الجماهير -وسام العلاش
يحاول أفراد المجتمع في ظل التغيرات التي طرأت مؤخراً على الوضع الاقتصادي من ارتفاع أسعار السلع والمشتريات في ظل جائحة كورونا وغير مما دفعه إلى ترشيد الإستهلاك والتعامل مع النفقات بترشيد اقتصادي كبير ، وقد شمل هذا التغير الاستهلاكي جميع شرائح المجتمع سواء(المسرف أو المتوازن أو المتقشف) فالكل أخذ قرار الترشيد الإستهلاكي والإتفاق على شراء ماهو من أكثر الضروريات والتي لايمكن الاستغناء عنها ، والتخلي بالمقابل عن الكماليات وكل ما لا يعتبره أكثر من ضرورة.
ولرصد واقع الشراء والتغير في السلوك الشرائي لدى الفرد قامت” الجماهير ” بالتعرف على بعض العادات الشرائية الجديدة التي اتبعها المستهلك في ظل ارتفاع أسعار السلع بكافة أنواعها(الضرورية والمكملة والمعمرة)
وكانت الآراء التالية..
-“توليد أنماط جديدة للسلوك الشرائي..
بيّن ابو أحمد أنه استغنى عن فكرة شراء( حافظة طعام) كهربائية هذا العام لأن سعرها /٥٠٠/ ألف وهي من الحاجات التي كان يخطط لاقتنائها، حيث الواقع الحالي للأسواق يشهد ارتفاعاً بالأسعار للسلع الكهربائية نتيجة انخفاض قيمة الليرة وارتفاع تكاليف الانتاج ومن الممكن حالياً الاستغناء عن بعض السلع المعمرة والتي قد نعتبرها رفاهية مثل الكهربائيات والمفروشات.
أما لميس فكانت قد أجلت فكرة شراء غرفة جلوس لأن سعرها بدأ من مليون ونصف ليرة واكتفت بعدد من الكراسي البلاستك وطاولتها.
أوتأجيل بعض السلع وتأخيرها كما قامت به ( سعاد) هذا العام حيث قالت : أنها أجلت شراء الألبسة والأحذية هذا الشهر بسبب ارتفاع أسعار الضروريات(السلع الغذائية ) وأنها تنتظر بأن يكون هناك عروض التخفيضات على السلع حتى تستطيع الشراء.
– الإستغناء عن بعض الضروريات لتصبح في قائمة الكماليات..
لم تسلم السلع الغذائية والتي تعتبر من
الضروريات من ارتفاع أسعارها كالخضار والمواد الغذائية إضافة للحوم بأنواعها الحمراء منها والبيضاء التي شهدناها هذا الموسم ومنذ أشهر تخطت أسعارها الواقع ليصبح سعر كيلو الفروج المذبوح/٤٨٠٠/ ليرة علماً أن جميع المحال تشهد قلة في الطلب على هذه المادة ، حتى اضطر المستهلك لترتيب وفصل بعض الضروريات من السلع لتصبح من الكماليات فقد بينت أم أحمد بأنها أعادت تغيير قائمة المشتريات لديها هذا الشهر لأن أسعارها لاتتوافق مع قدرتها الشرائية فاستغنت عن شراء الشوكولا السائلة والجبن الكريمي إضافة للحلاوة الطحينية والمربيات والمرتديلا كل هذه السلع اعتبرتها من المكملات بعد أن كانت توفرها للعائلة كل شهر حيث بلغ سعر الجبن المشلل/٣٦٠٠/ ليرة والشكولاته بسعر/٣٢٠٠/ليرة أما دبس الفليفلة/٣٠٠٠/ليرة.
– الترشيد الاستهلاكي..
أما نوال تضيف قائلة بأنها لم تعد تشتري أبداً كميات كبيرة من المواد الغذائية بسبب ارتفاع سعرها واذا اضطرت لذلك تقوم بشراء كمية قليلة جداً لقضاء يومها.
وعن البيض والألبان يضيف سعيد بأنه خفف من شراء هاتين المادتين بسبب ارتفاع سعرهما ويكتفي بشراء واحدة فقط خلال الشهر وذلك بعد وصول سعر اللبن للكيلو غرام الواحد/٤٥٠٠/ ليرة في بعض المحال التجارية التي لاتلتزم بالسعر الموحد أما البيض فكان سعره/٣٩٠٠/ليرة .
– مبادرات خجولة من قبل التجار ..
بالرغم من قيام عدد من التجار بمبادرة لطرح مجموعة من المنتجات الغذائية والأساسية إضافة لافتتاح عدد من المهرجانات بهدف كسر الحلقة الوسيطة بين المنتج والمستهلك إلا أن هذه المبادرات والفعاليات لم تكن على قدر من المستوى المقبول لتغطي احتياجات المواطن الكاملة من السلع الغذائية فاتصفت بأنها خجولة
وقليلة ولمرة واحدة فقط ولعدد محدد من التجار المبادرين وبأسعار ليست بالمقبولة إلى حد ما .
وفي ملخص الحديث ووفقاً لما لمسناه من معاناة للمواطن في توفير السلع منذ بدء الارتفاع بالأسعار وما أضيف عليه من مواجهة الجائحة الكورونية فإن المستهلك مازال يعيد ترتيب احتياجاته ويغير في سلوكه الشرائي بما يتناسب مع قدرته الشرائية ولكن نأمل بأن نلتمس الحلول الفورية والعاجلة في زيادة التدخل الإيجابي لخفض السلع وزيادة المبادرات وتفعيلها بالشكل الأمثل لمنع ازدياد وتفاقم الفجوة بين الأسعار المطروحة من قبل التجار وبين القوة الشرائية للفرد المستهلك.
رقم العدد ١٦١٣٤