إدوارد سعيد القيمة والقيم في محاضرة للباحث حمادة

الجماهير – عتاب ضويحي

أقامت مديرية ثقافة حلب .. المركز الثقافي في هنانو محاضرة بعنوان (إدوارد سعيد القيمة والقيم) للباحث محمد جمعة حمادة على مسرح ثقافي العزيزية.
تناول الباحث حمادة في محاضرته هذه جوانب عديدة من فكر ومواقف المفكر إدوارد سعيد الثقافية والنضالية، إذ يعد سعيد أحد أبرز المجددين في النقد الثقافي الجماهيري، غني بالأفكار واللغة الشفافة، مشغول بهاجس العدالة، مادته الثقافية متنوعة، وساهم في توسيع الفضاء في الكتابة العربية المعاصرة رغم استخدامه للغة الآخر، وركز على كشف المسكوت عنه في النصوص البريئة.
في كتاباته عن الأمكنة وعن مسقط رأسه القدس يأخذ القارئ في ثلاث جولات:
جولة في روح المكان، وجولة موازية لدروب روحه هو، وجولة بما يوقظه من شجون وفنون تدور في حنايا أرواحنا. رحلة تعريفية بالمكان والكاتب والنفس، موضوعها القدس وفلسطين، والكاتب أحد العارفين بأسرار روحها. وبدأت صلة الكاتب بالزمان من الطفولة للمنفى، واستخدم في كتاباته الشتات، ووجد ضالته في الترحال الرمز الأشد تعبيراً عن معنى الهوية المتغير الرجراج.

وهب سعيد نفسه لحقيقة لامفر منها، وهي أن الروايات النقدية على لسان مثقفيها لن تجعل منهم أصدقاء حقيقيين يحظون بمناصب أو سواها.
وعن مواقفه من قضية وطنه فلسطين، ذكر المحاضر أن سعيد كان الأكثر فصاحة وبصيرة، والناطق الأكثر عمقاً باسم الفلسطينيين وقضيتهم وإبقائها في مسارها الصحيح لسنوات طويلة؛ للمطالبة بالحرية الفلسطينية والتحرر الكامل، وتحقيق الحد الأدنى من العدالة وكان منفرداً بهذا الرأي.
كان مفكرا ليبرالياً ذا مرجعية إنسانية، عّول على مبدأ الحرية، رابطاً إياها بمبدأ الالتزام، وندد بالاستبداد وأكد على حقوق المواطنة دون النظر إلى العرق والملة.
مثقف أخلاقي بالدرجة الأولى، فالأخلاق عنده أولاً، وواعياً استثنائياً ومتيقظاً بإمكانية الانخراط كمثقف ملتزم.
وختم المحاضر كلامه بالقول إن إدوارد سعيد خسارة في عالم الفكر الذي كان فيه بحق، وخسارة للبائسين المعذبين؛ لأنه لم يتحدث عن الفلسطينيين فحسب، بل كرس نفسه لمبادئ كونية منبعها العدالة والحرية. مثقف عربي لم يأكل خبزه على مائدة سواه، خبزه كمثقف كرامته، وكرامته اقتضت أن يكون خبزه من تنور قلمه. وماكان له أن يحقق القيمة إلا عبر التزامه بالتسامح ونضاله وإيمانه بالثورة وتحرر الشعوب.
هذا وقد تخللت المحاضرة مداخلات من الحضور وقد أغنت المحاضرة في بعض جوانبها.
ت هايك اورفليان
رقم العدد ١٦٠٧٣

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار