الجماهير – أسماء خيرو
أقامت وزارة الثقافة، مديرية المسارح والموسيقا، مسرح حلب القومي، عرضاً مسرحياً بعنوان “سيمر الوطن من هنا ” من تأليف وإخراج أحمد كامل شنّان، وتمثيل كل من (عصام بدوي – غياث عبد القادر – بشرى قواص – ضياء علي – منار علي – ربيع أكتع – رهام بدوي – أحمد بدوي – محمود مبروك) بالاشتراك مع فرقة الإبداع للرقص المسرحي، وذلك على مسرح صالة معاوية .
عالج العمل المسرحي بأسلوب درامي فكاهي هادف حالات من الانتظار والمعاناة التي تنتصر بحبها للوطن على حواجز العجز والفقر والأحلام المحطمة التي تتراكم أمام الإنسان.
وفي لقاء مع رئيس الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون أوضح عبد القادر بدور بأن هذا العمل يقدمه المسرح القومي مشكوراً، والذي يدأب دائماً على رعاية كل المواهب الفنية المسرحية الشابة الواعدة التي تعشق المسرح علماً بأن المشاركين في هذا العمل هم من أعضاء الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون، تدربوا فيها جيلاً بعد جيل، وهم من تلامذة السيد أحمد نهاد الفرا مؤسس المسرح القومي في حلب منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي. مضيفاً بأن العمل يعالج بطريقة فلسفية حب الوطن ويعرّي كل من يتخلى عن وطنه، فالمشاركون كل لديهم عاهة لم تتعافَ إلا برجوع الوطن إليهم، فمن لا وطن له لا إنسانية له، والممثلون على الرغم من أنهم هواة ولم يحترفوا المسرح إلا أنهم عشاق للفن والمسرح، لذلك جميعهم دون تمييز أدّوا أدوارهم كما يجب وكانوا مقنعين كي تتكامل الصورة وتصل إلى المشاهد .
وبدوره بين المؤلف والمخرج شنّان أنه أراد من خلال العرض المسرحي أن يجسد التمسك بالأمل والأشياء الجميلة وأن يحث الإنسان على ألا يفقد الأمل مهما عصفت الظروف به وبالوطن، ومهما شعر بالوهن أو الضعف، مشيراً إلى أن الممثلين من خلال أدائهم الرائع حققوا ما يصبو إليه من رؤية إخراجية ويطمح لتجسيده للمشاهد إلى حد كبير .
ومن جانبه لفت عضو مجلس إدارة الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون عبد العظيم الملا أن العرض كان مميزاً جداً ،وخاصة أنه جاء بعد أزمة كورونا، وأنه استطاع أن يسلط الضوء على أهمية الوطن، وعلى التمسك به، فالوطن هو الحضن الدافئ والواقي والراعي لكل أبناء سورية الشرفاء، لذلك يبقى الوطن هو الأغلى والأوفى والذي يشعر في حضنه المرء بالأمن والأمان .
وعن دوره في المسرحية أوضح الممثل” غياث عبد القادر” أنه جسّد دور الأعرج الذي أصيب في الحرب، ونتيجة هذه الإصابة عاد إلى وطنه وإلى حبيبته، ولكن تتخلى عنه هذه الحبيبة فيفقد الأمل، ولكن ينتصر حب الوطن؛ ليعيش بإصابته على أمل أن يتعافى الوطن ويعود كما كان .
فيما قالت الممثلة “ضياء علي” إنها جسدت دور الحبيبة التي تتخلى عن حبيبها لأنه أصيب بعجز، فهي لم تعد تحتمل الفقر والعجز، تعبت من كل شيء، مبينة أنها أرادت من خلال دورها هذا إيصال رسالة مهمة جداً، ألا وهي أن على الإنسان أن يتحدى بالصبر كل الظروف الصعبة وألا يتخلى عمن يحبهم، فعلى البشر الوقوف جنباً إلى جنب، وهي تنصح كل فتاة ألا تفعل كما فعلت هي في الدور الذي جسدته .
وتشير “منار علي” التي شاركت في اللوحة الراقصة إلى أن حب الخير والوطن ينتصر فقط بالصمود والصبر، وبالأمل بتحسّن الأوضاع وعودتها كما كانت عليه.
وبلقاء “الجماهير” بعضاً من الحضور وسؤالهم عن رأيهم في العرض المسرحي قال كل من سدرا قصاص، وتسنيم المحمود، وأحمد نعسان، ومصباح سكيف، ويوسف حمامي: إن العرض لفت انتباههم بمغزاه العميق، وكان أكثر من رائع، وهو من أفضل عروض الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون، إذ منحهم جرعة من التفاؤل والرضى والأمل بأن الغد سيكون أفضل، وأنهم بالمحبة والتسامح يستطيعون أن يتخلصوا من كل الصعاب .
حضر العرض المسرحي، الذي يستمر ثلاثة أيام في صالة معاوية، حشد من الحضور، وعدد من المهتمين بالشأن المسرحي .
ت: هايك أورفليان
رقم العدد ١٦٠٧٣