العرض المسرحي “كوميديا سوداء”.. ضوء على مفارقات العلاقات الإنسانية

 

الجماهير- عتاب ضويحي

قدمت مديرية المسارح والموسيقا مسرح حلب القومي العرض المسرحي “كوميديا سوداء”من تأليف بيتر شافر وإعداد حسام الدين خربوطلي وإخراج حكمت نادر عقاد على مسرح نقابة الفنانين بحلب.
العمل يقدم مزيجا” من الفلسفة والكوميديا الهازئة على مفارقات إنسانية، ويلقي نظرة على مواقف غاية في الطرافة على حماقات شخصيات العمل تفترض الظلام من حولها رغم النور الموجود، فتارة يضاء المسرح رمزا لما يكتنف النفس البشرية من مجهول، وتارة أخرى يضاء توسيعا” لمجال إضاءة العقل البشري.
تدور أحداث العمل المسرحي في بيت البطل “برين “الذي يدور حديث بينه وبين خطيبته “كارول “وهما يستعدان لاستقبال رجل ثري على أمل أن يبتاع بعضا” من أعماله، لكن الانقطاع المفاجئ للنور يقلب الأمور رأسا” على عقب، وتتصرف الشخصيات كما لو أنها في عتمة حتى مع وجود النور، مما يصعد المواقف الكوميدية لجهة الحركة والارتجال، وكأن العمى المؤقت مرآة لسلوكيات شخصيات تعيش زيفا” مغلفا” بقشرة من القيم الثقافية والاجتماعية وتنتهي المسرحية بتداعي البناء لصالح القوى الداخلية وقد تخلصت من عناصر الزيف.
الجماهير التقت بمدير مسرح حلب القومي جابر الساجور الذي أوضح أن العمل بمشاركة شخصيات من المحترفين والهواة ماهو إلا محاولة للدمج بين الخبرات والاستفادة من خبرات المحترفين والتمتع بروح المواهب الشبابية، ويسلط العمل الضوء على الواقع وإشكالاته الواجب حلها وعكس مفارقات إنسانية تتعدد باختلاف الشخصيات ومواقفها، ونأمل أن يحقق المتعة والفائدة للجمهور المتلقي.


وفي سياق متصل بيّن مخرج العمل حكمت عقاد أن العمل المسرحي يعتمد على كوميديا الموقف بعيدا” عن التهريج والإسفاف، بمعنى أن الضحك ناتج عن حدث ما أو مجموعة أحداث تجعلنا نضحك، وتابع القول: حاولنا بهذا العمل تقديم نوع من أنواع الكوميديا الجديدة البسيطة المعتمدة على مدرسة “كوميديا الفارس” وليس لها علاقة بالنكتة، وحاولت الدمج بين جيلين للاستفادة وتحقيق التبادل بين الخبرات.
كما التقت الجماهير بالممثلين وعن دوره قال عمر دوبا :أديت شخصية “برين” فنان تشكيلي ونحات لكنه فقير يحاول أن يكسب رضا والد حبيبته الجنرال بأي ثمن، ويتفق مع شخص ثري ليشتري أعماله وحتى لايكتشف فقره يستعير أثاث جاره لكنه يتفاجأ بوجود أشخاص غير مرغوب بهم في بيته وتتطور الأحداث وتتصاعد.
الممثل أحمد شعبان أدى دور الجنرال الذي يريد المحافظة على ابنته البسيطة من حبيبها الانتهازي الذي يريد أن يصل عن طريقها مستغلا موقع والدها لأهدافه.
هوري بصمجيان لعبت دور” جانيت” الجارة “العانس “من عائلة محافظة تحب الحياة وتتصرف كما الفتيات الصغيرات تحب جيرانها وتخاف عليهم.
إياد شحادة قام بدور مارك الجار الثري الذي يتعرض للسرقة من قبل جاره الفنان “برين” وتتطور الأحداث وتتولد الكوميديا بناء عليها.
منيسا ماردنلي بدور “كارول “فتاة جميلة لكنها ساذجة وبسيطة تحب برين وتدفعه وأهلها للقيام بتصرفات غير مسؤولة بسبب سذاجتها.
قمر الزمان برو بدور “كليا” حبيبة برين السابقة التي تكشف حقيقته وتفضح المستور.
طارق خليلي بدور عامل الكهرباء يتقمص شخصية الإنسان المتذوق للفن.
اللوحات المشاركة في ديكور المسرح من أعمال الفنان التشكيلي محمود الساجر.

وشهدت المسرحية حضورا” جماهيريا” وتفاعلا كبيرا”. 

هذا وتستمر المسرحية حتى السابع عشر من الشهر الجاري.


ت: هايك أورفليان
رقم العدد ١٦١٦٢

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار