حفل موسيقي لفرقة نغم الموسيقية احتفاءً بعيد الموسيقا العالمي … وتكريم نخبة من رموز الفن والموسيقا في حلب
الجماهير – أسماء خيرو
احتفاء بعيد الموسيقا العالمي والذي يصادف ٢١ من حزيران من كل عام، وتكريساً لأهمية الموسيقا كثقافة للحياة، أقامت مديرية المسارح والموسيقا بالتعاون وبالاشتراك مع نقابة الفنانين حفلاً موسيقياً أحيته فرقة نغم الموسيقية بقيادة عبد الحليم حريري، وذلك على مسرح نقابة الفنانين.
تميز الحفل بأنه جمع العازفين المخضرمين مع طلاب وطالبات من المعهد العربي للموسيقا في فرقة موسيقية واحدة، إذ قدموا عدداً من المقدمات والمقطوعات الموسيقية من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب” “النهر الخالد – ويامسافر وحدك ” كما عزفوا ثلاث مقطوعات موسيقية من ألحان المايسترو حريري .
وقد تخلل الحفل تكريم نخبة من رموز الفن وعازفي الموسيقا المبدعين المتقاعدين بشهادة تقدير معنوية تقديراً لعطاءاتهم وإسهاماتهم في مجال الفن والموسيقا.
وبين نقيب الفنانين حريري أن الحفل كان يحمل رسالة بالغة الأهمية غير تقديم الفن الراقي والأنغام الموسيقية العريقة التي عُزفت بتقنية وحرفية مميزة من عازفين مخضرمين ومواهب واعدة، ألا وهي أن الشباب والصبايا الذين عزفوا في الحفل هم تربوا ونشؤوا على حب الفن والموسيقا والحياة، وليس على الإرهاب والتطرف، وأنهم انتصروا بالموسيقا على كل الآلام التي مروا بها خلال الحرب، فهم آثروا أن يتعلموا الموسيقا رغم كل الصعاب والظروف القاسية، وحضروا هذه الاحتفالية؛ ليقدموا أعذب وأجمل الألحان الراقية التي تكرس ثقافة الحياة والصمود وتدحض ثقافة الموت والإرهاب .
ومن جانبه أشار المدير والمخرج الفني غسان الدهبي الى أن مدينة حلب لابد لها أن تحتفل بهذا العيد الذي انطلق من مدينة باريس عام ١٩٨٢ لأنها إحدى المدن العالمية المعروفة بالطرب الأصيل، فهي احتضنت الموشحات الأندلسية، وقدمت للعالم القدود الحلبية، كما قدمت عباقرة الفن والموسيقا وهذا ليس بجديد فحلب كانت تهتم بالشعراء وتحتفي بالموسيقيين منذ عهد سيف الدولة الحمداني ولاتزال حتى الآن. مضيفاً بأن لايوجد منزل في حلب إلا ويوجد فيه آله موسيقية، فمن يصفق له جمهور حلب يصفق له العالم، وأن الحفل لأول مرة يتم فيه مزج مجموعة من الموسيقيين المخضرمين مع طلاب من المعهد العربي للموسيقا منوهاً بأن حلب مازالت تحتفل، وتقيم الأمسيات الفنية، ويعود الفضل في المقام الأول لانتصارات الجيش العربي السوري ، وفي المقام الثاني لجمهور حلب الرائع الذي يعشق الفن والطرب الأصيل، والذي تمكن من الحضور وجمعته الموسيقا في عيدها بعد أن أبعده فيروس كورونا .
وعلى هامش الحفل التقت” الجماهير” بالمكرمين، إذ تحدثت السيدة سوزان كابريليان زوجة الفنان موسيس طوبجيان عوضاً عنه بسبب حالته الصحية قائلة : التكريم له رمز معنوي عظيم بالنسبة لي ولزوجي وخاصة أنه جاء بعد صمودنا وبقائنا في الوطن رغم كل الظروف الصعبة التي مررنا بها، فهو يعكس التقدير والعرفان للجهود التي قام بها زوجي في مجال الغناء والفن، كما يؤكد للعالم بأن صمود شعب حلب لم يذهب سدى ..
وبدوره عبر عازف العود الفنان وليد كردي عن سعادته العارمة، لأنه تم تكريمه وهو مازال على قيد الحياة إذ قال: إن التكريم مبادرة جداً رائعة من قبل نقابة الفنانين التي تحتفي على الدوام بكل أعضائها وتهتم بهم، وبالتالي هي بذلك تبين أعمالهم وتحدث الجمهور عن تاريخهم العريق في الفن والموسيقا حتى يطلع عليه من لم يعرفهم من الجيل الجديد، وفي الوقت عينه تحث وتشجع كل من يرغب أن يسير في طريق الفن على الانضمام إلى النقابة .
ومن جانبه لفت مدرس آلة العود ورئيس قسم الآلات الشرقية في معهد صباح فخري العازف عبد الغني سرو إلى أن التكريم هو بمثابة شهادة تقدير وعرفان بالعطاء الذي قدمه لسنوات عديدة ومازال يقدمه حتى وقتنا الحاضر في خدمة الموسيقا، وأنه شرف كبير له ولعائلته ولجميع الفنانين، فالإنسان عندما يشهد التكريم وهو على قيد الحياة أفضل بكثير من أن يكرم بعد وفاته.
فيما عازف الجيتار الفنان فاروق عطار الذي كان يشعر بالفخر والامتنان الكبير لحصوله على هذا التكريم بعد أن تقاعد من عمله بسبب وفاة ابنه الشهيد تمنى بأن يتم تذكر وتكريم كل مبدع وموسيقي في حلب.
حضر الحفل عضو المكتب التنفيذي بمجلس محافظة حلب ذكرى حجار وجابر الساجور مدير الثقافة ، وبعض من أهالي المكرمين، وعدد من المثقفين والفنانين وحشد من الحضور .
ت: هايك
رقم العدد 16080