تزامناً مع قرارات السماح بمعاودة الأنشطة التجارية .. تجمعات وازدحامات وعدم التزام بعض المواطنين بشروط سلامة الحياة
الجماهير – أسماء خيرو
بغض النظر عن الارتياح الكبير الذي أبداه أغلب المواطنين سواء كانوا بائعين أو تجار أو زبائن في الأسواق من القرارات التي صدرت حديثا” وأعادت الحركة إلى الشارع الحلبي إلا أن هذه القرارات التي سمحت بمزاولة مهن معينة في أيام محددة عكست أمراً بالغ الخطورة ألا وهو الكثافة البشرية نتيجة التجزئة الأسبوعية وتحديد ساعات العمل .
فما عليك إلا أن تجوب في أسواق وشوارع حلب حتى ترى تجمعات وازدحامات غير مسؤوله إضافة إلى عدم التزام بعض المواطنين بأبسط شروط سلامة الحياة بارتداء القفازات والكمامات أو الالتزام بمسافة التباعد فالكل يعمل بمقولة ” إلى أن يصل المرض تتوجب الحياة ” وهذا شرخ واضح في وعي بعض المواطنين وصوابية التفكير .
ولقد وقفت “الجماهير” في سوق أدونيس مع بعض المواطنين لسؤالهم عن سبب عدم الالتزام بإجراءات السلامة الوقائية .
يقول أبو أحمد : لا أستطيع أن ألتزم و لم أتعود أن ألبس كمامة أو قفازات إضافة إلى عدم قناعتي بأن هذه الأشياء من الممكن أن تدرأ المرض عني أو عن عائلتي وأنا أفضل أن أشتري بثمنها مواد تنظيف أو مواد تعقيم ، وأظن أن هذه المواد تفي بالغرض ..
أما أبو باسل فيقول : هناك من لم يلتزم باتباع الإجراءات الوقائية على مبدأ “مطنش ” ربما بسبب الفقر والغلاء فكيف للمواطن أن يؤمن ثمن الكمامات والقفازات وهو بالكاد يؤمن الطعام لعائلته وقرار فتح الأسواق في أيام معينه للأسف فيه بعض الخلل وحبذا هنا مراعاة وضع المواطن الاقتصادي وظروفه الاجتماعية وما نلمسه أن هذا القرار زاد من التجمعات والحشود والازدحام .
فيما لميس أوضحت بأن فقدان الوعي هو أحد أسباب عدم الالتزام فمعظم الناس ليس لديهم وعي بخطورة الوضع فما زال البعض غير مصدق بوجود المرض حتى بعد سماع الأخبار بأن هناك حالات مصابة بفيروس كورونا ، الكثير لا يأخذ الأمر على محمل الجد معتبرا” فترة فتح السوق فرصه للترفيه وقضاء أوقات الفراغ .
بينما ندى تقول الكل اليوم خرج للتنزه وأنا من ضمنهم فلم أعد أتحمل الجلوس في البيت أكثر من ذلك ، حاجتنا للتنفس ورؤية البشر أكثر من حاجتنا للشراء معبرة بفرح أنا لا أصدق أن الأسواق عادت إليها الحركة من جديد .
أما أبو محمد الذي دفعته الحاجة الضرورية للخروج لشراء بعضا” من المواد الغذائية قال : إن الوضع مع هذه الحشود في الشارع بات يشكل خطورة لا يجب أن يستهان بها من قبل المعنيين فهناك من بات يتبع أساليب غير واعية فالوضع خطر وغير قابل للمهاترات واللامبالاة التي نشاهدها أحيانا” في الشارع .
بالإضافة الى كل ما ذكر من أسباب والتي من الممكن أن تكون أعطت تحليلا قريباً للصواب إلا أن هناك من يرى أن الملل والفراغ والإدمان على عادات معينة هم الأسباب الأكثر شيوعا” لعدم الالتزام بالرغم من الإقرار بخطورة الوضع .
حيث تقول الطالبة رؤى : حاولت أن أجلس في المنزل وأن أتقيد بالإجراءات الاحترازية ولكن ملل وفراغ قاتل أصابني ولم أعد أتحمل لذلك كنت قبل أن تدق ساعة الحظر أنتهز الفرصة لتبادل الزيارات المنزلية بين الأهل وتمضية الوقت مع الجيران مضيفة” اتركيها على الله “الحامي هو الله ” واليوم أنا وصديقتي أردنا أن نتجول في السوق ونتفرج على ما عرض من بضائع مختلفة .
أما الطفل يامن وافقها بالرأي بشعوره بالملل إن بقي بالمنزل فهو مل من تقليب محطات التلفاز وتصفح مواقع النت .
أما على الذي كان متأبطا” ذراع صديقه دون أن يلتزم بمسافة الأمان فلقد ضحك وسخر من سؤالي عن سبب عدم التزامه بمسافة التباعد قائلا : إلى أن يأتي المرض بيحلها الحلال وقتها نلتزم!.
وما بين الضرورة واللامبالاة يبقى الحال على ما هو عليه ويبقى الأساس هو الوعي وتنفيذ الإجراءات الوقائية حتى لاي قع المحظور الذي نخشى حدوثه جميعا” ..
رقم العدد ١٦٠١٩