في زمن التفشّي !. قصة قصيرة

الجماهير – بيانكا ماضيّة
فيما كان واقفاً؛ لينتقيَ بعضَ الموادِ المعلّبةِ من “السوبر ماركت”؛ ذاك الشابُ الطويل الذي لايحتاج لموظفِ المكان إن احتاج إلى سلعةٍ ما من الأعلى، اضطررتُ، وأنا أمشي الهوينى، إلى أن أمرَّ من خلفه!.
وفيما كان رافعاً يدَه اليمنى؛ ليتناول شيئا ما من الأعلى، نظر إليّ بطرفِ عينه، ذات يسارٍ مرة، وذات يمينٍ أخرى، كأنه كان يحترز من أن يمسَّ مسامٌ من ثيابي مساماً من ثيابِه، كأن الوباءَ المتفشّي في البلاد ملتصقٌ بي، وغيرُ ملتصقٍ به!.
وبالنظرةِ نفسِها التي كان ينظرُ فيها إليّ رحتُ أنظرُ إليه، ولكن مرتين ذات يسارٍ يفصل بينهما ثوانٍ قليلة وابتعادٌ قليل.
وفيما رحتُ أتابع جولتي في المكان، عدتُ فرأيتُه، ولكن هذه المرة وجهاً لوجه، ثبتت أقدامُه، وتوقّف أمامي، وراح ينظر في عينيّ كأنه يبحث عن شيءٍ ما فيهما، وبالنظرةِ نفسِها التي كان ينظر إليّ في المرة الأولى عدتُ فنظرتُ إليه، بطرفِ عيني، ولكن ذاتَ يمينٍ هذه المرة، فما كان منه إلا أن ابتسمَ فابتسمتُ، واجتزتُه فاجتازني.
بعد خطواتٍ قليلةٍ كان صوتُ ضحكتِه يملأ المكانَ بوباءٍ متفشٍّ!.
رقم العدد ١٦٠١٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار