المعكوس في فهم كلام لم يذكره القاموس في محاضرة

الجماهير – عتاب ضويحي

أقامت مديرية ثقافة حلب – مركز ثقافي الفردوس محاضرة بعنوان “المعكوس في فهم كلام لم يذكره القاموس” قدمها أحمد منير سلانكلي تناول فيها بدايةً منشأ اللغة العربية وأقدميتها وتنافس الكتاب والباحثين في تثبيت استنتاجاتهم وأبحاثهم، فمنهم من قلل من شأن اللغة العربية مستنداً على معلومات مدسوسة وضعت من قبل الإنكليز والفرنسيين أوائل القرن الماضي، ومنهم من قال بقدم وتسيد الآرامية والكلدانية والبابللية وغيرها من اللغات الأخرى على اللغة العربية معللين ذلك بنزول الكتب السماوية قبل القرآن الكريم، متناسين الوجود العربي، فالتاريخ يؤكد وجود معاهدات بين العرب والرومان باللغة العربية، إضافة للقصائد العربية المليئة بذكر الحيوانات “الحمر الوحشية، الغزلان، النمور” التي تتطلب سلسلة غذائية ما يؤكد علمياً وجغرافياً قدم وجود اللغة العربية ماقبل الجفاف، وسواد اللغة العربية وقدمها في بلاد الشام والعراق حيث تعدد الثقافات والحضارات.
وانتقل المحاضر للحديث عن تميز اللغة العربية عما سواها من لغات لما فيها من سهولة وإعجاز وعبقرية وامتلاكها وسائل توسع لفظي يساهم التبادل الموقعي لحروف مفرداتها في تكوين ثروة لغوية، إلى جانب الخيال المشترك بين الكلمات منها “عش، عشاء، عشرة، معشر”.
والكلمة العربية ليست رمزا يلتصق به المعنى، بل صورة تتألف من صوت وخيال مرئي ومعنى هو قوام تألقهما.

كما أورد المحاضر أنماطاً على إبداع الكلمة العربية فمثلا كلمة تفاح منحوتة من تف وفاح وتوحي بفاكهة تجعل اللعاب ذا رائحة زكية، كلمة سلحفاة منحوتة من سل ولحف توحي بزاحفة تنسل ملتحفة بقوقعتها، عصفور منحوتة من عصف وفر وعبقري من عبق وقر وغيرها الكثير.
أيضا ذكر سلانكلي أمثلة على تغير معاني الكلمات وإعطاء عكس معناها بعكسها وقراءتها من اليسار إلى اليمين منها على سبيل المثال :
عش بمعنى العمى وشع الظهور، رفع وعفر بمعنى دس الشيء، مزح وحزم بمعنى الشدة، سكر وركس بمعنى إخراج الشيء عنوة، عقر ذبح ورقع أصلح، رك وكر بمعنى الجري والعدو، حش وشح، حق وقح، ضاع وعاض وغيرها.
وخلص المحاضر بالقول إلى إن اللغة العربية تتمتع بخاصية فريدة مايدل على إعجازها، وحث المهتمين على الغوص في بحرها والوقوف بوجه كل المحاولات التي تريد تشويهها وطمس جمالياتها.
حضر المحاضرة عدد من المهتمين والمتابعين للشأن الثقافي، وقدمها مدير مركز العزيزية جهاد غنيمة.
ت : هايك اورفليان
رقم العدد ١٦١١٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار