رجال الدين بحلب : ندعو جميع المواطنين أن يمارسوا حقهم الدستوري ويختاروا من يرونه مناسباً في مجلس الشعب
الجماهير/ انطوان بصمه جي
انطلاقاً من كون الدين المسؤول الأول عن زرع القيم والأخلاق الفضيلة في نفوس الناس، كان لـ “الجماهير” لقاءات خاصة مع رجال الدين الإسلامي ورؤساء الطوائف المسيحية للحديث حول أهمية المشاركة في الانتخابات التشريعية في التاسع عشر من الشهر الجاري.
وقال الشيخ مصطفى دهان مشرف الفريق الديني في مديرية أوقاف حلب وخطيب مسجد فاطمة الزهراء في جمعية الزهراء إن المجتمع على أبواب دورة جديدة لانتخاب أعضاء مجلس الشعب وعلى المرشحين أن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن يكون الوطن وهموم المواطن أمانة في أعناقهم وأن يقدموا ما يحتاجه أبناء الوطن بفئاته كافة ويدافعوا عن مطالب المواطنين وكل ما يحتاجه المواطن والسعي لإيجاد حلول لها.
وعن مطالب شرائح المجتمع من أعضاء المجلس القادم أوضح دهان أنه ينبغي التركيز في المقام الأول على النهوض بمسيرة العلم والاهتمام بالنشاط والأبحاث العلمية والعمل على رفع سوية التعليم للنهوض بالوطن بالإضافة إلى رفع سوية الشؤون الصحية ورفد الكوادر الصحية بما تحتاجه في الآونة الحالية، بالإضافة إلى التركيز على الشق الاقتصادي وتسريع عجلة دوران الانتاج وتعافي الليرة السورية الأمر الذي يسهل حياة المواطن للعيش في بحبوحة تجاه ما يعانيه من الأحداث اليومية من ارتفاع في أسعار المواد الأساسية التي تحتاجها الأسرة.
في حين، قال المطران ديونوسيوس أنطوان شهدا متروبوليت حلب وتوابعها للسريان الكاثوليك: إن المشاركة واجب وطني على كل مواطن سوري، متمنياً أن يكون المرشح الفائز خادماً للشعب ، طالباً من أبناء الرعية التوجه لصناديق الانتخاب والإدلاء بأصواتهم للمرشح الذي يرونه خادماً وأميناً على أصواتهم ويعمل على تلبية طموحاتهم وحل مشكلاتهم.
وأضاف متروبوليت حلب وتوابعها للسريان الكاثوليك أننا كممثلين عن الكنيسة نأمل من المرشحين الذين سيفوزون في الانتخابات القادمة أن يستمعوا لمطالب وهموم الشعب ونقلها إلى المجلس، وعن المتطلبات دعا المطران شهدا أن يكونوا الأعضاء أمناء على الوطن في المقام الأول و العمل على خدمة البلد وكافة شرائح المجتمع، وأن يكونوا على درجة عالية من الثقافة وحسن السيرة بالإضافة إلى امتلاكهم خطط جديدة متطورة والعمل على تمثيل البلاد في البرلمانات العالمية.
بدوره، أوضح الشيخ هيثم الحسيني رئيس دائرة التوجيه والإرشاد في مديرية أوقاف حلب أن الإنسان يدخل بالإيمان في الكلمة ويخرج من حيز الإيمان بالكلمة ويتزوج بكلمة، ومن هذا الطرح على المسلم أن يعلم أن قيمة الكلمة التي يقولها، فنحن اليوم أمام كلمة تحدد مستقبل سورية والعمل على إعادة البناء، والكلمة بمثابة أمانة أمام الله عز وجل وهي على عاتق المؤمن من أجل أن يضعها في شخص موثوق يعيد إعادة إعمار البلد وأن يكون من المخلصين الأوفياء لهذا التراب الطاهر، سائلاً الله التوفيق لكل الأهالي لاختيار من يرونه مناسباً لتمثيلهم تحت قبة البرلمان، متمنياً من الله أن يمد يد العون لأعضاء مجلس الشعب القادم لاجتياز الطريق الصعب، وختم الشيخ الحسيني برسالة موجهة للمرشحين “الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله” فالمطلوب تأدية خدمة لجميع أفراد الشعب على جميع مذاهبهم وأديانهم وخدمة الإنسان المخلوق من قبل الله عز وجل.
من جانبه، قال المطران بطرس مراياتي رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك هذه مناسبة وطنية هامة وندعو جميع المواطنين ليقوموا بحقهم الدستوري ليختاروا من يرونه مناسباً في مجلس الشعب، والذهاب إلى صناديق الانتخاب للتعبير عن رأيهم_ وهو شأن ضميري وجداني _ فلا يٌفرض على أحد أن ينتخب وإنما الإنسان المؤمن يذهب من تلقاء نفسه ويختار الشخص المناسب دون النظر إلى اعتبارات خاصة إنما يكون الاعتماد على الكفاءة.
وحث المطران مراياتي المواطنين على المشاركة في الانتخابات التشريعية في التاسع عشر من تموز وأن يقدموا بأصواتهم من يرونه مناسباً، مضيفاً أن الطائفة تؤمن أن مجلس الشعب هو الهيئة التشريعية التي من خلالها تُسن الشرائع والقوانين فيجب أن يكون المشارك في هذه النقاشات أهل لها وجدير بالثقة، وأن يعطى للمواطن أن يدلي بصوته كما يريد لما هو خير للوطن.
وأوضح الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكه رئيس دائرة التدريب والتأهيل في مديرية أوقاف حلب أن المشاركة واجب ديني وإنساني وأخلاقي في الدرجة الأولى، لأن الإنسان يسهم في انتخاب من يمثله وبذلك يسهم الناخب في وضع حلول للأزمات الحالية، في حين ينبغي على الناخب ألاّ يتنصل من أداء حقه الدستوري في انتقاء الشخص المناسب الذي يبث من خلاله همومه، موضحاً أنه يجب أن تكون النظرة رغم كل الظروف ناصعة البياض والبحث من خلال البرامج الانتخابية عن شخص يمثل صوت الشعب وأن يكون بوابة للعمل على حل المشكلات ليصدر بكل طاقاته ويستثمر وجوده في المجلس من أجل خدمة المواطن في جميع القطاعات الصحية والزراعية والاقتصادية.
وعن السمات التي ينبغي أن يتحلى بها عضو مجلس الشعب القادم، أضاف الشيخ كوكه أنه على المرشح أن يكون صادقاً ومخلصاً لمن أعطوه الصوت ودؤوباً لا يعرف الكلل والملل لكي لا تبوء مساعيه إلى الفشل، وأن يتمتع بنظرة عامة بعيدة عن الشخصنة وأن يحرص أن يكون الكرسي للشعب وليس لتحقيق رغباته وطلباته وأهوائه ومجده الشخصي.
بدوره قال المطران يوحنا جنبرت متروبوليت حلب وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك إن الظروف الراهنة تحتم على كل مواطن أن ينتخب ويعطي رأيه لمن يراه مناسباً لكلمته واحتياجاته، طالباً من المرشحين وضع الهموم والمشاكل تحت القبة التشريعية واعتبار السلطة التشريعية الجهة الرقابية على دور السلطة التنفيذية، مضيفاً أن دخول المرشحين لمجلس الشعب ليس وظيفة اعتيادية او ارتقاء في المناصب وإنما وجودهم لخدمة الشعب وهم مسؤولون أمام الله وأمام الوطن والشعب أيضاً عن تأخيرهم وعدم التزامهم بمسؤولياتهم وأن يكونوا على مستوى المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقهم وأن يعرفوا أنهم سيطالبون من قبل الشعب والقيادة والرب سيحاسب عن تقصيرهم ويجب أن يسعوا بكل إمكاناتهم ومحبتهم للوطن أن يقدمواً الكثير من طاقاتهم.
وأضاف المطران جنبرت أنه على عضو مجلس الشعب أن يكون مثقفاً نوعياً أي ليس حاملاً لدرجات علمية عالية بل أن يكون مطالعاً ومتابعاً للأحداث وأن يحمل ذهنية إيجابية في خدمة المواطن وشفافاً وان يعي أنه ليس بموقع استثماري بل جاء بفضل صوت الشعب ليؤدي خدمة له بغض النظر عن مصالحه الشخصية وهي رسالة مقدسة يقدمها كل شريف لوطنه، متمنياً أن يكون المجلس القادم فاعلاً ومتألقاً وحريصاً على مصلحة الشعب ومنفتحاً على جميع أطياف المجتمع بفئاته كافة.
تصوير: هايك أورفليان
رقم العدد 16102