرير مدينة حلب وأريافها بالكامل وأجزاء استراتيجية مهمة من تراب محافظة إدلب ونشارككم من تونس أفراحكم بهذه الإنجازات العظيمة على طريق الخلاص الكامل والنهائي من فلول الإرهابيين وحاضنتهم الأمريكية الصهيونية العثمانية.
إنّا نؤمن أنّ معركتنا في مشرق الوطن ومغربه واحدة، ضدّ الإرهاب وضدّ المطامع الاستعمارية المتكالبة على وطننا. وإنّا ندين للقيادة السورية بحكمتها وبعد نظرها وإيمانها بعظمة أمّتها في قيادة المعركة منذ سنة 2012 وإعلانها في الأمس عن مواصلة هذه المعركة إلى النهاية والتي بظفرها سيحرّر التراب العربي السوري بالكامل، وستسهم في إجهاض المؤامرة في ليبيا واليمن والعراق وستسرّع بإنهاء الربيع العبري الإخواني، وستسقط صفقة القرن وتعيد قضية فلسطين إلى مسارها الطبيعي المقاوم بعيداً عن نهج الاستسلام والذّل والمهانة..عاشت سورية حرّة أبية عرينا للعروبة، والانحناء لشهداء الجيش العربي السوري ومحور المقاومة.
– وانتصرت
د. ونسة سليمان الأسعد، أستاذة محاضرة في جامعة الأمة العربية في سورية:
وانتصرت
النـازلون في الوغى لهيباً.. ، هو الإعصار
النـاصرون للحق جيشا ..، هم الأخيــار
التـاركون سُخطاً، رماداً ..، مَرغهُم بالأعفار
الساحقون سقماً زؤوماً ..، يناله الأوطار
الماحقون محقاً ..إن طعنا .. كان الانشطار
العـاصمون … الحـافظون … الصـائنون
الظـافرون …….. إنها شهباء الانتصار .
– أخيراً ياحلب يا أم الطرب
ماجدة الكردي، سورية مغتربة :
وأخيراً أزهر الياسمين من الشام لحلب مروراً بحماة.. أخيراً عبق الياسمين.. انتصارك حلب نعم جاء على دماء شهداء ضحوا من أجلك ومن أجل الياسمين، ولكنك اليوم أزهرت حلب الأبية الصادمة بعد أن عرفت وأدركت أنها كتلة من سورية كتلة لاتتجزأ أبدا مهما مامر بها من محن…أخيراً ياحلب يا أم الطرب، أخيراً ياذهب أخيراً وليس آخراً، وصلت حبل الياسمين المزروع من الشام. أخيراً حققت النصر، النصر المؤزر، فقد كنا ننتظر وننتظر أن سيكون لك قيامة ترمين عنك من خلالها كل المحن وكل العواصف. مباركة أنت ياحلب، ومبارك كل جهد أزهر بالدم عطراً وياسميناً. مبارك لأهل حلب الصامدين الأقوياء الذين تحملوا معها وفيها الجوع والعطش، القصف والدمار. وعهداً من أهلك أنهم معك على السراء والضراء، وبالحب سيبنون اسمك ذهباً وستكونين أم الطرب. إني أرى اليوم هذا النصر مشعاً في عيون أهلنا. فتحية لكل يد أعادت لك نضارتك، وتحية لكل قلب نبض وتوقف لأجلك، لأجل أن تبقي كما أنت قوية نبض سورية. و تحية لكل جهد بذل لأجل أن تبقي حلب الشهباء، حلب الحضارة، حلب التجارة، وحلب التي نتباهى بها، (طريق حلب ومشيتو كله شجر زيتوني) واليوم (مشيتو كله زهر الياسمين).
رقم العدد ١٥٩٦١