الثقافة تكرم عدداً من الباحثين في التراث والفن …وتفتتح معرضاً للوثائق القديمة والمخطوطات التراثية ضمن إطلاق فعاليات مهرجان التراث الشعبي الإلكتروني

الجماهير – أسماء خيرو

برعاية وزارة الثقافة وضمن الالتزام بالإجراءات الاحترازية أطلقت مديرية الثقافة في حلب بالتعاون مع مديرية التراث الشعبي فعاليات (المهرجان الشعبي السوري الثاني الإلكتروني) احتفاء بأيام التراث السوري، وذلك في صالة تشرين في السبيل.
بدأت الاحتفالية بإلقاء مدير الثقافة جابر الساجور كلمة حول المهرجان، ومن ثم تكريم عدد من الباحثين في مجال الفن والتراث، ثم تم افتتاح معرض محمد خواتمي الذي تضمن مايقارب المئة من الوثائق القديمة والمخطوطات التراثية، كما تضمن عدداً من آلات تجليد الكتب القديمة، ومواد حفظ المخطوطات والوثائق التراثية .
وأوضح مدير الثقافة أن مديرية الثقافة افتتحت اليوم مهرجان التراث الشعبي الثاني، احتفاء بأيام التراث السوري، وأن جلّ فعاليات المهرجان إلكترونية نتيجة الظروف الصحية الراهنة وضمن الإجراءات الاحترازية، والانطلاق كان بتكريم عدد من الشخصيات المهتمة بالحفاظ على التراث والفن، ثم تم افتتاح معرض وثائقي تضمن عدداً من الوثائق القديمة الخدمية وكيفية تجليد الكتب القديمة والحفاظ على المخطوطات.
بدورها عضو المكتب التنفيذي في محافظة حلب ذكرى حجار أشارت إلى أن المعرض، هو استمرار للحياة الثقافية في مدينة حلب ،على الرغم من الحرب والوباء ، وأن المعرض مهم جداً لأنه يحتوي على مئة وثيقة مدنية، وخدمية، ومعيشية، وهذا يدل على أن الحضارة انطلقت من مدينة حلب، وأن المهرجان بالإضافة لكونه تراثاً شعبياً، يمثل هوية للسوريين عامة ولحلب خاصة، منوهة بأن كل موروث شعبي هو فخر لأهالي حلب .
فيما قال الدكتور الباحث في التراث اللامادي خواتمي: بأن اللوحات الوثائقية التي شارك بها في المعرض هي أوراق رسمية موقعة بالختم والطابع الرسمي تتنوع مابين الخدمية والإدارية والمدنية والاجتماعية التي يعود تاريخ إصدارها إلى أعوام ( ١٩١٤ و١٩٢٥ و١٩٢٦ ) حيث أن تلك الفترة تعد مهمة جداً، لأنها كانت بداية تشكل الدولة السورية، إذ كانت الأمور عبارة عن تنظيم إداري للقطاعات الخدمية في الدولة، مؤكداً على ضرورة المحافظة على الأوراق الرسمية أياً كان نوعها، وعدم التقليل من قيمتها، لأنها تعد وثيقة تاريخية، لها قيمة وطنية ومادية، فالورق مهم لأنه يمثل التاريخ والتراث ..
والتقت “الجماهير ” على هامش الافتتاح بالباحثين في الفن والتراث الذين كرمتهم مديرية الثقافة بشهادات تقدير إذ قال الفنان عمر سرميني: إن هذه المناسبة تعني له الكثير فلقد أسعدته كثيراً، وأن المعرض نشاط قيم لأنه أتاح له أن يتعرف على العديد من المخطوطات الوثائقية القيمة، منوهاً بأن التكريم يعطي لكل فنان وكاتب وأديب الحافز كي يعود للساحة الثقافية ويجتهد وينطلق للعطاء أكثر وأكثر.


وبدوره قال المهندس الباحث مصطفى عرب: إن الإنسان وجد كي يخدم وطنه بما يملك من قدرات فكرية، وأدبية، وعلمية، وأنه حاول جاهداً أن يقوم بخدمة وطنه على أكمل وجه، من خلال المراكز التي تبوأها خلال حياته المهنية، وأنه بعد التقاعد والتفرغ أصبح باحثاً في التراث اللامادي، اهتم كثيراً بإقامة المحاضرات عن فلسفة الموسيقا، فضلاً عن إجراء الأبحاث عن الموسيقا التراثية لفنانين أمثال (عمر البطش – بكري الكردي – صبري مدلل) وغيرهم من عظماء الفن الحلبي، مبينا أن التكريم أثلج صدره لأنه ولد لديه شعوراً بأن هناك من يهتم لأعماله ولنتاجاته البحثية وأن هناك من يقدر ماقدمه من جهد طيلة سنوات عمره التي مضت .
ومن جانبه قال المهندس عبد الهادي حردان رئيس مجلس إدارة الجمعية السورية لتأهيل الآثار والحرف: أجمل مافي التكريم، أن يكرم الإنسان وهو على قيد الحياة، وهو يتقدم بالشكر الجزيل لوزارة الثقافة، ولمديرية الثقافة بحلب على هذه المبادرة القيمة، إذ أن التكريم شكل لديه الدافع وفي هذا التوقيت بالذات بأن يكون معطاء أكثر للوطن، فضلاً عن حثه على المحافظة على التراث، والاجتهاد لإعادة ترميم المباني الأثرية التي تعرضت للدمار والخراب على يد المجموعات الإرهابية، وإعادتها إلى سابق عهدها .
هذا ويستمر معرض الوثائق التاريخية للدكتور خواتمي والذي حضره رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي عماد الدين غضبان، و عماد الصالح أمين شعبة الموظفين للحزب، ومعاونا مدير الثقافة أحمد محسن، وأحلام استابولي، وعدد من المثقفين والمهتمين لغاية يوم الخميس ٢٠ / ٨ / ٢٠٢٠ .


ت : هايك أورفليان
رقم العدد ١٦١٣٦

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار