(على إيقاع الزمن) باكورة أعمال ماهر كامل صباهي.. مواضيع اجتماعية ووطنية بنكهة القصّ ذي الأساليب المتنوعة

 

الجماهير- بيانكا ماضيّة

عن دار استانبولي للطباعة والنشر والتوزيع بحلب صدرت المجموعة القصصية (على إيقاع الزمن) للكاتب القصصي ماهر كامل صباهي، وتتضمن قصصاً تناولت مواضيع اجتماعية متعدّدة، من إنسانية وروحية، ووطنية، من خلال بناء فنيّ متعدّد الأساليب، فمنها الواقعية، ومنها التخيّلي.
الكاتب صباهي خريج المعهد المتوسط الهندسي، جامعة حلب عام 1977، كانت له نشاطات فنية متعددة من عزف وتمثيل وتلحين أناشيد كورالية وطنية، في الحفلات الجامعية، إضافة إلى معارض الرسم الزيتي، وذلك خلال اتحاد طلبة سورية، بالعزف والتمثيل.


كتب الناقد الدكتور سمر روحي الفيصل على غلاف المجموعة: ليس هناك بين الفنون الأدبية النثرية، فن أكثر تعدداً في أشكاله من فن القصة القصيرة، فهو فنّ مرن، لأن شكل التعبير فيه يسمح، بعد الإيجاز والتكثيف ووحدة الانطباع، بعدد كبير من أساليب التعبير اللغوية عن المضامين المختلفة، وقد أفاد القاص ماهر صباهي، في هذه المجموعة من تنوّع هذه الأساليب، وسعى إلى الإفادة من إمكاناته الفنية، ولم يكتف بذلك، بل راح يخضعها كلياً لالتزامه بقضايا الإنسان في المجتمع العربي، لذلك نرى قصصه تعالج أدواء الناس بأسلوب لاتعوزه الدقة ولا الوضوح، ولا المغزى، فالقصة بالنسبة إليه قطعة من الحياة، والتزام بالإنسان وأسلوب في التعبير.
عن هذه المجموعة كان للـ(الجماهير) معه هذه الوقفة التي أشار من خلالها إلى أن عمله في مقاولات البناء كان عملاً شاقاً يستنفد كل مجهوده اليومي، إلّا ما قلّ من الفرص وكان ينتهزها لكتابة بعض الخواطر والقصص القصيرة التي لم تخرج يوماً إلى النور، حتى وجد لنفسه متنفسّاً ليجدد ممارسته في كتابة القصّة القصيرة، فكتب عشرات القصص خلال سنوات عديدة، إلّا أنه اختار منها هذا العدد من القصص؛ ليتوّج باكورة أعماله في هذه المجموعة القصصية التي حملت عنوان (على إيقاع الزمن) وعن هذه القصص يقول: على سبيل المثال لا الحصر، تحكي قصّة الأبكم، عن الحمار الذي تمنّى أن ينطق يوماً؛ ليتمرّد على صاحبه ويردّ على ظلمه له. وتحكي قصّة (العبور فوق جسد الحبيبة) عن التنكر للوطن ووضع بعضهم يده بيد الأجنبي؛ لتدنيس أرض الوطن. كما تطرّقت بعض القصص إلى الانحراف الاجتماعي في بيئة أسرية غير سليمة كقصّة (جمر تحت الرماد)، كما عبّرت قصّة (عصير الرمان) عن العاشق المتيّم الذي مازال يعيش مع حبيبته بالرغم من أنّها رحلت نتيجة حادث أليم، كما جاء في قصّة (جريمة في مطعم السندباد) التي تحكي عن رجل أعدم قبل أن ينتقم ممن خانه مع زوجته، فانتقم منه بعد مماته، عندما تقمّصت روحه شخصاً آخر قام عنه بتنفيذ جريمة قتل.
وعما إذا احتوت المجموعة عن قصص الحرب، قال: لم أقف متفرجاً على الأزمة السورية، دون أن أتطرق إلى المهاجرين من خطر الحرب والموت، والعائدين إلى أرض الوطن، والذين بقوا متشبثين بها رغم كل المعاناة، كما في قصة (حكاية عشق لاتنتهي) إلى آخر العديد من القصص الاجتماعية التي نعيشها وتسبّب لنا الألم والحرمان.
أما عن مشروعه الإبداعي المستقبلي فيقول: أعمل حالياً على تحضير مجوعة قصصية جديدة بإذن الله، ورواية بعنوان (قطار الأحزان) تحكي عن فتاة جامعية نزحت من حمص إلى حلب؛ لتمرّ بمحطات من الألم والمعاناة .
رقم العدد 16011

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار