الجماهير – بيانكا ماضيّة
(كورونا) فيروس الهلاك البشري..هذا المصطلح الأكثر تداولاً اليوم بين البشر، والأكثر استعداداً لمجابهته….حالات طوارئ في كل بلدان العالم، حالات من الهلع والخوف والقلق، حظر تجوّل، حجر صحي، ابتعاد عن الأماكن المزدحمة، خوف من انتشار الفيروس بصورة أكبر في البلدان التي لم تنتشر فيه إلا بحدود دنيا..وفَيات تتعدى المئات يومياً عالمياً، وإصابات بمئات الألوف..
(كورونا) الوحش الميكروبي الذي يهدد العالم.. ماهي حقيقته وسرّه؟! هل يعد نوعاً جديداً يستخدم في الحرب البيولوجية أو الجرثومية أو الميكروبية أو البكتيرية؟! أي هل يندرج تحت نظرية المؤامرة؟! إذ أن أنصار هذه النظرية يشيرون إلى أن ظهور فيروس كورونا متعمّد لضرب الاقتصاد الصيني العملاق، وأنه في إطار سلسلة الحرب البيولوجية ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين… أم أن هذا الفيروس طبيعي كغيره من الفيروسات، ونوع مرضيّ جديد بريء الظهور؟!
وللبحث في هذا الموضوع كان لابد من طرح هذه الأسئلة:
1- لماذا حذّر الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون في صيف العام 2016، وفي جلسة نقاش عقدها مجلس الأمن الدولي، من أن العالم غير مستعد لمنع الحروب البيولوجية؟! إذ قال بالحرف الواحد:” إنَّ العالم ليس مُستعدّاً بصورةٍ كافيةٍ لمنع الحروب البيولوجية” “محذّراً من قُرب انفجارها في أكثر من دولةٍ حول العالم، وخصوصاً مع تنامي تأثير التطوّر التكنولوجي في انتقال المواد البيولوجية والإشعاعية والكيميائية عبر الحدود، إذ يُمكن لهذا النوع من الحروب أن يكون أكثر فتكاً وأشدّ وطأة من كل ما أدَّت إليه الحروب العسكرية من دمارٍ وموتٍ وخراب”.(1).
2-لماذا اتهم زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي الولايات المتحدة الأمريكيّة بنشر فيروس كورونا بنوع جديد حول العالم؟!. ففي محاضرة له في معهد الحضارات العالمية في موسكو توقَّع جيرينوفسكي أن ينتشر الفيروس عبر العالم، وفي كل القارات فعلياً!.
3-لماذا اعتقد الخبير العسكري الروسي ايغور نيكولن، وعضو سابق في لجنة الأمم المتحدة للأسلحة البيولوجيّة أن ظهور الفيروس يمكن أن يكون نتيجة لاستخدام سلاح بيولوجي أمريكي؟! إذ قال: “لا يمكن بصورة دقيقة ومؤكدة تحديد مكان إنتاجه، ولكن حقيقة كونه خلق في المختبر واضحة جداً”. وأشار إلى “أنه لا يمكن لفيروس كوفيد 19 والمعروف باسم كورونا المستجد، الظهور طبيعياً، بل على الأغلب أنه صناعي”.
وذكّر نيكولن بالفضيحة في عام 2010، عندما تم إغلاق أحد المختبرات الحيوية العسكرية الأمريكية البالغ عددها 400 مختبر والمنتشرة في جميع أنحاء العالم، في إندونيسيا لأنها كانت تجري تجارب سريّة مع فيروس أنفلونزا الطيور. عندما خرج الفيروس من المختبر وبدأ وباء خطير، ورفضت الولايات المتحدة تقديم معلومات عن أعمالها لوزارة الصحة الإندونيسية. وتابع كلامه مشدداً على ضرورة أن تسمح الولايات المتحدة للمراقبين الدوليين بتفتيش مختبراتها، لأنها في مقدمة المشتبه بهم في إنتاج هذا الفيروس.
وأكد رأيه بأنه بالقول: “تم تجميع كوفيد 19 من 3 أجزاء، فيروس كورونا الخفاش، فيروس كورونا الثعابين، ومكون من فيروس نقص المناعة البشرية – بروتين سكري، ومثل هذه التركيبة لا يمكن أن تحصل في الطبيعة” (2).
4-ماحقيقة التحذير الذي أطلقه جيمس ستافريدس القائد السابق لحلف الناتو في مقال له خصّ به مجلة “فورين بوليسي” من وجود أسلحة بيولوجيّة وأوبئة يمكن أن تقضي على خمس سكان الأرض مايعني وفاة أكثر من مليار ونصف المليار شخص؟! إذ قال: ” إن الأسلحة البيولوجية التي تمتلك القدرة على نشر أوبئة مثل “إيبولا” أو “زيكا”، يمكنها أن تقضي على خمس سكان الأرض. وأشار إلى إمكانية استخدام تكنولوجيا متقدمة من قبل جماعات إرهابية بالقول: “الأكثر إثارة للقلق أن تحصل جماعات العنف أو الأنظمة المارقة على تلك التكنولوجيا وتستخدمها لتخليق أسلحة بيولوجية عالية الدمار” (3). مشبهاً هذا الأمر باجتياح الإنفلونزا الإسبانية للعالم قبل قرن.
5-لماذا أشار ليجان زاهو، نائب رئيس إدارة المعلومات بوزارة الخارجية الصينية، بإصبع الاتهام للجيش الأمريكي في تغريدة على صفحته الرسمية على تويتر موجهاً كلامه لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها بأمريكا؟! إذ قال: “CDC (مراكز مكافحة الأمراض واتقائها بأمريكا) متى بدأ المريض الأول في أمريكا؟ كم عدد الأشخاص المصابين؟ ما أسماء المستشفيات؟ يمكن أن يكون الجيش الأمريكي هو من جاء بالوباء إلى ووهان. كونوا شفافين، أعلنوا بياناتكم للعامة! الولايات المتحدة تدين لنا بتفسير”.
إذ أصبح من المعلوم تلك الإشارة التي أشارت إليها الصين من أن الجيش الأمريكي الذي شارك في الألعاب العسكرية في مدينة (ووهان) ربما جلب الفيروس في عبوات معينة، ونشر هذا الفيروس في سوق اللحوم بالمدينة.
كل هذه المعطيات تشير بإصبع الاتهام إلى أمريكا في حربها البيولوجيّة الجديدة ضد عدوّها الصين، و في لقائنا مع الدكتور أحمد الدريس رئيس مركز البحوث والدراسات الاستراتيجيّة في الحسكة، وسؤالنا له عما يمكن أن تكون أمريكا وراء انتشار هذا الفيروس فيما يسمى الحرب البيولوجيّة ضد أعدائها، يقول للـ(الجماهير): تتصدّر الولايات المتحدة سجل الدول التي تصنّع الأسلحة البيولوجيّة، وقد اعترفت صحيفة (فورين بوليسي) الأمريكيّة على لسان متنفذين حاليين وسابقين، ومنهم أعضاء في لجان مهمّة داخل الكونغرس الأمريكي بهذا وفق تسلسل تاريخي يمتد إلى عام 1975، ولا يتعدّاه إلى السنوات اللاحقة، كون ذلك من الأسرار العسكرية. ولم يعد خافياً أن المعامل السرية العسكرية الأمريكية قد أنتجت وخلّقت أنواعاً من الفيروسات والبكتريا، من الجدري المتوحش إلى الطاغون، وصولاً إلى فيروسات جنون البقر وأنفلونزا الطيور والخنازير، وذلك بالتنسيق مع معامل صناعة المصول بحيث يجري استثمار الأوبئة عبر بيع هذه المصول لجني الأرباح من البشر. وتشير الوثائق أن أمريكا ابتداء من الحرب العالمية الثانية قد خاضت سباقاً سريّاً مع اليابان لتطوير سلاح بيولوجي فتّاك، حيث عملت على وضع الجمرة الخبيثة ضمن قنابل تلقى على المواشي في البلدان المستهدفة لنقلها إلى البشر. وتفيد المعطيات التاريخيّة أن أمريكا قد استخدمت عام 1952 أسلحة بيولوجية في الحرب ضد كوريا الشمالية، كما أنتجت عام 1955 كميات ضخمة من بكتيريا (التلريات) التي تصيب القوارض ثم تنتقل إلى الإنسان. وفي عام 1960 استخدمت أمريكا هذه الأسلحة ضد فيتنام.
وتتحدث المعلومات عن رفض إدارة جورج بوش البروتوكول المقترح لاتفاقية الأسلحة البيولوجية عام 2001، كما تتحدث عن قيام أمريكا باستخدام تقنيات جديدة لتطوير عناصر بيولوجية جديدة مثل الجمرة الخبيثة التي استخدمت في هجمات عام 2001 ضد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين.
وبعد تفشي وباء كورونا في الصين، وتحديداً من مدينة (ووهان) بدأت إشارات الاستفهام توضع خلف عشرات الأسئلة المشروعة، حول المتسبب والأهداف، وقد جاءت الإشارة الأولى على لسان الناطق باسم الحكومة الصينية إلى أن الجيش الأمريكي الذي شارك في الألعاب العسكرية في مدينة (ووهان) ربما جلب الفيروس في عبوات معينة، ورشّها في سوق اللحوم بالمدينة.
وهذه الإشارة مهمة، وتعززها جملة معطيات تتصل بالصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين، وهو صراع يمتد إلى العمق الحضاري استناداً إلى مقولة صراع المدنيات، حيث تنظر أمريكا إلى الحضارة الكونفوشيوسية على أنها تهديد وجودي لابد من التخلص منه. وفي هذا السياق يتم تداول فكرة المليار الذهبي التي تقول بضرورة إبادة المليارات البشرية لصالح بقاء المليار الأنكلوساكسوني وتوابعه. وانطلاقاً من ذلك نرى أن أمريكا عرفت كيف تختار مسرح الجريمة، وكيف أفادت من ظروف الصين للتغطية عليها، فأمريكا هي التي كانت وراء تظاهرات هونغ كونغ، ووراء تثوير الإيغور، ووراء الحرب على السلع الصينية، ووراء محاولات تعطيل النمو الاقتصادي فيها. وكل هذا يعزز الاحتمال باستخدام فيروس كورونا ضدها، لتحقيق أهداف تعطيل حركة الإنتاج الصناعي والسياحة، واستنزاف الموارد البشرية والاقتصادية، عبر وقف عمليات الاستيراد والتصدير، والاضطرار للإنفاق على شراء الأدوية لتطويق هذا الوباء الفتّاك.
ويبدو أن أمريكا قد استغلت – كما قدمنا- جملة من المعطيات للتغطية على الجريمة منها:
-اختيار مدينة (ووهان) كمدينة صناعية أولاً، وكمركز لإنتاج الأسلحة البيولوجية الصينية ثانياً، وذلك للزعم بأن الفيروس ربما قد تسرب من أحد المراكز فيها، وذلك لإحراج الصين عالمياً والتغطية على الجريمة ثانياً.
-استغلال النظام الغذائي للصينيين، وتسويق أن أكل الخفافيش هو السبب وراء تفشي هذا الوباء استناداً إلى أن أصل الفيروس حيواني. وهذا الزعم يدحضه أن الصينيين يأكلون الخفافيش وسواها منذ مئات السنين ولم يتفشَّ فيهم هذا الوباء.
إن انتشار كورونا بعد الألعاب العالمية العسكرية التي شارك فيها الجيش الأمريكي، والنظر إلى الصين على أنها عدو مستقبلي للأسباب التي أتينا عليها، والتدخل الأمريكي المباشر في الشأن الداخلي الصيني، إلى جانب اختيار (ووهان) كمدينة لا تلفت النظر، ولا تتوفر فيها الإمكانات الصحية التي تساعد على كبح انتشار الفيروس، وأخيراً سحب الأمريكيين بأعدادهم الكبيرة من هذه المدينة، وتركها على عجل، بما يذكر بجريمة برجي التجارة العالميين التي سبقها إعلام الصهاينة العاملين فيهما، والتي استغلت للتدخل في شؤون أفغانستان والعراق تحت ذريعة محاربة الإرهاب والتخلص من أسلحة الدمار الشامل.. كل تلك المعطيات تشي بأن الأصابع الأمريكية وراء تخليق هذا الفيروس ونشره ابتداء من الصين لغايات استراتيجية خبيثة، تحقق مصالح الرأسمالية المتوحشة، التي تتحكم بالسياسة الأمريكية من ألفها إلى يائها.
____
هوامش:
(1) من مقال للباحث نور الدين إسكندر نشر في موقع الميادين نت، بتاريخ 13 شباط 2019، بعنوان (الحرب الجرثومية والمشاريع السريّة.. ماذا عن “كورونا”؟!).
(2) من موقع الجزائر 24 سا، تم نشر خبر بعنوان (خبير عسكري لا يستبعد إنتاج فيروس “كورونا” “كوفيد- 19) في المختبرات) بتاريخ 14/ 3/ 2019.
(3) من موقع وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) تم نشر خبر بعنوان (تحذير من أسلحة قادرة على محو خُمس سكان العالم) بتاريخ 27 كانون أول / ديسمبر 2016.
رقم العدد ١٥٩٨٢