حقائق وأسرار “كورونا”! 2/2

 

الجماهير- بيانكا ماضيّة

نتابع في الجزء الثاني من مقالنا هذا، ماتوقفنا عنده من لقاءات (الجماهير) مع باحثين استراتيجيين حول سؤالنا عن فيروس كورونا وهل يأتي في إطار سلسلة الحرب البيولوجية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الصين وإيران وروسيا… أم أن هذا الفيروس طبيعي كغيره من الفيروسات، ونوع مرضيّ جديد بريء الظهور؟!
ومن ثم سنتابع طرح بقية الأسئلة التي كان لابد منها للبحث في هذا الموضوع..
الدكتور محمد مرتضى أكاديمي وباحث لبناني في استراتيجيات التأثير، حول هذا الموضوع. وجواباً عن سؤالنا له، يقول: يبدو أن السؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تقف خلف فيروس كورونا هو سؤال إشكالي؛ إذ لا يمكن القطع والجزم بأنها تقف خلفه، كما لا يمكن تبرئتها بشكل جازم وقاطع، لكن إذا ما أردنا الاستعانة بما يسمى بالدلائل الظرفية، فإن أصابع الاتهام تشير إليها. فما هي هذه الأدلة الظرفية؟!.
أول هذه الأدلة أن المستهدف والمتضرر الأكبر إلى الآن هي الصين، وهي الدولة التي باتت تنظر إليها واشنطن على أن المهدد الأساس لزعامتها.
ثاني هذه الأدلة أن باقي الدول المتضررة هي أوروبا وعلى رأسها إيطاليا، الحليف الأوروبي الأساس للصين والموقع معها على ما يسمى بمبادرة الحزام والطريق. كما أن باقي الأطراف هي القوى الكبرى الأوروبية التي رفعت الصوت مؤخراً حول ضرورة تشكيل جيش أوروبي ما يؤدي إلى تراجع هيمنة واشنطن على أوروبا من خلال حلف الناتو، وأعني ألمانيا وفرنسا.
ثالث هذه الأدلة أن الفيروس استهدف بشكل كبير إيران (ثالث دولة بعد الصين وإيطاليا لناحية انتشار الفيروس) وهي هنا لناحية عدائها لواشنطن وإفشال مشاريعها في المنطقة.
رابع الأدلة أن الدول المنتشر فيها الفيروس بشكل كبير هي ما يمكن تسميتها بالدول الغنية، وهي دول قادرة على الدفع لاحقاً ثمن اللقاح عند طرحه في الأسواق.
وخامس الأدلة أن الفيروس بحسب جميع الخبراء هو هجين ما جعله قادراً على الانتقال إلى البشر.
ويتابع د. مرتضى: لكن ماذا عن انتقال الفيروس إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟ قد يتمسك البعض بهذا الأمر لنفي وقوف الولايات المتحدة خلفه… ويبدو السؤال مبرراً وإشكالياً، فيما لو كانت الإدارة الأمريكية والشركات الكبرى التي تديرها تهتم كثيراً لعدد الضحايا الذين قد يسقطون في الداخل؛ إذ لا ينبغي علينا أن ننسى أن مصانع الأسلحة وشركات النفط الأميركية قد خاضت حروباً طاحنة بدماء الشعب الأمريكي في سبيل تسويق تجارتها. وقد أظهرت الأخبار الأخيرة حول قيام شركة ألمانية بتطوير لقاح ضد كورونا واستنفار ترامب وإدارته كلها للحصول على هذا الامتياز بشكل حصري، ما كشف عن سعي واشنطن للهيمنة على اللقاح للتجارة به. هذا السعي المحموم للحصول على اللقاح الألماني، لا يعبر بالضرورة عن براءة واشنطن من نشر الفيروس، إذ ربما يعبر عن فشل التقدير الاستخباري-العلمي من قدرة أحد على إيجاد لقاح ريثما يرى المصنع له أنه آن الأوان لطرح اللقاح. بهذا المعنى نستطيع أن نفهم سبب استعداد واشنطن لفعل المستحيل من أجل إما منع الشركة الألمانية من تصنيع اللقاح، وإما شراء حق براءة الاختراع منها.
ومهما يكن من أمر، فصحيح أنني ضد نظرية المؤامرة، لكنني في نفس الوقت أرفض نظرية “الصُدف المتكررة”.

فيلم كونتيجن (Contagion) ورواية (عيون الظلام)
6-هل فيلم كونتيجن (Contagion) الأمريكي الذي أخرجه ستيفن سوديربيرج، والذي تم عرضه عام 2011، وقد تحدث عن فيروس يبدأ في الصين، ومن ثم ينتشر في بقية دول العالم… هو فيلم (تنبأ) بانتشار هذا الفيروس، أم أن هناك أسباباً أخرى حول إخراج هذا الفيلم؟!.
الدكتورة غادة عامر وكيل كلية الهندسة للدراسات العليا والبحوث في جامعة بنها، وفي مقال لها تطرح فكرة مهمة وخطيرة معاً ضمن هذا السياق (1)، فبعد أن أشارت إلى أن هذا الفيلم يشبه إلى حد غير معقول تفشي فيروس كورونا الذي انتشر بشكل مرعب الآن، فالصين هي المصدر ومحاولة توجيه فكرة انتشاره (في الفيلم والحقيقة) إلى الخفافيش التي يأكلها -منذ مدة ليست بالقليلة- أهالي ليس مدينة يوهان فقط، بل يتم أكل الخفافيش بكميات مختلفة في بعض المناطق داخل الصين، وفيتنام، وسيشيل، وإندونيسيا، وبالاو، وغوام، وفي بعض دول إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ، كما أنه تم تناول الخفافيش في أجزاء من أوروبا والشرق الأوسط في الماضي…وتتابع في مقالها هذا بالقول: ولأني درست وعملت بحوث في الحروب اللامتماثلة، وأعرف تماماً أن من ضمن أسلحتها، الأسلحة البيولوجية، وأنه في الولايات المتحدة لا يوجد شيء اسمه أفلام خيال علمي، إنما أفلام لطرح أفكار يتم اختبارها أو إنتاجها في معامل البحوث التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية. وربطت -بعد بحث في الموضوع- بين ما يحدث في الصين وبين الحرب الخفيّة التي تدور بينها وبين الولايات المتحدة.
فما قرأناه للدكتورة عامر يشير إلى أن مايطرح في أفلام الخيال العل

مي لايأتي ليشير إلى قوة خيال، أو أنه بلا هدف، وقد توصلنا إلى مقال بعنوان: (من الخيال إلى الواقع: أبرز التقنيات التي تنبأت بها أفلام الخيال العلمي) نشر في مجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو MIT Technology Review بتاريخ 17 آذار 2020، يطرح كاتب المقال سؤالاً مهماً حول ماتنبأت به أفلام الخيال العلمي، ألا وهو: هل نستطيع الجزم بأن هذه الأفلام كانت الدافع الفعلي للعلماء أو التقنيين ليقوموا بعملهم؟! ويجيب: قطعاً لا، فالابتكار والتطوير له جوانب اقتصادية واجتماعية وصحية وحتى سياسية.
وهنا نتساءل: ولكن ألا يمكن أن تكون هذه الأفلام التي توصف بالخيال العلمي، مصدرَ أفكار تُقام عليها فيما بعد نواة تصنيعٍ أو ابتكار أو إنشاء؟!
حول هذا الموضوع، وحول سؤال طرحناه على المخرج السينمائي عوض القدرو، ألا وهو: ما هي دقّة مقولة “لا يوجد شيء اسمه أفلام خيال علمي، إنما أفلام لطرح أفكار يتم اختبارها أو إنتاجها في معامل البحوث التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية”، يقول:
“فيما يخص أفلام الخيال العلمي دأبت استديوهات هوليوود منذ بداية عصر صناعة السينما في بداية القرن العشرين على إنتاج أفلام سينمائية تساهم بشكل مباشر بإبهار المشاهد وتحديداً الذي يعيش خارج الولايات المتحدة، وذلك نوع من الاستعراض غير المباشر. ومن هذه الأفلام رحلة إلى القمر وغيرها، ومع تطور صناعة السينما حافظت سينما هوليوود على النهج ذاته في صناعة هذا النوع من الأفلام وقامت بصناعة أفلام متنوعة منها سوبرمان، وكينغ كونغ، والفك المفترس، وحديقة الديناصورات، وكانت القفزة الحقيقيّة هي حينما تمت صناعة فيلم “حرب النجوم” الذي شغل العالم يومها وأدهشه، ولكن خطورة الأمر تعدت ذلك من خلال إبراز قوة الجيش الأميركي للتصدي للمخلوقات التي تأتي من الفضاء لغزو الأرض من خلال فيلم هجوم المريخ، والفيلم المشكلة فعلاً يوم الاستقلال للألماني رونالد ايمرييش، والذي بهذا الفيلم تواجه الولايات المتحدة مخلوقات فضائية بشعة الشكل، وذات طبيعة إجرامية تنطلق من صحن فضائي ضخم لتدمير الولايات المتحدة ويتم إنقاذ العالم عن طريق نصيحة رجل صهيوني لرئيس الولايات المتحدة، وعن وسيلة التصدي له. ولكن الأهم في هذا الفيلم أن هذا الصحن القاتل يخرج من الصحراء العراقية الكويتية، وفي نهاية الفيلم عندما يتم القضاء على هذا الصحن الطائر المدمر نرى في الفيلم أن كل العالم قد شهد في السماء تدميره، وبدأ سكان العالم يلوحون للنصر الأمريكي من الصحراء العربية وصحراء سيناء والعراق .. إلخ وبالطبع هذه السلسلة لم تتوقف ولن تتوقف لأنها تجني أرباحاً خيالية وأكبر دليل تعدد إنتاج أجزاء حرب النجوم على السياق نفسه اهتمت سينما هوليوود بأفلام الكوارث والأوبئة مثل فيلم الزلزال والبركان والإعصار وفيلم “الوباء” والقائمة تطول وتطول، هذا يعني أن رسالة الولايات المتحدة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو رياضية يتم طرحها غالباً عبر السينما. أما فيما يخص الاختبار أو الإنتاج في معامل البحوث التابعة لوزارة الدفاع فهذا الكلام ربما يكون دقيقاً أو غير دقيق؛ لأن رؤوس أموال شركات الإنتاج السينمائية الضخمة في هوليوود هي من اللوبي الصهيوني المتحكم بالاقتصاد الأمريكي وسياسته، وبالتالي فإن هذا الإنتاج الكبير لسينما هوليوود عتم بشكل كامل على سينما مستقلة في الولايات المتحدة لا تنتج هذا النوع من الأفلام وهي سينما محترمة ولكن لا يتم تصديرها لخارج الولايات المتحدة، ولكن هناك شيئاً ربما يكون لافتاً وهو أن منطقة الشرق الأوسط وآسيا هي مرتع خصب ورابح لأفلام الخيال العلمي وهي مطلوبة دوماً.
وينهي القدرو حديثه بالقول: في العموم إن أفلام الخيال العلمي وحسب رأيي الشخصي وتحديدا الأفلام التي يتم إنتاجها في هوليوود دوماً تحمل رسائل من صنّاعها”.

7-ماهي قصة كتاب أو رواية The Eyes of darkness (عيون الظلام) للكاتب الأمريكي دين كونتز التي نشرت عام 1989 وتنبأت بظهور كورونا في ووهان الصينيّة، وحقيقة النسخة الأصلية لها التي طبعت عام 1981؟!.
كتب ناصر النجدي تحت عنوان: بعد تغريدة تحذيرية.. تطابق مذهل بين أحداث رواية “عيون الظلام” وكارثة كورونا..مايلي: “على مدار التاريخ البشري كان التنبؤ أحد أغراض الأعمال الأدبية، وهناك المئات من الأعمال التي تحققت توقعاتها أو تطابقت الحقيقة مع خيال مبدعها……وعلى نفس المنوال كانت رواية “عيون الظلام” للكاتب الأمريكي دين كونتز التي صدرت عام 1981، وتنبأت بكارثة فيروس كورونا، وبلغ التطابق المذهل حد ذكر اسم المدينة ووهان، والمعمل العسكري القريب منها الذي يتردد أنه السبب في تخليق الفيروس القاتل أو السلاح المثالي كما أسمته الرواية في مشروع أطلقت عليه اسم “باندورا”، والذي يبعد عن المدينة 32 كيلومتراً فقط، وأسلوب التعتيم الذي اتبعته السلطات في البداية وأدى إلى تفاقم الكارثة”.
وتحت عنوان تغريدة تحذيرية أشار إلى أن أول من لفت النظر إلى التطابق بين الرواية والواقع المرير هو المدون دارين فلايموث @DarrenP

lymouth الذي كتب تغريدة حول التشابه المذهل للرواية It is a strange world we live in,” the tweet read أو “نحن نعيش في عالم غريب” وأنه استعان بغلاف الرواية، وأورد نصوصاً ومقتبسات منها تتحدث عن الفيروس يوهان – 400. مؤكداً أن صاحب الموقع وهو كيميائي بريطاني يحذر من محاولات التزييف والتغطية على الكوارث، مشيراً إلى جملته التي تؤكد مانبحث عنه، وهي: “يطلبون منك ألا تصدق ما تشاهده عيناك وتسمعه أذناك، كان هذا هو الأمر النهائي والأكثر أهمية”.وهنا تكمن الجملة الأكثر أهمية في كلام الكيميائي دارين!!
وتحت عنوان: رحلة أم للبحث عن ابنها تكشف الوحش الخارج عن السيطرة، يتابع الكاتب ناصر النجدي متحدثاً عن تفاصيل رواية (عيون الظلام) ليشير إلى أن ثيمة الرواية الرئيسة تكمن حول أم ترسل ابنها إلى معسكر جبليّ في مدينة صينيّة مع دليل ماهر، مع العلم بأنه قاد تلك الرحلات من قبل ست عشرة مرة من دون أن يحدث معه أي مشكلة، حتى تلك الرحلة المشؤومة. إذ أن كل دليل أو فرد في المعسكر أو حتى سائق تولى توصيل أفراده يموت من دون تفسير أو سبب ظاهر. وعندما تبدأ الأم الحزينة في تقبل حقيقة أن ابنها “داني” قد مات، تواجه بسيل من رسائل غامضة (بعضها مكتوب بالطباشير، وبعضها الآخر عل الطابعات، وأماكن أخرى)، تخبرها بأنه لم يمت، وأنه حي في مكان ما. وما بين اليأس والرجاء، تشد الأم الرحال مع صديقها إليوت ستريكر إلى المدينة لتعرف ماذا حدث في يوم وفاة ابنها. وبعد محاولات ومطاردات وتعتيم وإنكار، تنجح الأم في العثور على ابنها في مكان احتجازه بمنشأة عسكرية بعدما أصيب عن طريق الخطأ بفيروس تم تطويره داخل مركز الأبحاث في ووهان. وتكتشف الأم وصديقها الحقيقة، ويدركان أن الفيروس ووهان -400 هو نتاج تجارب سرية محرمة دولياً في مختبر عسكري تابع للجيش الصيني، أطلق عليه لقب “السلاح المثالي” لسهولة استخدامه وسرعة انتشاره الهائلة بين السكان، واقتصار تأثيره المدمّر على البشر من دون المنشآت أو المباني. ولكن السحر ينقلب على الساحر في الرواية، ويتمرد الوحش البيولوجي أو الفيروس على صانعيه ويخرج عن السيطرة وينتشر ليحصد أرواح الآلاف.
وفيما يشير موقع RT، عبر مقال نشر يوم أمس تحت عنوان: (“عيون الظلام” رواية أمريكية نُشرت عام 1981 تثير جدلاً على الإنترنت “لتنبؤها” بفيروس كورونا!) إلى أن أكبر ضربة لمؤيدي نظريات المؤامرة، تكمن في أن “ووهان 400” في رواية “عيون الظلام” لم يكن الخيار الأول للكاتب، إذ يؤكد الموقع أنه وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن الطبعة الأولى من الرواية كان الاسم الأصلي للفيروس “غوركي 400” (Gorki-400)، وهي تسمية مأخوذة عن اسم مدينة روسيّة، وعندما انهار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، أعاد كونتز كتابة روايته وغير اسم الفيروس ليصبح صينيّاً.. وهنا يصبح السؤال مشروعاً لدى مؤيدي نظريّة المؤامرة، ومؤكداً ما يشيرون إليه بإصبع الاتهام: لمَ تم تغيير اسم المدينة من (جوركي) إلى (ووهان) في الطبعة الثانية لرواية (عيون الظلام)؟؟!! .


——–
الهوامش:
(1) مقال نشر في موقع مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجيّة، بعنوان (هل فيروس كورونا سلاح بيولوجي جديد؟) بتاريخ 4 شباط 2020.
(2) مقال نشر في موقع الرؤية بتاريخ 19 شباط 2020.
رقم العدد 15984

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار