الجماهير – عتاب ضويحي
أقامت مديرية ثقافة حلب بالتعاون مع فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب محاضرة بعنوان “منى بدوي الشعر والتجربة” قدمها الناقد محمد جمعة حمادة في مقر الاتحاد.
تناول المحاضر في حديثه التجربة الشعرية للشاعرة بدوي التي بدأت في سن ال45 عاما، من غير تشجيع أو دعم من أحد، ولها من الدواوين أربعة “رعاف قلب، سلاما أيها الحزن، مهجة تراق وقلبي فراشة الحقل” وقصة واحدة نشرتها في مجلة المرأة السوفيتية.
أخذها الشعر لعالمه، كانت تكتب وتُسمع والدها شعرها، وأعجب بما تكتبه، لم تتعب في البحث عن موضوع للقصيدة فالأوراق بين يديها، أوراق معاناة وحياة قاسية، تكتب الشفاف الجميل والنثري لتريح القارئ من إرباكات اللغة والتتابع الصوري.
وعن قصائد الشاعرة يقول حمادة تبدو مثل التماعة البرق تشكل في سياقها العام وحدة كلية تعبر عن تحولات الذات حيث لاميوعة عاطفية ولا حدود في الجوهر، بين الذات والعام، بين الأنا والآخر، وتهيمن الصورة الباطنية للمعاني في معظم قصائدها كأنها تبحث وهي تكتب عن نافذة للخلاص، والقارئ المتمرس في الغوص بعمق قصائدها يجد أنها تتمتع بقدرة المشي بالسرد الشعري إلى آفاق أرحب، في قصائدها وعي شعري خاص بها، وقد نجحت في القبض على تفاصيل محاولتها الشعرية وبناء مشهدها الشعري.
القصيدة لديها كاملة وناضجة ،حادة ساخرة، محرضة ومستفزة لكن منطلقها الأول الحب والعاطفة.
وفي مجموعتها الشعرية “قلبي فراشة الحقل” رأى المحاضر أن الشاعرة رسمت بما أضمره النص الحالة بكل مايحيط بها ففيها التماس للعناصر الغائبة الغارقة في النفي والصمت، وسعي إلى حضور وليس استحضار، والعنوان من أرض الواقع والإنسان وذاتها.
وعن طقوس الشاعرة في الكتابة قال حمادة إنها تحمل قلمها وتتبع القصيدة، شاعرة وامضة وموجزة حكاية الشعب بتجويع اللفظ وإشباع المعنى.
أما لغتها بسيطة وعميقة تأسرها الأناقة البسيطة، اللغة عالمها وتيهها المتعدد التأويلات والمداخل، ومايحسب لها تمكنها من استخدام كلمات مقتضبة وجمل قصيرة واستعارات جديدة غير متكلفة عبرت من خلالها عن تجربتها.
وفي جواب عن سؤال طرحه المحاضر فيما إذا نجحت الشاعرة في الحضور بالذهن خلال مسيرتها الشعرية قال إنها تأخذ القارئ لعوالم شاسعة بقليل من الكلمات وتنقله من الإمتاع والمؤانسة إلى التأمل في تعرية الذات.
في قصائدها استسلام للواقع وعدم تمرد تكتب دفاعاً عن الإنسان انطلاقاً من فلسفة شعرية بلغتها الخاصة، ولايظهر بشعرها سوى صوتها، وتتجلى في شعرها وحدة العناصر والكائنات والبشر والأحجار وتداخل جغرافيا جديدة.
كما ألقت الشاعرة بدوي قصيدة بعنوان “على التوالي”.
وتخلل المحاضرة مداخلات ونقاشات من الحضور المتابع للشأن الثقافي، فيما حضرها رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب الدكتور أحمد زياد محبك وقدمها أسامة مرعشلي.
رقم العدد ١٦١٦٩