عيد … ولكن!
الجماهير – محمود العيسى
أقبلت يا عيدا تنادي في الحضور
وطني يئن بغصة تأبى الظهور
فالمدية الخرقاء يلمع ثغرها
كبغية حسناء تمتهن الفجور
وتقاطرت من نابها بعض الدما
فتصبغت من لونها كل الزهور
وتصادمت أثداؤها بصفاقة
فتعاظمت أصواتها كذبا وزور
وتراقصت أردافها في نشوة
فحبورها في عرسها إثم وجور
قد أزهقت أرواحنا في غبطة
وتجشأت أشلاءنا جوف القبور
فاحمر زهر الياسمين بلحظة
كشقائق النعمان من لحد تثور
أجساد غلمان تقعر بطنها
وبشهوة شخصت إلى الجسد النسور
قد فاض فينا يا رحيم شقاؤنا
والحزن أصبح سائدا بدل السرور
فالطف بنا ما قد قضيت بأمرنا
واصفح لنا زلاتنا أنت الغفور
أسدل علينا رحمة وارأف بنا
مولاي واكشف كل غم في الصدور.
رقم العدد 16062