هل يمكن للعقل البشري تخيّل ما يمكن إنجازه فيما بعد؟!. عودة إلى الدراما والسينما التي (تنبأت) بوباء “كورونا”!.
الجماهير- بيانكا ماضيّة
قابعون الآن في منازلنا، محجور علينا بسبب فيروس، تطالعنا الأخبار من كل جهات العالم، أرقام وأرقام، وتصريحات، وإجراءات.. إغلاق للمدن، وتوقف عجلة الحياة.
هل هي مؤامرة كبيرة على الكائن البشري الذي بات الخطر محدقاً به من كل الجهات؟! أين المفر؟! وإلى أين الهروب إن لم يتم التوصل إلى لقاح يحد من انتشار هذا الوباء القاتل!
يبدو أن أفلام هوليوود (Contagion، I Am Legend، Outbreak، The Flu، (Quarantin لم تكن الأفلام الوحيدة التي قيل عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، إنها تنبأت بتفشي وباء كورونا, فقبل أيام تناولت هذه المواقع مقطعاً من مسلسل كوريّ بعنوان My Secret Terrius، تيريوس ورائي، والذي طرح في عام 2018، ويمكن متابعته عبر شبكة نتفليكس، إذ في الحلقة العاشرة من هذا المسلسل الكوري، تقول طبيبة “إننا بحاجة لأبحاث جديدة عن فيروس كورونا المتحول”، وتشير إلى أن فيروسات كورونا، ميرس، سارس الزكام الشائع جميعها من نفس الفئة والتركيبة الجينية، وإلى أن فيروس كورونا يضرب الجهاز التنفسي، مؤكدة أنه فيروس تم التلاعب به، ليقتل 90% من البشرية!!!
فهل يمكن لخيال مؤلف أو مخرج أن يقوم بدور في صناعة المستقبل؟!
ناقد سينمائي مغربي يقول إن “هذه الأفلام لم تتنبأ بشيء، بل أعادت فقط صياغة التاريخ اعتماداً على المصادر التاريخية والعلمية، ثم طعّمتها بمواقف وقصص درامية متخيلة قد تشبه بالمصادفة ما نعيشه أو قد نعيشه مستقبلاً..فالأمر ليس معجزة”.
ويتابع: “يمكن لخيال المؤلف أو المخرج أن يضطلع في بعض الأوقات بدور مهم في صناعة المستقبل، شرط أن يكون مضبوطاً بقواعد ومحدداً بالمنطق حتى يقنع المشاهد”
يذكر أن مسلسل My Secret Terrius، يدور حول Go Ae Rin هي أم عزباء تتورط في حرب تجسس بعد خسارة زوجها بشكل غير متوقع، تعيش في الشقة أمام “كيم بون”. كيم بون، واسمه الرمزي تيريوس، هو وكيل عمليات أسطوري أسود لجهاز المخابرات الوطني (NIS)، الذي اختفى دون أن يترك أثراً، حيث فقد المرأة التي أحبها، ومنذ ذلك الحين، اختبأ كيم بون في شقته، بجوار Go Ae Rin، معزولًا عن العالم من حوله ويعيش في سرية، محاولًا كشف الغموض وراء ما حدث في ذلك الوقت، ولكن عند وقوع حادثة غامضة يموت فيها زوج Go Ae Rin، يتعاون الثنائي لكشف مؤامرة ضخمة تورط فيها زوج Go Ae Rin.
ومن خلال الغوغل، وللبحث عما قدمته تلك الأفلام الأمريكية التي أشارت إليها مواقع التواصل الاجتماعي، توصلنا إلى أن أشهر الأفلام، هي.
فيلم Contagion: عرض هذا الفيلم لأول مرة في السينما عام 2011 وحقق أرباحاً تقدر بـ 135.458 دولار، ويجسد الفيلم الأحداث الحقيقة التي تدور الآن عن انتشار فيروس كورونا وهو من إخراج ستيفين سوديربيرج، وتدور أحداث الفيلم عن ظهور وباء عالمي ينتقل في الهواء وعبر اللمس ويقتل المصابين في أيام قليلة، مما يصيب العالم بالرعب، وفرض الحجر الصحي في معظم دول العالم، ومحاولة الأطباء اكتشاف مصل مضاد له، كما سلط الفيلم الضوء على الخفافيش، معتبراً أنها أصل تفشي الفيروس، الأمر نفسه الذي يحدث حالياً مع كورونا.
فيلم I Am Legend: صدر الفيلم عام 2007 وحقق إيرادات بلغت 572 مليون دولار والذي لعب دوره الممثل العالمي ويل سميث، وهو مأخوذ عن رواية المؤلف الأميركي ريتشارد ماثيسون، ويتحدث عن وباء أصيب به العالم وقتل 90% من البشر، ويحاول ويل البقاء على قيد الحياة هو وكلبه واكتشاف مصل مضاد للمرض الذي يدعي ” إيبولا”.
فيلم Outbreak: يعتبر هذا الفيلم من أشهر الأفلام التي تحدثت عن الكوارث الطبية والمشابهة لفيروس كورونا المنتشر حالياً في البلاد، وتحدث الفيلم عن وباء يدعي ” موتابا” انتشر في أمريكا وظهر في أفريقيا بمنطقة “زائير”، وانتقل الفيروس لأمريكا بعد جلب قرد لإجراء اختبارات على المرض، حيث انتشر المرض سريعاً في إحدى القرى الأمريكية وتم غلقها سريعاً ومحاوله احتواء المرض.
فيلم The Flu: عرض عام 2013 وتحدث عن انتشار وباء يدعي أنفلونزا الطيور الذي انتشر عبر بوندانج، ويهدد سكان سيول بكوريا الجنوبية بالدمار، وتروي قصة الفيلم عن طبيبة ورجل إطفاء يحاولان إيجاد علاج للمرض بالتعاون مع الخبراء السريين الدوليين والعسكريين في محاولة لوضع إستراتيجية لاحتواء الأزمة.
فيلم Quarantine: عرض هذا الفيلم عام 2008 والمقتبس من فيلم رعب إسباني صدر سنة 2007 وتدور أحداث الفيلم عن مصور ومراسلة للتلفزيون تم تكلفتهما بالعمل الليلي في محطة لوس أنجلوس للإطفاء بعد مكالمة استغاثة روتينية، ويجدان نفسيهما في مبنى سكني صغير ويجدان الشرطة قد سبقتهما لنداء استغاثة آخر لسماع الصرخات من إحدى الشقق، ليكتشفا أن قاطني المبنى قد أصيبوا بعدوى غريبة ويهاجمون الجميع فيحاولون الهروب، لكن يكتشفون أنه تم تطبيق الحجر الصحي على المبنى، ولا يستطيعون الهروب.
يبدو أن الخيال البشري قد أمدّ صُنّاع الأوبئة بالكثير من الأحداث، ولعل “كورونا” أحد هذه الخيالات التي تجسدت أولاً في أفلام، ومن ثم على أرض الواقع، ليتنشر في العالم كله.
رقم العدد ١٦٠٠٠