أدوات الإبداع في العرض المسرحي.. عقاد : لاتتمسكوا بالشواذ دون معرفة النظرية

 

الجماهير – عتاب ضويحي

ضمن محاضرة أقامتها مديرية ثقافة حلب حملت عنوان (أدوات الإبداع في العرض المسرحي) للمخرج نادر عقاد تناول فيها الحديث عن أداتين من أصل ست من أدوات الإبداع يجب على المخرج المسرحي وضعها بعين الاعتبار ليحقق الهدف الأعلى للعرض وهو التطهير، الأداة الأولى ” النص المسرحي” إذ أكد عقاد على المخرج أن يختار نصا متناسبا مع أفكاره وإمكاناته وقدراته التنفيذية، وملامسا للواقع ولو في بعض جوانبه لأنه من المستحيل أن نجد نصا مسرحيا يلم بالواقع بكل جزئياته.
وأوضح المحاضر فكرة أن “المخرج مؤلف ثان للنص المسرحي” التي ظهرت بين المخرجين، فالهدف منها تدخل المخرج إخراجيا وليس أدبيا فالنص الأدبي يجب أن يحترم، وضرب عدة أمثلة على التدخل الإيجابي للمخرج زاد من أفكار النص عمقا وأعطاه روحا جمالية مبدعة كمافي مسرحية “الملك هو الملك” لسعد الله ونوس أدخل المخرج فقرة غنائية للفنان محمد منير لم تؤثر على النص بل زادته جمالا، كذلك في مسرحية “كارمن” التي قدمها الفنان محمد صبحي عن أوبرا غنائية فرنسية، حافظ المخرج فيها على روح النص وقدم لوحات راقصة أوبرالية.
أما الأداة الثانية للإبداع” الممثل” فالعلاقة مابين المخرج والممثل علاقة جدلية حوارية تصب في هدف الارتقاء بالعرض المسرحي كما أشار العقاد، والمخرج عليه أن يدرك بأن شخصيات العرض المسرحي كائنات بشرية كتبها المؤلف على الورق وعليه أن يعيد لها الحياة على خشبة المسرح، من خلال الممثل الذي يحب أن يصبح مرآة جسد الشخصية التي يلعبها على الخشبة و متى ماحقق هذه المعادلة يبدع ويصل لمرحلة الصدق في التعبير والإقناع، وكلما غاص في أعماق الشخصية حصل على الأفق الإبداعي الذي لايأتي فجأة بل بالتدريج. فالموهبة تحتاج لصقل وتهذيب خاصة بعد أن صار للدراما دراسات وأبحاث ودخلت عليها تقنيات وأصبح لها أصولا وقواعد.
ولخص المحاضر فن التمثيل بأربع كلمات
“لو، متى، كيف ولماذا” متعلقة جميعها بردة الفعل، منبها المخرج لعدم الوقوع في فخ القوالب الجاهزة لأنها لاتعطي الصدق والإقناع في الأداء، فكل فعل على خشبة المسرح يجب أن يكون مدروسا وله مبرر.
كما تحدث العقاد عن الأفعال التي تنتقل بالعدوى “البكاء، الضحك، التثاؤب “
والأفعال التي تحتاج المشاركة لتظهر (الدغدغة، الحب).
وختم المحاضر محاضرته بتوجيه كلمة للشباب “افعلوا ماشئتم بشرط تحقيق الصدق والإقناع والجمال سواء في الكوميديا أو التراجيديا، ولكل نظرية شواذ لاتتمسكوا بالشواذ دون معرفة النظرية.
تخلل المحاضرة مداخلات وتساؤلات من الجمهور.


وقد حضرها جهاد غنيمة مدير ثقافي العزيزية وعدد من المسرحيين من طلاب وممثلين.
ت:هايك اورفليان
رقم العدد ١٦١١٢

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار