قصة قصيرة.. من يوميات جندي جريح

 

الحماهير .. بيانكا ماضيّة

لم أجد نفسي إلا تحت الأنقاض عدا ما ظللته طاولة حمت رأسي من أن تلحق ببقية جسمي.. حاولت تحريك يديّ ورجليّ فلم أفلح، كأن اسمنتاً صبّ على كاهلي.. حصل هذا بعد أن تقدّمنا في هجومنا على أولئك الأوغاد الذين يفجّرون كل شيء..ولم أسمع في الثواني الأخيرة إلا صوت قذيفة تخترق البناء الذي احتمينا بجدرانه الخارجية في أثناء ذلك الهجوم.. لحظات وتغير كل شيء.. جسدٌ يابس لاقدرة لي على تحريكه.. ورأس أصبحت خارج العالم.. في تلك اللحظة لم تبق صلاة إلا وذكرتها في صلاتي للنجاة من هذا الغرق الإسمنتي.. لحظات يصعب عليّ الآن تذكّر أوجاعها.. فتأثيرها ترونه الآن على مفاصلي وساعديّ.. لكني في تلك البئر الإسمنتية لم أستطع أن أمنع خيالي من السفر إلى تلك المرأة التي كانت تعجن الخبز على قارعة الطريق.. أو أن أمنع ذاكرتي من تذكّر رائحة تلك الأرغفة التي كانت تخبزها أمي..
رقم العدد ١٦١٢٠

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار